مازلنا نصبح ونمسي على أخبار مستهجنة وغريبة عن مجتمعنا الفلسطيني المعروف بميله لمكارم الأخلاق التي توارثناها عن الآباء والأجداد أو غرستها في نفوسنا العقيدة الصحيحة، وان الخشية من الصمت على هذه الممارسات الشاذة سيجعل منها مألوف يسكت عنه الناس مع تواتر الأحداث المشابهة …
على الرغم من الجهد الذي تبذله الأجهزة الشرطية في محاولة صيانة المجتمع وصونه، الا ان عملها وحدها أصبح لا يكفي، وبات من الواجب أن تتضافر جهود الجميع من أجل إعادة إحياء مكارم الأخلاق، وعلى رأسها احترام الكبير وصون حقوق الجار وغيرها من القيم التي هدمناها فهدم معها المجتمع على بساطة هذه المفاهيم والقيم، إلا أن انهيارها ساعد على تفشي علل أخرى داخل مجتمعنا فهان على الناس الاعتداء على مكارم الأخلاق دون خجل أو وجل.
ان لم يسارع المجتمع كله لنهضة قيمية فإننا جميعا سندفع الثمن اجلا او عاجلا.
فإن النار التي تشتعل في بيت جارك البعيد، ليست أبدا بعيدة عنك، وقد تطالك إن لم تتضافر الجهود لصدها ومحاصرتها وإطفائها.
من أجل الغاية النبيلة علينا التعالي عن الأنا العليا في نفوسنا، وكبح جماح هذه النزعة المدمرة، ودعم مفهوم نحن، والا لن يكون لأحد منا منعة من الشر الذي يتربص بنا جميعا وليس فرادى، علينا التخلي عن كل ما سكن نفوسنا من أحقاد وعلل خلفتها الفصائلية والعصبية الجاهلية، من أجل صون مجتمعنا ومحاولة علاجه من العلل التي استوطنته قبل فوات الأوان.