على قناة الجزيرة مغالطات ماثيو بروتسكي على الفلسطينيين ونبيل عمرو يرد

حجم الخط

بقلم د.طلال الشريف

 

 في برنامج للقضية بقية على قناة الجزيرة، كان ضيوف الحلقة القائد الفتحاوي عضو المجلس المركزي والوزير السابق، نبيل عمرو، وماثيو بروتسكي الخبير في مجموعة الدراسات الأمنية وكبير الباحثين في مركز جولدن لدراسات الإستراتيجيات الدولية بواشنطن.
وبحثت الحلقة في خطة إسرائيل لضم الأغوار الفلسطينية بتفاصيلها، وبحثت في الموقف الأميركي من خطة الضم الإسرائيلية، ومدى تطابقها مع خطة السلام الإمريكية، وموقف السلطة الفلسطينية من ضم الأغوار والخطة الإميركية.
خلاصة التساؤلات وأهم ردود السيد نبيل عمرو، على ما أسمته قناة الجزيرة بكبير الباحثين ماثيو بروتسكي الذي كشف فيها كيف يضللون المشاهد، كجزء من فرش الأرضية لصفقة ترامب ويقولها صراحة بعد مضي الأحداث، بأن:
1- الفلسطينيين هم العالقون وأوضاعهم تزداد سوءا، ولم يقل من الذي علقهم وأساء أوضاعهم ولماذا.
2- الفلسطينيون متهمون بتضييع الفرص والمبادرات، وهم يرفضون الخطة الأمريكية ويرفضون التفاوض مع الاسرائيليين في خطة الضم.
3- يضيف ماثيو مضللا المشاهدين، أن موضوع وقرار الضم هو قرار إسرائيلي، وليس قرار الولايات المتحدة، وأن التأخير جاء نتيجة لوباء الكورونا التي تزداد حدته في اسرائيل، وبسبب إجراء الإنتخابات الإسرائيلية ثلاث مرات لحين تشكيل الحكومة.
4- حاول ماثيو أن يغير المفاهيم ويضلل الجمهور بأن يقول في كل مرة منذ التسعينات والمفاوضات جارية بين الإسرائيليين والفلسطينيين وكان الفلسطينيون يرفضون أي حل أو يتغيبوا عن المفاوضات التي يحضرها الأسرائيليون وأنهم يرفضون كل مرة المبادرات، ولذلك كانت مبادرة ترامب مبنية على الواقع أو الواقعية على الأرض، لفشل المحاولات السابقة، فليأتوا إلى الطاولة، ويتفاوضوا على ما هو أمر واقع. وهي بالمناسبة الفكرة التي بنيت عليها خطة ترامب، أن يبقى الحال على ما هو عليه بخصوص الوضع على الأرض، أي أن الفلسطينيون خاسرون مبكرا وعلى حسابهم وأرضهم يمكن التفاوض لإدارة السلام.
هنا نورد أهم ما قاله نبيل عمرو
كيف لخطة تقرر سلفا قضم 30% من أرض فلسطينية تحت الإحتلال ومرفوض تغييرها حسب القوانين الدولية وتقول أن هذا هو الواقع وتبني عليه خطة سلام.
وأضاف نبيل عمرو بأن الفلسطينيين وافقوا على ثلاث بدائل طوال السنوات الماضية التي طالبتهم الولايات المتحدة بتقديم مشروع بديل أو مواز لخطة ترامب في محاولة لجلبهم لطاولة نفاوضات على الصفقة والضم ، وقالنبيل عمرو لمقدمة الحلقة، فليسأل ضيفك ماثيو كيري وزير الخارجية الأسبق الذي جاء إلى المنطقة لمدة سنة وهو يحاول إحياء المفاوضات وفي النهاية صرح أن إسرائيل هي التي منعت المفاوضات.
ونوه نبيل عمرو إلى أن الرئيس بوتين عرض على نتنياهو أن يجتمع مع الرئيس عباس في موسكو لإحياء عملية المفاوضات وتهرب نتنياهو في اللحظات الأخيرة وكان الرئيس عباس كان على أبواب موسكو.
وفند نبيل عمرو ما تحدث به ماثيو، قائلا، إذاً هناك عرض غير دقيق وغير موضوعي يقدمه الضيف ماثيو حول الموقف الفلسطيني من المفاوضات ولم يكن الفلسطينيون يعقون عملية السلام والنفاوضات ونوه مستدركا،
