أكّد مدير عام مخيمات اللاجئين في دائرة شؤون اللاجئين ياسر أبو كشك، على أنّ طبيعية الحياة القاسية في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين في الضفة الغربية، ساهمت في سرعة انتشار فيروس "كورونا" في صفوف اللاجئين.
الاكتظاظ السكاني
وقال أبو كشك في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنّ الاكتظاظ السكاني وضيق المساحة التي أدت لانتشار البناء العمودي، بالإضافة للعلاقات الاجتماعية القوية، واعتماد عدد كبير من سكان المخيمات على العمل بالمياومة، ساهم في انتشار كورونا".
وشدّد على أنّ اللاجئين رغم اتخاذهم الإجراءات الوقاية لمنع انتشار الفيروس، إلا أنّ حياة الأزقة وانعدام المساحات الفاصلة بين البيوت أدت لفشل أي عزل يقوم به المصابين.
لم يسلم مخيم من كورونا
وبالحديث عن خارطة انتشار الفيروس بين صفوف اللاجئين في الضفة الغربية، قال أبو كشك: "لم يسلم أيّ مخيم من فيروس كورونا، حيث انتشر الفيروس في مخيمي الفوار والعروب بالخليل، ومخيمي عايدة والعزة ببيت لحم انتشر بهما الفيروس بشكلٍ سريع، وأيضاً في الشمال في مخيم بلاطة بنابلس".
وتابع: "لكنّ يوجد وقفة قوية من سكان المؤسسات واللجان الشعبية والقوى، واستطاعوا حصر الوضع بالتعاون مع وزارة الصحة والمحافظة".
وأشار إلى وجود إصابات في مخيمي عسكر الجديد والعين، إلا أنّهما استطاعا توفير مراكز حجر داخلية، مُوضحاً أنّ مراكز الحجر لا تستطيع استيعاب أكثر من 8 إلى 10 إصابات، الأمر الذي جعل مراكز الحجر غير مجدية مع الانتشار الكبير للإصابات.
وتُشير سجلات دائرة الإحصاء الفلسطيني إلى أنّ عدد اللاجئين في الضفة الغربية بلغ 800,000 لاجئ فلسطيني يعيش جزء منهم في مخيمات الضفة الغربية البالغ عددها 19 مخيماً وفق الأونروا.
توفير ميزانيات تشغيلية
وبالحديث عن خطة طوارئ صحية تربوية إغاثية للمخيمات في ظل تفشي كورونا، قال أبو كشك:"يتم تنسيق الجهود مع أكثر من جهة، منها مكتب الرئيس محمود عباس ورئاسة مجلس الوزراء ووكالة الغوث ووزارة الصحة وجهات داعمة يابانية وإمارتية؛ لتوفير الدعم الصحي والإغاثي للاجئين".
وأوضح أنّ هيئة الأعمال الإمارتية تُقدم مساعدات داخل وخارج المخيمات، بالإضافة إلى المساعدات المقدمة من وكالة الغوث داخل وخارج المخيمات أيضاً، عدا عن تقديم جهات يابانية مواد إغاثية وخبراء متطوعين لتدريب السكان على تقديم مساعدات للمصابين.
وفي ختام حديثه، قال أبو كشك: "إنّ هيئة شؤون اللاجئين تعمل على توفير ميزانيات تشغيلية للمخميات مع أكثر من جهة"، مُردفاً: "تم إطلاق لجان صحية بالتعاون مع شؤون اللاجئين ووزارة الصحة ومدير المخيم وعيادة الوكالة والخبراء المختصين من أبناء المخيم؛ لمحاصرة الجائحة في المخيمات".