يعتصر القلب ألماً على ما تتناولها وسائل التواصل الاجتماعي من أخبار حول القفزة المروعة في اعداد الوفيات والإصابات بفيروس " كوفيد "19 في المجتمع الفلسطيني بشكل عام والخليل على وجه الخصوص .وعليه يطرح سؤال مهم لماذا هذا الارتفاع المتزايد ؟ كيف انتشر الفيروس بهذه السرعة رغم تجاوزه بالمرحلة الأولى بأخف الأضرار؟ .
في محاولة لتفسير هذه الظاهرة لابد من النظر لعدة جوانب أهمها التركيبة الاجتماعي لمجتمعنا التي تبنى على مثلث قد يحلل أسباب الارتفاع المتزايد حيث يتكون من ضلع العمق الثقافي للمجتمع و ضلع العمق البنيوي وقاعدة المثلث تبرز العمق القيمي للمجتمع فالعمق الثقافي من خلال قراءتنا السوسيولوجية لما ينشر سواء من جهات رسمية حكومية أو ردود أفعال الأفراد عبر شبكات التواصل الاجتماعي تبين انخفاض شديد في الوعي حول هذا الفيروس قد يعود السبب لفقدان تلك الحلقة التي ترتبط بين الثقة بالمعلومات التي تنشر بتعدد مصادرها بالنسبة للأفراد والمؤسسات مما ساعد في تزايد معدلات الاستهتار والاستخفاف بالمخاطر، أما في يتعلق بالعمق القيمي للمجتمع للأسف منظومة القيم تهتز عندما تصبح حياة الأفراد مهددة حيث لا يوجد أدنى توفير المتطلبات الأساسية لتلك الأسر من اكل وشرب ومستلزمات أخرى، مما جعل الباب مفتوح على مصرعيه، أما العمق البنيوي فإنه أساسي في تفكيك وتركيب النسق والنظام والبنية وشبكة العلاقات والثنائيات والتعارض والاختلاف داخل المجتمع الفلسطيني نفسه.
وما نراه هو فقط السلوك الذي بالأساس مبني على ذلك المثلث الذي يعكس مدى تقبلنا للأزمات. وما يفسر سرعة انتشار الفيروس وازدياد الوفيات والمرحلة القادمة أكثر خطورة في حال لم تتكاثف الجهود المبذولة من الحكومة والأفراد لتجاوز الأزمة في ظل الكثير من الصعوبات التي تعيق بالأساس الحياة في شكلها الطبيعي من أزمة مالية والوضع السياسي والاجتماعي في المجتمع الفلسطيني.