أكّد السكرتير العام للهيئة المقدسية لمناهضة الهدم والتهجير، ناصر الهدمي، على أنّ عمليات هدم بيوت الفلسطينيين في مدينة القدس المحتلة، تأتي بشكل منظم وضمن استراتيجية واضحة؛ وذلك في ظل الاعتراف الأمريكي بالقدس عاصمة للاحتلال.
هدم المنازل المقدسيين.. سياسة مكشوفة
وقال الهدمي في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنّ سياسة هدم البيوت في القدس المحتلة؛ بحجة عدم الترخيص سياسة مكشوفة، لأنّ الاحتلال منع المقدسيين من التوسع الديمغرافي داخل مدينتهم، وصادر الأراضي والعقارات التي يمتلكونها وحولها إلى جماعات استيطانية بهدف البناء عليها".
وأضاف: "هذا الأمر دفع المقدسيين للتحدي والبناء على هذه الأراضي دون ترخيص كبديل عن البناء المرخص؛ خاصةً في ظل ازدياد أعداهم إلى ما يقارب من 380 ألف مقدسي، أيّ ما يُشكل 40% من سكان المدينة بقسميها".
وشدّد على أنّ البناء غير المرخص يُعتبر أهم أدوات تثبيت المقدسيين داخل مدينتهم، مُشيراً في ذات الوقت إلى وجود سباق واضح بين المقدسيين في البناء غير المرخص وبلدية الاحتلال التي تسعى لتهجيرهم وإبعادهم عن المدينة المقدسة، ولكنّ حتى الآن الإحصاءات لصالح المقدسيين.
تركز الهدم في سلون
وبشأن خريطة الهدم في المدينة المقدسة التي يُركز عليها الاحتلال، قال الهدمي: "إنّ الاحتلال يُركز في عمليات الهدم على الناحية الأمنية والادعاءات التاريخية والدينية وبيوت المقدسيين التي تتعارض مع الخارطة الهيكلية التي وضعها وتتعارض مع مخططاته الحضارية".
ونوّه إلى أنّ الهدم يتركز في سلون التي يدعي الاحتلال أنّ له فيها آثار وتاريخ ويحاول أنّ يُسيطر عليها بكل الطرق ولقربها من المسجد الأقصى المبارك، مُوضحاً أنّ عمليات الهدم تركزت في بيت حنيننا ووادى الدم في فترة من الفترات أيضأ، ومشروع وادي الحمص الذي تم هدم 20 وحدة سكنية داخله، وهو منطقة قريبة من الجدار الفاصل في الشرق من صور باهر إلى جنوب شرق مدينة القدس.
وأوضح أنّ هذه المنطقة على الرغم من أنّ الأراضي التي هُدمت فيها البيوت بمنطقة " أ" أيّ تتبع للضفة الغربية، لكنّ تم ضمها عبر جدار الفصل من ناحية أمنية فتم إعطائها أولوية في الهدم؛ لأنّ فيها تأثير من ناحية أمنية واعتبرها الاحتلال تحظى بأولوية قصوى لقربها من الجدار الفاصل.
وأشار إلى وجود ما يقرب من 25 ألف بيت بدون ترخيص في القدس، مُردفاً: "يُعد هذا الرقم هائل وفوق طاقة الاحتلال الذي باستطاعته هدم ألف وحدة سكنية في السنة".
وأجبرت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الإثنين، مواطناً مقدسياً على هدم منزله جنوب مدينة القدس المحتلة؛ بدعوى عدم الترخيص.
وذكرت مصادر مقدسية أنّ سلطات الاحتلال أجبرت المواطن المقدسي إبراهيم صيبعة على هدم منزله، تحت وطأة التهديد وفرض الغرامات المالية الباهظة، وهو المنزل السابع الذي يهدمه الاحتلال في القدس خلال أسبوع فقط.
ويُجبر الاحتلال بعض المقدسيين على هدم منازلهم بأنفسهم، في حال صدور قرارات هدم إسرائيلية بحقها، حتى لا تُحملهم سلطات الاحتلال تكاليف الهدم الباهظة، في حال أقدمت هي على هدمها.
إنشاء صندوق لدعم المقدسيين
وبالحديث عن المطلوب لدعم العائلات المقدسية التي تهدم منازلها، قال الهدمي: "إنّ المقدسيين بحاجة للدعم المادي الدائم وبشكل خاص من يتم هدم بيته"، مُبيّناً أنّ السلطة الفلسطينية في رام الله كانت تُعطي مبلغ ثلاثة آلاف دولار لمن هدم منزله وهو مبلغ رمزي مقابل كلفة البيوت المهدمة التي تقدر تكلفتها بـ300 ألف دولار.
وختم الهدمي حديثه بالتأكيد على أهمية تكافل الشعب الفلسطيني بإنشاء صندوق لمتابعة من يتم هدم بيته لدعمه للحفاظ على البقاء داخل المدينة المقدسة.
يُذكر أنّ جرافات تابعة لبلدية الاحتلال، هدمت صباح اليوم الثلاثاء، 4 شقق سكنية في حي واد قدوم برأس العامود في سلوان تعود ملكيتها لكل من نادر ووائل وعلاء الطحان.