جريمةٌ جديدة ارتكبت ضد المرأة الفلسطينية و انتهكت الإنسانية بِحقها من قبل العدوان الصهيوني الغاشم الذي تعدى إجرامه أبشع المعاني والتعبير.
من بلدة جنين المحتلة قامت المواطنة الشابة بإحضار الحليب لطفلها الرضيع، في حين الاحتلال الماكر ينشر قنابل الغاز السامة في الجو ذهبت لتغلق النافذة خوفاً على طفلها من التعرض لهذه القنابل، لكنّ الأمر بات حزيناً وفجر الصباح أُعلن استشهادها لإصابتها بطلقة رصاص لعينة همشت معالم المرأة و الأمومة في آن واحد، و الحليب لم يجهز لطفلها اليتيم الآن، والأسرة أصبحت فاقدة أهم عنصرً بها، كانت كل جريمتها أنّها أغلقت نافذة لتحمي طفلها ورحلت هي دون إدراكها أنّ النهاية هنا.
ما ذنب الرضيع أنّ يُيتم باكراً قبل أنّ ينطق اسم والدته!، وما ذنب الأم أنّ تغيب عن الحياة وتترك أطفالها في لحظة ماكرة لم يكن بخاطرها سوى حماية طفلها؛ لتباغتها رصاصة لم ترحم معنى الأمومة وتسرقها من مكانها إلى العُلا،23 عاماً زهرةً يذهب ريعان شبابها سُدى وبدون أيّ سبب مباشر مُرتكب.
إلى متى ستفتقر الأمة حقوق المرأة وحمايتها من الاضطهاد والعنف التي تتعرض له دائماً، لابد من صقل قانون صارم يحمي كيانها في هذا العصر القاسي، وتشديد أحكام فيمن يمارس العنف والظلم بحقها لكي ينتهي التكرار في انتهاك حقوقها ومحو اسمها من الحياة دون جدوى.