ماذا جرى ويجري في لبنان

حجم الخط

بقلم بسام ابو شريف

 

– الحقائق تظهر تدريجيا

– حسان دياب رئيس وزراء لبنان رجل مستقيم وشريف ونظيف ويريد مصلحة لبنان واللبنانيين ، ولهذا قال الحقائق باختصار وبالعناوين العامة .

– تفجير الميناء لم يكن جزء من المؤامرة الداخلية لأنه تحول بيد فريق الفاسدين الى أداة يحاولون استخدامها ضد النهج الوطني المقاوم ، ودفاعا عن حصصهم من ريع الفساد .

– ماهو دور اسرائيل ، وماهو تفاهمها مع ترامب قبل تفجير الميناء وبعده ؟

– أين تقف واشنطن واوروبا الآن ، وماهي نواياهما ؟

للأسف مازال كثيرون لايصدقون الأخبار الموثوقة التي ننجح في الحصول عليها ونشرها لكنهم سرعان ما يصدقون نفس الأخبار عندما تنشرها نيويورك تايمز أو واشنطن بوست .

وأسفنا يتركز أكثر على قنوات وصحف وكتاب محسوبين على المقاومة .

أن نستفيد من تأكيد واعتراف أجهزة الاعلام المعادية …. أمر مشروع أما أن لانصدق الأقلام العربية المقاومة الا بعد أن تعترف صحافة العدو ، فهذا انبطاح للعدو واستهتار بمصادر صادقة ودقيقة لدى كتاب وصحفيين مقاومين والأمثلة كثيرة على ذلك ، وأعطي هنا للتدليل مايلي : عندما نشرت خبرا مؤكدا أن من أصدر قرار اغتيال البطل عماد مغنية ، هو الرئيس بوش لم يصدقأحد هذا ، وتبين بعد سنوات مما نشره رونين بيرغمان أن بوش هو الذي أصدر القرار، وأن التنفيذ الذي عجزت عنه اسرائيل تم على يد عملاء اميركيين شاركوا في عملية الاغتيال .

ونعطي مثلا آخر : عندما نشرت بأن الدكتور وديع حداد اغتالته اسرائيل بالسم ، وبالتعاون مع المخابرات السعودية شكك كثيرون في هذا ، وعندما أعلنت اسرائيل بعد 30 سنة من اغتياله أنها اغتالته بالسم صدق الخاضعون لبرمجة العدو الاعلامية طبعا هنالك أمر ضروري التنبه له : وهو أن اعترافات العدو تأتي مترافقة مع معلومات غير صحيحة ليتم ابتلاعها بسهولة مع الخبر الرئيسي ، وذلك للتضليل أوالتغطية على عملاء مازالوا فاعلين أو أحياء يريدون حمايتهم ، وكذلك عندما نبهت الرئيس ابو عمار من خطة لاغتياله بالسم !! ونبهت ابو علي مصطفى من عملية لاغتياله .

بعد هذا نعود لموضوع لبنان

قبل أيام كتبت مقالا تحليليا يتضمن معلومات دقيقة حول تفجير مرفأ بيروت ، ووجهت اصبع الاتهام لاسرائيل مباشرة ، ومن المعلومات الدقيقة التي نشرتها هي أن ضباط البنتاغون كانوا على علم بوجود كمية كبيرة من الامونيوم نايتريت في عنبر من عنابر التخزين في مرفأ بيروت ( واستنادا لما رشح عن ضباط البنتاغون )، ( والمصدر هو المستشار العسكري للرئيس ترامب ) ، فان ضابطا لبنانيا في الأمنالعام أبلغ الولايات المتحدة بهذه المعلومة  وهذا يعني أن ضابطا في الأمن العام يعمل مع السي آي ايه أبلغهم بذلك ، أو أنه ضابط مكلف بالتنسيق مع واشنطن !! ، ولم يكن مصدري النيويورك تايمزالتي حرفت المعلومات لتصل الى نفس النتيجة ، وهي أن واشنطن كانت تعلم بوجود ” الامونيوم نايتريت ” .

