كانت البداية إعلان صفقة القرن التي جاءت لتخدم المصالح الأمنية والسياسية لإسرائيل دون الالتفات لمصلحة الفلسطينيين، فهي أبقت لهم على مناطق مقطعة الأوصال في الضفة الغربية وغزة، وبدون سيادة.

 وتبقّى على فلسطين مواجهة المخططات الإسرائيلية في ظل الواقع العربي الهشّ، الذي يشهد هرولة دول محورية نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

فعلى رئيس السلطة محمود عباس أن يتحرك داخلياً، وأن يسعى فوراً نحو إنهاء الانقسام الداخلي، وإطلاق حوار جدي من أجل بلورة موقف وطني مُوحد للتصدي لقرار الضم.

 حيث تعتبر أقوى رسالة يمكن أن تُوجه للمحتل هو إعلان إنهاء الانقسام الفلسطيني وتوحيد الصف الوطني تحت قيادة مُوحدة، وتبنّي استراتيجية وطنية كفاحية لمواجهة الاحتلال، والاتفاق على خطة استراتيجية مُشتركة بين كلّ مكونات الشعب الفلسطيني، للوقوف في وجه الخطة الإسرائيلية.  والحل الوحيد أمام الفلسطينيين هو مواجهة المخطط بـ"الثورة و الوحدة".

قلق دولي إزاء خطط ضم مناطق في الضفة، بصمت مخيف تتجاهل دول عربية خطة الضم الاسرائيلية للأراضي الفلسطينية المنوي تنفيذها الشهر المقبل، تصرخ أصوات ليس من ديانتنا وقوميتنا لتقول لا للظلم والتبجح.

وزير خارجية الفاتيكان "بول ريتشارد جالاغر"، قال إن الفاتيكان قلق إزاء خطط الحكومة الإسرائيلية الجديدة لضم مناطق في الضفة الغربية، معرباً عن قلقه بشأن أي إجراءات في المستقبل قد تزيد من تعريض الحوار للخطر، ونأمل الاتفاق مع المجتمع الدولي لوقف تلك السياسة التي من جهته أن تقود المنطقة الي بركان.

فيما شدد "جان إيف لودريان" وزير الخارجية الفرنسي: "نعمل مع شركائنا الأوروبيين للتوصل إلى إجراءات مشتركة، في حال قررت إسرائيل ضم جزء من الضفة الغربية، وخلال اجتماع برلماني "على مدى الأيام القليلة الماضية عقدنا عدة مؤتمرات بالفيديو مع زملاء أوروبيين، بهدف اتخاذ قرار بشأن إجراء مشترك للمنع والرد في نهاية المطاف إذا اتخذ مثل هذا القرار"، مشدداً على أن فرنسا، ستعتبر أي تحرك من إسرائيل لضم جزء من الضفة الغربية، انتهاكا خطيرا.

ومن الغريب أن تعلو أصوات من الولايات المتحدة الأمريكية، من بينهم "جو بايدن" المرشح الديمقراطي إلى الانتخابات الرئاسية الأميركية من أبرز الشخصيات المعارضة للمخطط الإسرائيلي، وقد اعتبر أن هذه الخطوة ستقوض احتمالات السلام.
وأبدت ألمانيا والمملكة المتحدة ودول أوروبية أخرى، معارضة شديدة لمخططات الضم.

فيما اكتفت الدول العربية بمزيد من الشجب والتنديد، وبدعوة محمودة للدولة إسبانيا، إلى الإسراع بالاعتراف بالدولة الفلسطينية باعتبار ذلك وسيلة لتحقيق نوعٍ من التوازن المفقود كُلياً في النزاع بين الفلسطينيين والإسرائيليين. 

ويسعى الرئيس الفلسطيني "محمود عباس" إلى حشد الدعم الدولي ضد خطة إسرائيل ضمّ أجزاء من الضفة الغربية، وذلك من خلال الشجب والاستنكار والفقاعات الإعلامية، وحدث ولا حرج على سفراء فلسطين عبر العالم، وكأنهم يسكنون على كوكب المريخ.

هنا يفقد عباس حل الدولتين بشكل نهائي، الحل الذي دمر القضية الفلسطينية، ويقوم نتنياهو بقتل حلم عباس بحل الدولتين هو والإدارة الأمريكية، ويعتبر قرار الضم هو الأخطر في تاريخ القضية الفلسطينية منذ نكبة عام 1948.