03 تشرين الأول 2015
بقلم: عاموس هرئيل
قتل الزوجين الإسرائيليين بالنار من كمين أمام ناظر أطفالهما في "السامرة، أول من أمس، جاء استمرارا لفترة طويلة نسبيا من التصعيد الأمني في الضفة الغربية وفي القدس. ويؤكد ضباط الجيش الإسرائيلي الادعاء الذي يطلقه المستوطنون: منذ بداية الصيف يبدو الارتفاع في عدد احداث رشق الحجارة والزجاجات الحارقة على الطرقات ملموسا. الارض تعتمل، ولهذا الميل انضمت الآن عملية اطلاق نار فتاكة، الاولى منذ العمليتين اللتين قتل فيهما داني غونين وملاخي روزنفيلد، في غضون عشرة ايام في حزيران.
رغم المقايسات مع ايام الانتفاضة الثانية – ولمشهد السيارة العائلية المثقوبة بالرصاص تنشأ بالفعل في الذاكرة صور مشابهة لتلك في الفترة الرهيبة ذاتها – شدة العنف على الارض وعدد المشاركين في الاحداث لا يزالان لا يشبهان ما وقع في حينه.
الاحداث والمصابون يتراكمون باستمرار: مزيد من كمائن الحجارة من التلاميذ الفلسطينيين على السيارات الاسرائيلية في نهاية تعليمهم في المدارس، مزيد من المواجهات المتوترة في الميدان، مزيد من العصبية والقلق من المواطنين الاسرائيليين. لا يوجد تفسير واحد لهذا الميل. تتداخل هنا على ما يبدو عدة اسباب، بينها التركيز المتجدد على الخلاف في الحرم، الخط الحازم الذي تتخذه السلطة الفلسطينية (وتهديدات رئيسها محمود عباس) تجاه اسرائيل على خلفية الجمود في المسيرة السياسية والاحساس العام لدى الجمهور في الضفة بأن الجهود الدبلوماسية لا تعطي شيئا وان الاسرة الدولية نسيت القضية الفلسطينية. وفي هذه اللحظة، لا تبدو في الافق وصفة لتهدئة سريعة.
رغم اعلانات عباس ان السلطة لم تعد ملتزمة بالاتفاقات مع اسرائيل، لم يقطع بعد التنسيق الامني بين الطرفين. ولكن من المشكوك فيه أن تبدي اجهزة الامن الفلسطينية في الظروف الحالية دوافع فائضة لاحباط العنف. هذه مهمة ستبقى في معظمها في يد المخابرات والجيش الاسرائيلي. يمكن الافتراض بأنهم سينجحون لاحقا في القبض على القتلة، مثلما فعلوا بسرعة في العمليات السابقة هذه السنة. فالخلايا الفلسطينية السابقة التي القي القبض عليها كانت من نوعين: خلايا "شعبية"، عديمة الانتماء التنظيمي الحقيقي، او مجموعات محلية اكثر تنظيما، عملت بتوجيه من "حماس".
لا تزال عملية "ارهابية" واحدة لم يحل لغزها هذه السنة بعد: قتل ثلاثة ابناء من عائلة دوابشة في قرية دوما في تموز، والمشبوهون فيها هم مخربون يهود. العمليات على طريق الون، في دوما وأول من امس، قرب ايتمار، وقعت كلها حول ظهر الجبل في "السامرة"، تقريبا في ذات المجال. وحتى لو لم يكن هنا بالضرورة دائرة واضحة من العملية، الثأر، وبعدها الثأر من الجانب الآخر، فان المخابرات الاسرائيلية تأخذ الآن بالحسبان ثأر نشطاء من اليمين المتطرف للعملية الاخيرة. الخواطر في المستوطنات عاصفة، ولا يقين في أن يتلخص الرد في النزول الجماهيري الى المفترق القريب والصدام مع الشرطة وجنود الجيش الاسرائيلي.
لسلسلة القيادة العسكرية، في هيئة الاركان وفي قيادة المنطقة الوسطى، توجد تجربة لا بأس بها في مثل هذه الاحداث. فالى الميدان ستتدفق الآن المزيد من القوات، لتعزيز الحراسة على الطرق وتحسين احساس المستوطنين بالامن. وقد أمر رئيس الاركان غادي آيزنكوت بتوجه اربع كتائب نظامية الى "السامرة". اضافة الى ذلك فقد تقرر محاصرة قرى فلسطينية في منطقة العملية، الخطوة التي لم تتخذ منذ بضع سنوات.
عن "هآرتس"