لكن، أيضا الفلسطيني مش مستعد يكون واقعي بمعنى بأن يوافق على كل الغلط اللي بتعمله إسرائيل وأمريكا، أي واقعية هذه، وأنت تأخذ من أراضي فلسطينية معترف بها دوليا 30% وتعطيها لإسرائيل والباقي منها يمزق عل عدة قطع، هذا ليس واقعا، وهذا إسمه إحتلال ونحن كفلسطينيين مستعدين أن نواصل العمل ضد هذا الإحتلال، رغم إختلال موازين القوى، لأن البديل للعمل ضد الضم والاحتلال، هو الإذعان إلى سيطرة أبدية إسرائيلية على الأرض والإنسان والمستقبل.
وهناك مشروع الرباعية الدولية التي أحد أعضائها كانت الولايات المتحدة ورفضتها إسرائيل، والثالث المبادرة العربية للسلام التي رفضتها إسرائيل وغضت الطرف عنها الولايات المتحدة، والفلسطينيين ليسوا عدميين وهم من رفضوا مشاريع السلام، بل اسرائيل هي من رفضت كل المبادرات.
ورد نبيل عمرو على ما ذكره ماثيو أن لإسرائيل اتخاذ قرار الضم وليس هو قرار الولايات المتحدة، وأضاف نبيل عمرو، كأنها إسرائيل دولة مستقلة، كما يدعى ماثيو، وبين نبيل عمرو أن التأخير في إعلان الضم جاء بإشارة من الأمريكيين، وإسرائيل ليست مستقلة في هذا القرار، وليس كما قال ماثيو إن قرار الضم تأخر فقط على خلفية الخلاف الإسرائيلي الداخلي لأن بيني غانتس لا يرفض الضم بل يحاول تطبيقه تدريجيا وبطريقة أكثر حرصا من نتنياهو على تمرير عملية الضم ولكن بسلاسة، في حين أن نتنياهو واليمين في الحكومة لا يريدون إعطاء الفلسطينيين أي شيء، وحتى اليمين يرفض خطة ترامب لأنها تعطي الفلسطينيين دولة شكلية.
وعن محاولة مقدمة الحلقة القول أن نتنياهو لم يكن تاريخيا مع عملية الضم، قال نبيل عمرو من قال ذلك، هو لم يصرح سابقا ولكنه مع أخذ كل شيء ومع وجود الفرصة التي قدمتها الولايات المتحدة ظهرت المواقف الحقيقية لنتنياهو واليمين كله بأنهم يريدون كل شيء.
وعلى سؤال ما هو الموقف الفلسطيني بعد الرفض وهل ستنطلق مواجهات مسلحة في الضفة الغربية أم ماذا سيفعلون؟
قال نبيل عمرو على الأرض الفلسطينية 6 مليون فلسطيني صامدون في أرضهم وأكثر من 6 مليون آخرين مهجرين في العالم ولن تستطيع إسرائيل إبتلاع هذه الكتلة الضخمة من الفلسطينيين هذا أولا وثانيا عملية التصدي لإفشال الضم والصفقة التي يجمع عليها كل الفلسطينيين لن تكون بضغطة زر، ولكن، كل أشكال التصدي مرشحة في حين إستمر الضغط عليهم، وفقدان أي أفق لسلام عادل وحق تقرير المصير.
وعن سؤال لماذا علا الضجيج في موضوع الأغوار بالذات وكان خافتا في موضوع القدس ونقل السفارة الأمريكية، رد نبيل عمرو لم يكن الضجيج خافتا في لحظة في تاريخ النضال الفلسطيني ولكن لكل لحظة أدواتها وتحركها، واليوم يغيب الأفق لدى الفلسطينيين لأخذ حقوقهم بسبب تمادي الولايات المتحدة وإسرائيل في عملية الضم والإجحاف بالحقوق رغم وقوف العالم أجمع ضد عملية الضم والصفقة المخالفة للشرعات الدولية.
وسؤال فدى باسيل مقدمة البرنامج عن مواقف المطبعين العرب والساعين للتطبيع مثل الإمارات، قال نبيل عمرو إحنا الفلسطينيين حابين ألا نصدق بأن هناك تطبيع، ندرك أن هناك قنوات مفتوحة ودعينا نقول على أن الصفقة والضم لن تجد عربي واحد كغطاء ولا نأبه بما يقال لأننا نثق في إخواننا العرب جميعا وسيكونون بالتأكيد عند مواقفهم الداعمة للحق الفلسطيني كما كل المراحل وليس لدينا قلق من المواقف العربية.
والملاحظ هنا كيف يدفع المتآمرون على قضيتنا، بالباطل ويروجون لأفكار تضليلية بأن الفلسطينيون يرفضون السلام.
والفلسطينيون عالقون وحالهم يزداد سوءاً لدفعهم نحو الموافقة.
والفلسطينيون أضاعوا ويضيعون الفرص