تحدث الإعلامي الجزائري، صدام رقيق، عن واجس تطوير الإعلام، خاصةً التحديات التي تُواجه الصحافة التقليدية أمام الإعلام الرقمي والتي لا تنحصر في الجزائر أو العالم العربي فقط، ولا تتعلق بمنطقة دون أخرى، فالكل يواجه نفس التحديات، إلا أنّ الاختلاف يكمن في آليات التعامل مع الواقع الجديد.
وقال رقيق في تصريح وصل وكالة "خبر": "إنّ الاختلاف الجوهري في التعامل مع قضية تطوير الإعلام يكمن في قدرة المؤسسات الإعلامية الدولية على استنباط الحلول ووضع الخطط الكفيلة بالبقاء في دائرة المنافسة، مستندةً إلى استقلال قرارها التحريري والمالي، فيما تتصدر الجهات الحكومية في الوطن العربي الواجهة لمناقشة آليات التطوير ووضع الاستراتيجيات التي من الممكن أنّ تنهض بالقطاع، إلا أنّ التجربة تقول بأنّ التطوير الذاتي هو الحل الأمثل لأيّ مشكلة".
وتابع: "يجب أنّ نُدرك تماماً بأنّ هذا الوصف ينطبق على آلية النشر ولا علاقة له بالمحتوى نهائياً، وقد يكون التعريف الأفضل للإعلام التقليدي هو الإعلام آحادي الاتجاه، فيما الإعلام الرقمي إعلام ثنائي الاتجاه أيّ أنه يسمح بهامش كبير للمتلقي للرد والمناقشة والتعبير عن رأيه بالمحتوى المنشور، ونشر آرائه ومعلوماته بشأن القضية المطروحة، بعكس التلفزيون والإذاعة والصحف المطبوعة".
ورأى أنّ الثورة التكنولوجية الهائلة قد أحدتث عدد غير محدود من وسائط النشر، إلا أنّها في نهاية الأمر وبدايته ليست أكثر من وسائط ووسائل تزداد أهميتها أو تقل بناء على المحتوى المنشور عبرها، مُتسائلاً: "هل من الممكن أنّ نتخيل تويتر أو فيسبوك أو أي مدونة ومنصة إلكترونية بلا محتوى؟، وهل ستبقى هذه الوسائط سيدة المشهد بلا محتوى أم ستصبح مجرد تطبيقات صماء لا تسمن ولا تغني من جوع".
وختم رقيق حديثه، بالقول: "هذا يقودنا إلى مقولة (المحتوى هو الملك)، فالأساس في الصحافة بغض النظر عن طريقة النشر هو المحتوى القادر على إيصال الرسالة الصحيحة في الوقت المناسب، وهذا ما لن يحدث بدون معلومة، مما يعيد القضية إلى المربع الأول وهو مدى الانفتاح على الصحافة وحرية الحصول على المعلومات، ومدى الحرية الممنوحة لوسائل الإعلام لمناقشة القضايا الكبرى والاستراتيجية بهامش يمكنها من المنافسة والاستمرار، استعادة ثقة الجمهور".