مهرجانات الضفة واستعراضات غزة...قطار الضم السريع!

حجم الخط

كتب حسن عصفور

 تتسارع حركة المشروع التهويدي نحو الإعلان الرسمي من قبل الحكومة الإسرائيلية، وسط حالة من "الضجيج السياسي"، أدى بعضها الى البحث عن كيفية مختلفة للتنفيذ، دون أن تتعطل كليا.

وتبدو "المفاجئة" في حالة الغضب الأوروبي، خاصة البريطانية التي شكلت قيدا ما على اندفاعة قطار الضم وتغيير مساره، وهو ما كان له أن يشكل رافعة لتجسيد حركة فعل شعبي فلسطيني يمكنها ان تعيد رسم خريطة المشهد بشكل جذري، لو كان هناك حقيقي بالمواجهة الشاملة.

ولكن الخيبة الكبرى، برزت في تفاعل "الرسمية الفلسطينية" في الضفة والحكم الحمساوي وفصائله الحليفة في قطاع غزة، حينما قرر كل منهما "اختراع" سبل مواجهة مستحدثة، تمنح قطار التهويد السريع وقودا مضافا كي لا يتوقف في محطة هنا أو محطة هناك.

في الضفة الغربية، قررت حركة فتح والسلطة الرسمية، القيام بحركة استعراض "كشفية"، عبر مسلسل مهرجانات مخطط لها سلفا وفق "حسابات دقيقة"، تبدأ بنظام يمنع الخروج عنه، أناشيد، أغان، تقديم، خطابات "أن وسوف ولن"، وينتهي المشهد بان يعود الحضور بكل "لطف" عبر حواجز قوات الاحتلال، تحضيرا لمهرجان آخر في منطقة أخرى.

هل يعقل أن يكون الرد الوطني الفلسطيني على أخطر مشروع يمس هوية الأرض ويدمر حلم الكيانية عبر "مقاومة مهرجانية"، هل حقا يدرك من يقف وراء ذلك الشكل الاحتفالي بأنه يساهم بوعي أو بغباء في تعزيز المشروعية للمخطط العدواني المستحدث.

كيف يمكن لدولة الاحتلال ان تهاب وتعمل حسابا لفعل الفلسطيني وفقا لما هو قائم، وغياب كلي للحركة الشعبية، مقاومة ومواجهة وحضورا، هل حقا لمهرجان مدفوع الأجر ونفقات غير معلومة المصدر، وسط أزمة راتب الموظفين، مع انتشار رائحة فساد سام، أن تربك دولة الكيان ومخططها الأخطر.

موضوعيا، يمكن لحكومة الاحتلال أن تمول عشرات مهرجان "مؤدبة جدا"، تسير بلا أي ارباك حتى لمسار المستوطنين، وتنتهي بأن يعود كل مشارك الى بيته بعد أداء "الواجب الاجتماعي".

لعبة استبدال المقاومة الشعبية بعروض "مسرحية"، تهين حركة الكفاح الشعبي الفلسطيني، وتمثل نقطة سوداء لكل مظاهر الفعل الوطني ضد عدو محتل وغاصب، ولن تعرقل أي من محطات الضم، خاصة وأنها "مهرجانات مسرحية"، تتوافق مع موقف سياسي هروبي من ترسيم مفهوم "فك الارتباط"، بما يعني سحب الاعتراف المتبادل وإعلان دولة فلسطين.

وشهد قطاع غزة، ما هو أكثر سخرية من الحالة الكفاحية الفلسطينية، حيث استبدلت حماس وحكمها كل فعل وطني جماعي بحركة استعراضية عبر مسلسل بيانات جوهرها ليس الضم والمشروع التهويدي، بل الاستعداد لمرحلة ما بعد الضم، وتجهيز قطار البديل السريع من خلال مسلسل تهديدي، بات واضح الملامح هدفا وغاية.

حماس ومن معها، تقاوم تشكيل جبهة مقاومة شعبية في الضفة الغربية، وتعمل هناك وفاق لمسارها المنتظر، فيما تجاهد لتعزيز "كيان غزة الاستقلالي"، وهو أحد مظاهر الخطة الأمريكية، وفتحت جبهة بيانات فصائلية تهدف لتثبيت انها "القائد"، دون ان تفكر مرة واحد لتقديم خطوة عملية تعلن تخليها عن حكم الانقلاب.

من باب تذكير أهل المهرجانات وأصحاب الاستعراضات، هبة النفق عام 1996 قدمت 63 شهيدا، واسقطت 15 عشرا قتيلا في صفوف جيش الاحتلال، هبة لعدم المساس بمنطقة مقدسة، وفي 28 سبتمبر 2000 خرج أهل القدس في لحظة لن ينساها التاريخ لمنع الإرهابي شارون من تدنيس الحرم القدسي، دون ان ينتظر "أمرا" وفتحت المواجهة الكبرى.

"مقاومة" المهرجان والاستعراض هي نموذج خاص لزمن النكبة الثالثة التي يعيشها الشعب الفلسطيني...وهي كما الانقسام عناصر لتمرير المخطط التهويدي الكبير.
ملاحظة: صائب عريقات يتهم البعض العربي بالتطبيع، وتهويد القدس والبراق، ويتجاهل كليا أنهم من سمسر للتطبيع وهم من اعتبر البراق حائط مبكى في تسجيلات رسمية..يا دوك بلاش استعراض فارغ ..فكر بما عليك فعله لو كنت أمينا!

تنويه خاص: بعد صمت طويل خرج علينا السياسي الأردني عدنان أبو عودة مستغربا جدا كيف وافق الفلسطيني على تأجيل التفاوض على القدس واللاجئين والمستوطنات...البطولة صعب اختراعها يا عدنان...وبلاش انت!