ما بين فلويد والحلاق العقلية ذاتها والجرائم متعددة

حجم الخط

بقلم: اسامة الاشقر

 

كشفت منظمة العفو الدولية "أمنستي" فرع الولايات المتحدة الأمريكية أن الشرطة الأمريكية تقوم بتدريب آلاف الآلاف من عناصرها في الأراضي الفلسطينية المحتلة حيث تقوم منظمات تابعة للأيباك بدعم من جماعات المسيحية الإنجيلية بإيفاد هؤلاء المتدربين لأسابيع أو لأشهر أحياناً ليتعلموا من الشرطة الإسرائيلية كيفية قمع الشعب الفلسطيني، وما هي الوسائل الأنجع لإخماد المظاهرات والمسيرات والاحتجاجات التي تعترضها قوات الجيش والشرطة الإسرائيلية في المناطق الواقعة تحت الاحتلال. وقد أكدت تلك التقارير أن جاريد كوشنر، صهر الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، والسفير الأمريكي ديفيد فريدمان متورطان مباشرة في دعم وتمويل هذه الرحلات الأمر الذي يكشف ويؤكد حقيقة العقلية التي تربط تلك الأطراف.

لم يعد الأمر مقتصراً على دعم سياسي وعسكري بين بلدين يجمعهم تحالف بل إن أبعاد هذه السياسة العنصرية تؤكد طبيعة العقلية التي تحكم عمل بل وحياة هذه الشخصيات المتنفذة في واشنطن.


إن عمليات القمع والاستهداف الخارجة عن المألوف التي شهدتها المدن الأمريكية لفتت أنظار المتابعين حيث إن تلك الهجمات على المتظاهرين كانت ذات طبيعة عدوانية تحمل كثيراً من القسوة المتعمدة والهادفة للإيذاء الجسدي والنفسي وهذا بالضبط ما حدث ويحدث منذ عقود طويلة مع الشعب الفلسطيني الذي جُربت عليه كل أنواع القمع والاضطهاد بل واستحدثت أساليب خاصة فقط لإخضاعه وإيذائه نفسياً وجسدياً وهذا بالضبط ما لفت الانتباه لدى المراقبين الذين أكدوا الصلة الوثيقة بين طبيعة التدريب الوحشي على الفلسطينيين والتطبيق الفعلي على المتظاهرين في الشوارع الأمريكية حيث أظهرت مؤشرات العنف الممارس من قبل الشرطة الأمريكية تزايداً كبيراً في ثلاثة عشر ولاية أمريكية هي نفس الولايات التي أرسلت بعثاتها للتدرب على الفلسطينيين العزل في الأراضي المحتلة حيث خلصت النتائج إلى أن التدريب الذي تلقاه أفراد الشرطة الأمريكية في الأراضي الفلسطينية انعكس بشكل كبير على أساليبهم الوحشية تجاه المواطنين الأمريكيين.

وهذا ما أدى إلى عملية القتل الوحشية في مينابولس والتي تزامنت مع جريمة قتل الشاب إياد الحلاق الذي يعاني الإعاقة في القدس المحتلة.

عن "الدستور" الأردنية