رحل الشهيد فادي سمير مصطفي علون (19 عاماً) بلغها قبل 3 أيام، من سكان بلدة العيسوية في القدس المحتلة دون أن يلتقي بوالدته وشقيقه القابعين في الاردن، نتيجة الاجراءات الاسرائيلية التي منعت لم شمل العائلة منذ أكثر من 17 عاماً، لتصعد روحه للسماء العلى برصاص الاحتلال بعد ان هاجمه قطعان المستوطنين فجر اليوم الاحد (الرابع من أكتوبر 2015) عند شارع حي المصرارة، ليتوجه مسرعاً تحسباً بان جنود الاحتلال سيحمونه من ايدي المستوطنين، الا ان زناد اطلاق النار اخترقت جسده الطاهر.
يقول والد الشهيد سمير علون والحسرة والدموع تملئ عينه ، انه "عند الساعة الحادية عشر من مساء امس السبت ودع نجله (ليلقي نظرة الوادع) بعد ان تناولا طعام العشاء معا،ً وكانت الابتسامة لا تفارق وجهه، فهو يتوجه كعادته عند ساعات الفجر لأداء الصلاة في مسجد الاربعين ببلدة العيسوية، وفي المسجد الاقصى أيام فتح مداخل البلدة."
ويضيف والد الشهيد ، "تلقيت اتصالا هاتفياً من افراد العائلة بان فادي فارق الحياة، وبعد ان تم تداول الاخبار بنصف ساعة من الحادث، لم اتمالك اعصابي دخلت بصدمة رهيبة جداً(..) حتى اللحظة لم اصدق بان نجلي ورفيق دربي والعيون التي ارى بها الحياة، صعدت روحه للسماء العلى شهيداً."
"فادي كبر امامي كان لي الاب والام والشقيق" يقول والد الشهيد "حرمه الاحتلال من لم شمل العائلة بعد ان قامت الزوجة (والدته) قبل 17 عاما بمغادرة البلاد اثر نبأ وفاة، منعت بعدها من العودة، حيث بقي (فادي) بين احضاني وشقيقه الثاني محمد ابن الـ 17 عاماً بين احضان والدته".
ويشير والد الشهيد الذي لم ير نجله محمد منذ 17 عاماً بسبب الاجراءات الامنية الاسرائيلية ومنعه من السفر لعدة مرات :" عند الساعة التاسعة والنصف داهمت قوات كبيرة من الاحتلال مدججة بالسلاح المنزل (..)اصيبت شقيقتي بصعقات كهربائية، وتعرض شقيقي رامي (عم الشهيد) للضرب بالهراوات باتجاه الصدر، ورش غاز الفلفل خلال عملية المداهمة"، حيث تم اقتياد والد الشهيد وعمه الى غرف التحقيق الاسرائيلية في القدس الغربية، وصادرت قوات الاحتلال اجهزة الهواتف النقالة الخاصة بالشهيد بعد العبث بمحتويات المنزل وقلبها رأساً على عقب.
ويوضح والد الشهيد فادي بان التحقيق دار حول حياة فادي وانتماءه، ويؤكد بان نجله "كان ينعم بالسمعة الحسنة بين الاصدقاء والاقارب، وذو صوتٍ جميل بتلاوة القران الكريم، وكان يحب ان يؤذن، وكان يعمل في البناء."
وينفى والد الشهيد رواية الاحتلال حول قيام فادي بتنفيذ عملية طعن لمستوطن، ويوضح بأن المخابرات الاسرائيلية مازالت تحتجز جثمانه ولم تبلغه بأي تفاصيل حول الاستلام ومكان الاحتجاز، ومازال عم الشهيد رامي محتجز لدى الاحتلال.
هنا صمت والد الشهيد قليلا والدموع تنهمر على وجه ليقول:" غاب عني بجسده وترك لي اثر ابتسامته وضحكته وشخصيته وحبه لانه كل حياتي، ولكن الاحتلال حرمه مرتين لم شمل عائلته واليوم بفقدان نجله البكر فادي."
ويتهم والد الشهيد الاحتلال الاسرائيلي بتصفية نجله الشهيد فادي الذي كان متوجها لشراء فطوره المشهور واليومي ( الكعك والفلافل ) من حي المصرارة بعد انتهاء صلاة الفجر.
ويناشد والد الشهيد الرئيس الفلسطيني محمود عباس وجلالة الملك الاردني عبد الله الثاني بن الحسين بالتدخل العاجل والسريع من اجل السماح لوالدة الشهيد وشقيقه محمد بان يلقوا نظرة الوداع على الشهيد فادي لتكون هي الفرصة الوحيدة لتلتقي العائلة والتي كانت حلم الشهيد.
يذكر بان عائلة الشهيد فادي علون حولت استقبال المعزين لمنزل جده في حي الاشقرية ببيت حنينا شمال القدس المحتلة، بعد ان تلقت العائلة التهديدات من قبل قوات الاحتلال التي حاصرة منزل الشهيد لمنع فتح بيت العزاء في بلدة العيسوية.
وخيم الحزن الشديد على استشهاد الشاب المقدسي فادي علون فجر اليوم على يد قوات الاحتلال بعد ان هاجمته مجموعة من المستوطنين بحي المصرارة ،وفر هارباً معتقداً بأن جنود الاحتلال سيحمونه من المستوطنين الا ان رصاص الموت كان ينتظره.