قال الكاتب الاسرائيلي عاموس هرئيل في صحيفة "هآرتس" الاسرائيلية ، ان جلسة المجلس الوزاري المصغر، مساء امس، كانت جلسة المشاورات الامنية الثانية التي يعقدها نتنياهو خلال اقل من 48 ساعة منذ عودته من نيويورك.
وفي كلا الجلستين يبدو انه لم يكن هناك أي سبب يدعو الى توقع بشائر كبيرة، فالقيادة الإسرائيلية ستواصل اطلاق التصريحات الحازمة امام (الارهاب) الفلسطيني، على أمل ان يؤدي ذلك الى تخفيف غضب المستوطنين المتصاعد امام موجة العمليات الأخيرة، ولكن الخطوات الأساسية التي تم اقرارها حتى الان، ومن بينها زيادة الاعتقالات الادارية وهدم بيوت المخربين، ليست الا بضاعة قديمة يواصل نتنياهو تسويقها للجمهور.
وأضاف الكاتب الاسرائيلي :"عمليا لا يوجد هنا انقلاب كبير، ويبدو ان رئيس الحكومة يأمل بأن الرد الحالي – زيادة القوات، عمليات الاعتقال وجمع المعلومات خلال التحقيقات وربما تحسين التنسيق مع اجهزة الأمن الفلسطينية – ستكون كافية للمساعدة على تهدئة الاجواء تدريجيا. هدم بيوت منفذي العمليات في الضفة، مثلا، يعتبر عقابا يكرر نتنياهو التلويح به مرة كل عدة أشهر، منذ مقتل الضابط باروخ مزراحي قرب الخليل قبل سنة ونصف. ولكن رئيس الحكومة لا يذكر بحقيقة كون خبراء الارهاب يختلفون فيما بينهم حول مستوى نجاعة هذه الخطورة (التي سبق والغتها لجنة عسكرية في عام 2005).
وتابع:"مع ذلك يبدو ان نتنياهو اكثر حكمة في توجهه من الوزير يسرائيل كاتس، الذي اقترح عشية العيد القيام بحملة "السور الواقي 2" ضد الارهاب، والذي نشرته "يسرائيل هيوم" كعنوان رئيسي باسم مصادر مجهولة الهوية.
وقال :" عملية قتل الزوجين هانكين قرب نابلس، والتي كشف الشاباك بسرعة عن منفذيها، تعتبر حاليا الحالة الوحيدة نسبيا لعملية ارهاب منظم في الضفة، لقد تم اعتقال خمسة مشبوهين بتنفيذ العملية من نشطاء حماس ، لكن غالبية الضالعين الآخرين في العمليات القاتلة الاخرى وفي المواجهات العنيفة ليسوا جزء من قواعد ارهاب منظم، وانما شبان مستقلين يخرجون للدهس والطعن او رشق الحجارة على سيارات المستوطنين بدافعين رئيسيين: اتهامات السلطة والحركة الاسلامية في اسرائيل بأن إسرائيل تعمل على تغيير الوضع الراهن في الحرم القدسي (نفي نتنياهو لا ينجح باقناعهم بأن المقصود اكذوبة)، والغضب على قتل ابناء عائلة دوابشة في قرية دوما قبل حوالي شهرين، والذين لم يتم حتى اليوم اعتقال قاتليهم اليهود.
وأوضح الكاتب الاسرائيلي ان الجيش يملك الان حرية العمل الواسع في الضفة، وعندما يحول اليه الشاباك اسم مطلوب في حي القصبة في نابلس او في مستشفى رفيديا في المدينة (كما في حالة اعتقال احد المشبوهين بقتل الزوجين هانكين) لا توجد لديه أي مشكلة باعتقال المطلوب خلال عدة ساعات.
وقال :"اذا كان وزير الاستخبارات كاتس يري في اعماق روحه اوكار (ارهاب) تعمل برعاية السلطة دون أي عائق، لربما من المناسب ان يكرس بعض الوقت لقراءة التقارير التي يتلقاها، والنتيجة الوحيدة لعملية "السور الواقي 2" ستكون الان تحطيم السلطة في الضفة – ولكن هذا، حاليا، هو تماما ما يريد نتنياهو تجنبه، خاصة وانه من المشكوك بأن ذلك سيؤدي الى احباط موجة التصعيد الفلسطيني. الرد، حسب رئيس الحكومة وقادة الجهاز الامني، يكمن الان في تسريع وتوسيع السياسة القائمة، وليس بمحاصرة المقاطعة في رام الله بالدبابات، كما فعل اريئيل شارون في نيسان 2002