قال عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، طلال أبو ظريفة، إنّ عودة مشاريع نزع سلاح المقاومة هو استمرار لذات السياسية العدوانية التي تشنّها دولة الاحتلال "الإسرائيلي" والولايات المتحدة الأمريكية على المقاومة الفلسطينية تحت ذرائع وحجج وصمها بالإرهاب.
وأضاف أبو ظريفة في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنّ المقاومة الفلسطينية خطٌ أحمر، وقد استمدت شرعيتها من كفاحها وشهدائها وأسراها وجرحاها".
وتابع: "المقاومة الفلسطينية استمدت شرعيتها أيضاً من قرارات الشرعية التي تُعطي لكل الشعوب التي ترزح تحت الاحتلال حق مقاومته".
واستدرك: "بالتالي من غير المسموح بأيّ شكلٍ من الأشكال الانزلاق نحو التعاطي مع هذه القضايا –نزع سلاح المقاومة- أو السماح بتمرير هذه المواقف"، مُشدّداً في ذات الوقت على أنّ كل قوى المقاومة موحدة في مواجهة هذه المشاريع المشبوهة.
وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، قد كشف أول أمس، في تصريحات لموقع قطري، عن رفض حركته عرضًا دوليًا قُدِّمَ لها قبل شهرين في إطار صفقة القرن بقيمة 15 مليار دولار يتضمن مشاريع للبنية التحتية بالقطاع تشمل مطاراً وميناء وغيرها مقابل نزع سلاح المقاومة ودمجه في القوات الشرطية وفصل قطاع غزّة عن فلسطين.
وبالحديث عن كيفية التصدي لمشاريع تصفية القضية الفلسطينية، أكّد أبو ظريفة على أنّ الموقف الوطني الموحد هو الذي يُغلق الطريق أمام كل الحلول التي تنتقص من الحقوق الوطنية لشعبنا الفلسطيني بدولة مستقلة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس، مُشيراً إلى أنّ عودة اللاجئين وفقًا للقرار 194، هو الذي يُشكل الأساس ويفتح الطريق أمام حل جذري للقضية الوطنية.
وثمّن عضو المكتب السياسي للجبهة الديمقراطية كل المواقف المتمسكة؛ لأنّها تُعد تعبيراً عن مسؤولية وطنية وتُغلق الطريق أمام كل المحاولات الرامية هذه الفترة لتمرير صفقة "ترمب -نتنياهو" بأشكال متعددة وتقطع الطريق على قيام دولة فلسطينية مستقلة استناداً لقرارات الشرعية الدولية.
أما عن دلالات الحديث عن نزع سلاح المقاومة في غزّة بالتزامن مع تصعيد الاحتلال الجبهة الشمالية مع لبنان، قال أبو ظريفة: "إنّ الاحتلال الإسرائيلي يُريد أنّ يحرف الأنظار عن ما يقوم به من خطوات على الأرض في سياق تطبيق صفقة ترمب-نتنياهو؛ وبالتالي هو يخلط الأوراق على الشمال من جهة ويُهدد غزّة من جهة أخرى".
كما استهجن الحديث عن سلاح المقاومة والمخاطر التي تمس أمن دولة "إسرائيل" وكأن قطاع غزّة مستقل وليس جزء من المشروع الوطني الفلسطيني.
ودعا إلى مواجهة هذه السياسية الإسرائيلية المخادعة للرأي العام الدولي والتي تُريد أنّ تخلط الأوراق، مُؤكّداً على أنّه بالوحدة الفلسطينية القائمة على استراتيجية وطنية، نستطيع مواجهة "صفقة ترمب-نتنياهو".
وختم أبو ظريفة حديثه، بالقول: "إنّ هذه الاستراتيجية لابد أنّ تستند إلى قرارات المجلسين الوطني والمركزي، في إطار وحدة فلسطينية تخلق وقائع على الأرض وتُجابه الوقائع الإسرائيلية بما يٌمكننا من مواجهة الصفقة في الميدان وعلى الأرض وفي المحافل الدولية".