ما بعد الأول من تموز...
صحوة فلسطينية ام النوم سلطان؟!
البعض يرى في أن عكس الضم هو تأجيل الضم ، تجميده ، تجزئته ، او حتى إلغاءه . وهذا ليس صحيحا على الاطلاق ، فبدون ضم ، كانت المساحات التي يدور الحديث عن ضمها الآن ، هي مضمومة فعليا، وهنا يأتي السؤال مواتيا: ما هي آليات الضم رسميا؟
البعض يتخيل انها عملية معقدة متشابكة ، ولكنها في حقيقة الامر عبارة عن مجرد توقيع على ورقة يمهرها نتنياهو بيده، كما مهر ترامب ورقة منح القدس لاسرائيل ، فكل شيء جاهز ومهيأ للحظة الحاسمة .
بيان كتائب القسام المقتضب الذي تلاه الناطق العسكري ابو عبيدة ، حل اللغز ، حين قال ان الضم اعلان حرب على الشعب الفلسطيني وأرضه، وهذا كلام صحيح ودقيق الى حد كبير، لكن اعلان الحرب المرادف للضم، رغم انه لم يحصل بعد، وقد لا يحصل في الموعد المضروب مطلع تموز، الا ان القرار موجود في داخلية كل مسؤول اسرائيلي ، وفي قرارة قلوبهم وعقولهم وتوراتهم، وما المعنى الذي يحمله تبديل ارض بأرض في مفاوضات ما بعد اتفاقية اوسلو، وما المعنى الذي يحمله موافقة القيادة الفلسطينية على وجود قوات دولية "اتحاد اوروبي" في الحدود الشرقية مع الاردن ، او الموافقة على ان تكون الدولة الفلسطينية العتيدة منزوعة السلاح؟ اذ ليس من المعقول ان تكون كذلك ولها جيش يحمي حدودها .
عكس الضم، هو اقامة الدولة المستقلة على الاراضي التي احتلت عام 1967 وفي مقدمتها الاغوار والقدس والمستوطنات، وهذا لن يتحقق بدون سلام حقيقي بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي، وهذا ما حاول الطرفان تحقيقه عبر مفاوضات المراثون ثلاثين سنة، حتى كاد ما يعتمل في قلوب الاسرائيليين سرا ان ينفجر ، فأنفجر، بضم القدس، و إلغاء حق اللاجئين بالعودة وتشريع المستوطنات وأخيرا ضم الاغوار. فهل الاغوار أهم من القدس التي ضمت فعليا ورسميا، او من عودة اللاجئين التي ألغيت فعليا ورسميا؟!
إن من سيتعاطى مع موضوع الضم بعد الاول من تموز ، كما قبله، سواء تم الضم او تأجل او تجزأ، انما لا يعرف ان هذا خطأ أخر يرتكبه لعشرات السنين القادمة، تحمل معها ما حملته عشرات السنين الفائتة، ازداد فيها الاستيطان والمستوطنون 500 % ، وترسخت خارطة تقسيم الضفة الى مناطق ألف وباء وجيم مقدمة لقصرها على ألف بدون جيم ، وتفسخت قوى الشعب الفلسطيني نتيجة اوهام البعض فيما اطلق عليه سلام الشجعان، حتى طال التفسخ والانقسام الشعب والوطن، ودخلنا مرحلة الشيزوفرينيا بين مقاومة المحتل و مسالمته، لكن المحتل يمعن في جرائمه وساديته تعذيب الاثنين، المقاوم والمسالم على حد سواء.
فهل سيكون الاول من تموز موعدا لصحوة فلسطينية، أم تراه كما قالت العرب قديما: النوم سلطان؟!