قصة النيويورك تايمز التي صدقها بعض الخاضعين لهيمنة الاعلام الغربي الصهيوني تقول ان ضابطا اميركيا متقاعدا اكتشف الأمر أثناء تفقده لميناء بيروت ، وانه أبلغ القاعدة البحرية هناك بهذا الأمر ؟؟ّ!

ان السذج لايخدعون بهذه الرواية التي أريد منها التغطية على عملاء السي آي ايه في الأمن العام ….. ضابط متقاعد … من كلفه بالمهمة ليتفقد الميناء : هل يسمح لبنان لضابط اميركي متقاعد أن يتفقد الميناء ؟! ….. اكتشف الامونيوم ؟! هذا يعني أنه كان يفتش ؟؟!

هل كان فعلا ضابطا متقاعدا ؟ أم كان ضابطا اميركيا برفقة عميله من الأمن العام الذي بلغ عن وجود الامونيوم ، وان الضابط اللبناني قاده للعنبر المطلوب ؟

كما يعلم جميع المتتبعين هنالك لجنة دائمة للتنسيق الأمني والمعلومات اسرائيلية اميركية يتم تبادل المعلومات بينها ، وبحث العمليات المشتركة ( والذين لايصدقون بامكانهم الكتابة لي لأعطيهم المصدر ) ، وعلمت اسرائيل بأمر الامونيوم اما من خلال غرفة العمليات المشتركة أو من خلال عملائها المباشرين ، لكنها حتما لم تكن تعلم حول وزن الشحنة المخزنة ، ورغم معرفتها الأكيدة بمصدر الشحنة ” الباخرة البيلاروسية ” ، فقد كان من مصلحتها اتهام حزب الله بتخزين صواريخه في ميناء بيروت ( وهذا مضحك للخبراء لكنه قصة مفيدة لعملاء الغرب والمطبعين في لبنان ) .

وكان التوتر الشديد قد ساد قبل تفجير الميناء بين الولايات المتحدة واسرائيل من جهة ومحور المقاومة من جهة اخرى ، وكي نذكر نشير بأن الجليل أصابه الشلل أسابيع ” ومازال ” ، خشية من رد حزب الله على اغتيال أحد كوادره قرب مطار دمشق ، وكلنا يذكر أن هذا التوتر أدى الى فقدان أعصاب الاسرائيليين لدرجة أنهم خاضوا معركة مع أنفسهم دون أن يطلق حزب الله طلقة واحدة ، واحتفظ حزب الله بهدوئه وحقه في الرد في المكان والزمان المناسبين له ، واستشاط نتنياهو غيظا وتأزما في ظل معركة ( كسر عظم ) ، مع شريكه في الحكومة غاتس ، وراح يبحث عن مخارج من هذه الأزمة ، وهروبا من سقوط الحكومة والتوجه لانتخابات جديدة قد تنقله لقاعة المحكمة بتهم الفساد ، وانطلق تهديده الذي دل على فقدان عقله وتوازنه فقد هدد بضرب البنى التحتية بلبنان ، ولم يهدد بضرب مخازن حزب الله أو حزب الله بل البنى التحتية في لبنان ، وهذه هي قمة الوحشية والعنصرية والفاشية لكنه أطلقه علنا وقرر نتنياهو أن يضرب العنبر المقصود ، وأبلغ ترامب الذي اشترط عليه ” ألا يتأذى مدنيون ، وأن تحصر الخسائر بحزب الله ومخازنه ” !!!!

الانفجار الذي وقع في بيروت شاهدنا انفجارين شبيهين له : أحدهم انفجار موكب المرحوم رفيق الحريري ، والثاني انفجار ضخم في سوريا في احدى الغارات ، وهذا يعطي دليلا محتملا على أن السلاح الذي استخدم في العمليات الثلاث ، هو نفس السلاح و” له قوة قنبلة نووية صغيرة الحجم ” .

