بعيدا عن الدبلوماسية واللغة الرصينة عندما يشعر الصغير بالخوف من الكلاب الضالة يلتجأ للكبير ليحميه من الخطر سواء كان الخطر حقيقيا أو وهما فتصبح "خطية" الصغير في رقبة الكبير وعندما يشعر الكبير بالخطر على أسرته أو قبيلته تصبح "خطية" الأسرة أو القبيلة في "رقبته" ومن الطبيعي أن يستنفر كل طاقاته ليجمع أبناء أسرته أو قبيلته ويرضي "الحردان" منهم والزعلان ويشحذ هممهم ويستنفر طاقاتهم ويستثمر علاقته وعلاقاتهم مع العائلات أو القبائل الأخرى لتحييد بعضها واقناع بعضها بعدالة موقف أسرته وقبيلته ويطالبهم بالوقوف إلى جانب الحق.
وباختصار لمواجهة الخطر يضطر الكبير عند تجميع كل أوراق القوة في أسرته أو قبيلته والقبائل الأخرى أن" يتحمل سفالة بعضهم وزناخة بعضهم" وجهل بعضهم الآخر و"يصنت" لمجموعة ((لقد حذرناك وقلنا لك ولكنك أذن من طين وأخرى من عجين)) وسيكون مجبرا على "طولة البال" وسعة الصدر وتحمل "زناخة " الصغير قبل الكبير فعندما يداهم الوطن الخطر تتوجه عيون الشعب والعسكر نحو الكبير "قوي" متسائلة ماذا أنت فاعل يا صاحب الفخامة؟
الوطن والشعب والقضية داهمهم الخطر ومن الطبيعي أن يتشوق الجميع لخطوات حقيقية تحاكي اللحظة التاريخية والحرب المعلنة، وكلهم يتوقعون الخطوات المطلوبة فالاستعداد للحرب يحتاج خبزا وسلاحا وانسان مؤمن بالقضية ولديه الاستعداد للتضحية، وكل مواطن يترك العنان لخياله ويضع نفسه مكان "الكبير قوي" أو الرئيس، وتسمع آلاف السيناريوهات ولكن السيناريو الأكثر رواجا هو أن الرئيس الفلسطيني لم يعد أمامه خيارات بعد أن جذع أنفه وقطع كفه في حروبه مع بني قومه الا أن يجمع كل أوراق القوة الفلسطينية مجددا وعلى الفور.
ومن يتأخر سيتحمل مسؤولية وزر التخلي عن واجبه الوطني والديني والأخلاقي وسيكون الرئيس في نظر شعبه قد طوى صفحة الماضي وحاول لملمة أوراقنا المبعثرة ويسجل له شرف المحاولة سواء نجحت أو فشلت وغالبا ما ستنجح بإذن الله ولكن هذا يتطلب الذهاب فورا إلى غزة وجمع الفصائل والتنظيمات على برنامج موحد والانطلاق لاحقا نحو العمق العربي والمجتمع الدولي لمطالبتهم بموقف مساند وداعم لفلسطين الواحدة الموحدة وليست فلسطين "المشقوحة شقحات على نمط بطيخة أبو الفراجين" وحينها يمكننا أن نلوم غيرنا على موقفه طالما أن فلسطين قالت موقفها الواحد ولأن في كل معركة هناك قائد مهزوم ولا يوجد جيش أو شعب مهزوم فإن "خطية" الوطن في رقبة الرئيس.