العمل من وراء مصر فاشل

حجم الخط

بقلم د. طلال الشريف

 

 كل عمل في الملف الفلسطيني بعيدا عن مصر، هو عمل خاسر، سواء، كان، هذا العمل، يتعلق بالمصالحة، أو، الهدنة، أو، تبادل الأسرى.

بعض الدول تحاول خطوة خطوة أخذ الفلسطنيين بعيدا عن مصر، سواء على خلفية مصالح بعض الشخصيات الطامعة في مواقع متقدمة مستقبلا، أو مصالح أحزاب مرتبطة بأيديولوجيات مع دول ولتلك الدول تكليفات أمريكية بعمليات التدجين عبر وعود أيضا بغد مشرق وسدة الحكم.

هذه شطحات عبارة عن مراهقات سياسية، ليس لها من عناصر النجاح، ما ينقلها لأرض الواقع، وهي خطوات خارجة عن الواقع السياسي والطبيعي، والذي ينسى الجغرافيا والتاريخ والمنطق والمواقف المصرية المتواصلة في دعم الفلسطينيين بالدم، والوقوف إلى جانب قضيتهم منذ بداية المشروع الصهيوني بشكل واضح لا تشوبه شائبة، عليه ألا ينسى أيضا الهوى الشعبي الفلسطيني تجاه مصر.

ليراجع هؤلاء تاريخ ياسر عرفات وإحتضانه من المصريين ، وكذلك منظمة التحرير، ليعرفوا، أن، ما، يتصورونه هو سراب، إذا عملوا من وراء مصر، في وقت أن هذه الدول المنفذة لسياسات أمريكا كما هو واضح في ليبيا ، هم من يحاربون مصر على كل الحدود، وسيدركون أنهم راهنوا على أحصنة خاسرة. وهم محدثين في سياسة المنطقة، مثل قطر، ومستعمرين لبلداننا العربية سابقا، مثل الأتراك، وهؤلاء خاسرون، ومن يتحالف معهم، أو، يعول عليهم، هو خاسر، سواء، كان، حزب، أو ، قائد، أو، رئيس.

إنتبهوا، فالحسابات دقيقة، وأكثر، من أي وقت آخر، وحسابات السياسة حساسة جدا في المنطقة.

من يبتعد أو يتذاكى على خصوصية العلاقة مع مصر، سيكون غير حكيم، والذهاب بعيدا لتعكير صفو العلاقة مع مصر، أو، إشغالها في وقت تزداد الهجمة عليها، بالطبع سيكون مجازفاً، لأن أي حسابات خاطئة، هي خاسرة، ولن تزكيها علاقة الفلسطينيين بمصر التي ينساها الحاقدون على مصر .. والأيام قادمة، وسيقعون في شر أعمالهم، وجهلهم بسياسة المنطقة، وكيف تصنع السياسة فيها؟

ومن هو ذا الذي يقود هذه التوجهات بذكاء زائد؟

رغم تأييدنا لأي محاولة مصالحة وطنية، إلا أن هذا النهج، أو، اي، محاولة، بعيدا عن مصر، ستورد إلى سراب، ولن يكون الفلسطينيين بالقطع وفي أي وقت في تحالف ضد مصر العروبة.

شعبنا يحب مصر، ومصر بالطبع لها أصدقاؤها، ولها أيضاً مصالحها، ولن تسمح، لأي كان، أن يهدد مصالحها، أو، يزيد من حملها ومسؤوليتها عن الملف الفلسطيني في هذا الوقت العصيب.