هذه هي النهاية، بيبي انتهى

حجم الخط

هآرتس – بقلم نحاميا شترسلر

بنيامين نتنياهو مذعور. فقد فشل. أضاع هذا وانتهى. في مساء يوم الاربعاء شاهدنا احتضاره. خسارة. كان يستحق أن ينتهي بشكل مختلف. كان يستحق أن ينهض ويستقيل كرجل. وهكذا ربما كان سيحافظ على القليل من الاحترام الذي بقي له.

​امامه تلمع في الظلام بقعة ضوء واحدة: المظاهرات الصعبة وغضب الجمهور الكبير عليه. وهي تدل على أن الديمقراطية لدينا أقوى من أي قيصر. وهي غير مستعدة لقبول زعيم تنتظره محاكمة بسبب تلقي الرشوة والخداع وخرق الثقة. برنامج الهدايا الذي طرحه رئيس الحكومة في يوم الاربعاء مثل بشكل ممتاز الدوامة التي جرنا اليها. يوجد فيها خليط مجنون من عدم الفهم الاقتصادي مع محاولة مثيرة للشفقة لوقف موجة المظاهرات بمساعدة توزيع كرات البلور على الهنود الحمر. ولكن من شدة الهستيريا، لم ينتبه بيبي الى أن الذئاب شمت رائحة الخوف التي تصاعدت منه. لذلك فان عضها سيزداد. المظاهرات ستزداد شدة ولن يساعد أي اغلاق مصطنع.

الذعر انساه حقيقة أن الاقتصاد مبني على توقعات. وقد افترض (هو والبروفيسور آفي سمحون الذي نسي منذ زمن نظرية الاقتصاد وتحول الى سياسي) أنه اذا قام بتوزيع الاموال على الجمهور، فهم سيذهبون الى البقالات وينعشون النشاط. ولكن العكس هو الصحيح. ففي اللحظة التي عرض فيها خطة غير منطقية توزع “بدل صمت”، وفي اللحظة التي تحدث فيها عن احتمالية قريبة لفرض الاغلاق العام – الجمهور تفاجأ وادرك أن الاقتصاد يسير الى الوراء، الى عجز كبير من جهة، والى نسبة بطالة فظيعة من جهة اخرى. المستقبل تحول الى اكثر خطورة. وفي هذا الوضع فان الجمهور يكون دقيق، يوفر ويقلل استهلاكه. عندها يزداد الكساد. هذا أمر اساسي، يا سمحون. اقرأ عن اليابان في تسعينيات القرن الماضي.

الوضع خطير جدا. شاؤول مريدور، رئيس قسم الميزانيات قال “هذه هي الطريق التي تؤدي الى فنزويلا”. الوضع دراماتيكي جدا. لأن محافظ بنك اسرائيل امير يارون الذي حتى الآن خضع لكل نزوات نتنياهو اعلن مؤخرا “أنا ضد”. يا للدهشة.

الخوف من فقدان السلطة قاد ايضا يوفال شتاينيتس الى أحياء الهذيان. فقد اصبح من المؤيدين المتحمسين لفرض الاغلاق الشامل للاقتصاد. وهو لا يعرف أنه حتى لو لم يتم فرض الاغلاق فان ضرره سبق وتسبب به بتعميق الكساد. شتاينيتس قال في الواقع “أنتم، أيها الجمهور، تتحملون ذنب تفشي الموجة الثانية من الكورونا. فأنتم لم تحرصوا على ارتداء الكمامات وعلى الابتعاد الاجتماعي. لذلك، يجب فرض الاغلاق”. وماذا عن الحكومة؟ هي مدهشة. فقد فعلت كل شيء في الوقت المناسب. وهي لا تتحمل أدنى ذنب. لهذا، لا تغضب علينا أيها الجمهور العزيز. توقف عن التظاهر وعد الى التصويت “ماحل” (الليكود). أنا أريد أن أكون وزير. الحقيقة بالطبع هي عكس ذلك تماما. عند تفشي الوباء، بيبي وليتسمان وشتاينيتس واصدقاءهم في الحكومة السابقة لم يفعلوا أي شيء. هم عارضوا اجراء الفحوصات وعارضوا ارتداء الكمامات. والامر الوحيد الذي قاموا به هو فرض الاغلاق: ضربة ساحقة للاقتصاد، أدت الى مليون عاطل عن العمل. في اعقاب الاغلاق انخفض عدد المصابين الى نحو 100 شخص في اليوم، عندها وعدوا بأنهم سيستغلون النجاح في زيادة عدد الفحوصات وانشاء نظام لقطع سلسلة العدوى. وهكذا سيضعون حد للكورونا.

​ولكنهم لم يفعلوا أي شيء بشأن الفحوصات والعدوى. وحتى أنهم أوقفوا تعقب الشباك ورفضوا خطة “المجمع”، ورفضوا نقل معالجة الوباء الى الهيئة الوحيدة التي تستطيع مواجهة هذه المهمة وهي وزارة الدفاع، وذلك لاعتبارات سياسية – المئة مصاب اصبحوا اكثر من ألف مصاب.

​واذا فرض شتاينيتس وبيبي الاغلاق فان الجمهور سيتمرد. فهو ليس لديه راتب مضمون، وايضا ليس لديه سيارة وسائق. المظاهرات ستشتد وستشكل نهاية مناسبة لحكم بيبي. والمشكلة الوحيدة هي أنه سيجرنا معه – لنتسول.