ذلك كان تعليق ترامب الأول ، وكرره كالمصدوم اصابات في صفوف المدنيين …. معظمهم مدنيون ، وكأنما يسترجع في ذهنه ما اشترطه على نتنياهو !! تماما كما علق بوش عند اغتيال ياسر عرفات : ” ألم تنشره كونداليزا رايس في كتابها – لقد قلت له :get rid of him ، ولم أقل له  :assassinate him ، ويقصد شارون في آخر لقاء قبل اغتيال ابو عمار

ماهو الهدف من تفجير ميناء بيروت ؟

 

كل طرف من الأطراف المعادية للبنان له أهدافه من تفجير ميناء بيروت ، ولاشك أن لكل طرف مشارك في الجريمة أهدافه من تبعات ذلك التفجير ، العملية الارهابية لايمكن التعامل معها الا ضمن سياق مخطط واشنطن وتل ابيب لتجويع لبنان وتركيعه حتى ينفذ شروط واشنطن وتل ابيب ، وهي بشكل أساسي : –

1- اخراج حزب الله من الحكومة

2- نزع سلاح حزب الله

3- قطع العلاقات مع ايران

4 – تفتيت العلاقات مع سوريا

5 – اخضاع لبنان للتحالف الموالي لاميركا ودول التطبيع مع العدو الصهيوني .

6 – التفاوض مع اسرائيل لتوقيع معاهدة سلام .

ولقد اتضح من طبيعة التجمعات التي التمت في ساحة الشهداء وصياغاتها ان التعميم الاميركي الاسرائيلي قد وصل من خلال قيادة القوات اللبنانية وسعد الحريري ووليد جنبلاط ومجموعات مأجورة قبضت ” كاش ” ، من سفارات دول خليجية من سفارة بن سلملن مبالغ ضخمة للقيام بالتخريب والاعتداء على قوات الأمن والجيش حتى تصل اى رفع شعار : اسقاط عون – بعد أن دفعت حسان دياب للاستقالة …. كل هذا تطويقا لحزب الله الذي يمتلك الحقائق كلها : –

1- فقد تأكدت واشنطن أن لا علاقة لحزب الله بتخزين الامونيوم نايتريت في عنابر ميناء بيروت وأن تقرير اسرائيل ” الموساد ” ، الذي أرسل لهم حول ملكية حزب الله للشحنة كان تقريرا كاذبا ” وهذا سبب من أسباب غضب ترامب ” .

أكد الرجل الصادق السيد حسن نصرالله أن لاعلاقة للحزب بالميناء أو بالشحنات وهذا صحيح ودقيق وثبت من مقابلة كابتن السفينة التي كانت تحمل الشحنة المصادرة ، أرادت اسرائيل أن تضرب أكثر من عصفور بحجر ، ومنها ايذاء حزب الله مباشرة لكنها فشلت ، فانصبت جهودها وجهود اميركا للعب التآمري على المكشوف ،ويهيء الثلاثي المتعاون مع أعداء لبنان لطرح نزع سلاح حزب الله كشرط لمشاركته في الانتخابات ، وكشرط لمد لبنان بالمعونة والدعم الذي بشر به ماكرون ، وأصبحت شروط تل ابيب وواشنطن مطالب للمأجورين الذين يتظاهرون ضد عون وضد حزب الله .

واليوم تصبح مطالب المأجورين شروطا رسمية اميركية قامت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة بتحديد الشروط شرطا تلو الآخر في مقابلة أجرتها معه قناة ” العربية ” ، المعادية للعرب ، فقد حددت انهاء التدخل الايراني بلبنان ، ونزع سلاح حزب الله ، وربطت المساعدات المالية بحكومة جديدة وانتخابات جديدة ( موقع قناة العربية ) .

هذا هو سبب تفجير اسرائيل لميناء بيروت ، ونحن نعلم أن الرد على اسرائيل مسألة تقررها المقاومة وليس من باب الانفعال ، لكن مواجهة التبعات والتآمر على صعيد الشارع يجب أن يأخذ مجرى جادا وحاسما .