أعلن المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الليبية، مساء يوم الجمعة، عن وقف فوري لإطلاق النار وتعليق كل العمليات العسكرية في كافة الأراضي الليبية.
ودعا المجلس في بيان له إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية في مارس المقبل، مُؤكّداً على أنّ تحقيق وقف إطلاق النار يقتضي أنّ تكون سرت والجفرة منزوعتي السلاح.
وقال: "إنّه لا يجب التصرف في إيرادات النفط إلا بعد التوصل إلى ترتيبات سياسية جامعة وفق مخرجات مؤتمر برلين"، مُطالبًا أنّ تكون المؤسسة الوطنية للنفط هي الوحيدة التي يحق لها الإشراف على تأمين الحقول والموانئ النفطية في جميع أنحاء ليبيا.
بدوره، قال مجلس النواب الليبي إنّه يسعى لتجاوز وطي صفحة الصراع والاقتتال، كما أنّه يجب تفكيك الميليشيات لاسترجاع السيادة الوطنية الكاملة، لافتاً إلى أنّ وقف إطلاق النار سيُخرج المرتزقة ويؤدي إلى تفكيك الميليشيات ويوقف التدخل الأجنبي.
وفي الوقت الذي دعت فيه الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية إلى التهدئة في ليبيا والعودة إلى الحل السياسي، أكّد مدير إدارة التوجيه المعنوي في الجيش الوطني الليبي العميد خالد المحجوب، على أنّ تركيا تستمر في جلب المرتزقة إلى ليبيا.
من جانبها، رحبت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا، ببياني رئيسي المجلس الرئاسي ومجلس النواب الرامي لوقف إطلاق النار وتفعيل العملية السياسية.
وجاءت ردود أفعال مؤيدة للقرار، حيث أعلن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ترحيبه بإعلان وقف إطلاق النار في كافة الأراضي الليبية من قبل مجلس النواب وحكومة الوفاق.
وقال في تغريدة نشرها على حسابه في "تويتر": "إنّ بيانات وقف العمليات العسكرية تشكل خطوة مهمة على طريق تحقيق التسوية السياسية وطموحات الشعب الليبي في استعادة الاستقرار".
كما رحبت جامعة الدول العربية بإعلان وقف إطلاق النار، مُعبرةً عن أملها في أنّ تفضي هذه الخطوة الإيجابية إلى سرعة الانتهاء من المفاوضات الجارية بين حكومة الوفاق الوطني والجيش الوطني الليبي في إطار اللجنة العسكرية المشتركة للتوصل إلى اتفاق رسمي ودائم وشامل حول ترتيبات وقف إطلاق النار تحت رعاية وإشراف الأمم المتحدة.
وجدّد المصدر المسؤول بالأمانة العامة للجامعة الالتزام بدعم ومساندة أيّة جهود ترمي إلى تثبيت الاستقرار في البلاد، واستئناف حوار سياسي جامع ووطني خالص بين الليبيين تحت رعاية بعثة الدعم الأممية في ليبيا لاستكمال المرحلة الانتقالية وتتويجها بانتخابات رئاسية وتشريعية تعقد وفق قاعدة قانونية ودستورية منضبطة متفق عليها ويرضي الجميع بنتائجها وبالسلطات والمؤسسات الشرعية الممثلة التي ستفضي إليها.
في غضون ذلك، أعربت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا بالإنابة، ستيفاني وليامز عن ترحيبها الشديد بنقاط التوافق الواردة في بياني مجلس النواب الليبي وحكومة الوفاق.
ودعت إلى تطبيق سريع لدعوة البيانين إلى فك الحصار عن إنتاج وتصدير النفط، وتطبيق الإرشادات التي ذكرت في البيانين، وقالت إنّه من التعنت أن يجري حرمان الشعب الليبي من ثرواته، داعية جميع الأطراف إلى الارتقاء لمستوى المرحلة التاريخية، وتحمل مسؤولياتهم الكاملة أمام الشعب الليبي.
وأشارت الممثلة الخاصة إلى أنّ المبادرتين تبعثان الأمل مجددًا في إيجاد حل سياسي وسلمي للأزمة الليبية التي طال أمدها، وصولًا إلى تحقيق إرادة الشعب الليبي للعيش بسلام وكرامة.
كما رحبت السفارة الأمريكية في ليبيا ببياني الإعلان عن وقف إطلاق النار، مُوضحةً انّ هذه الخطوة مهمة لكافة الليبيين.
ورحبت سفارة كندا في ليبيا بالبيان عقب الإعلان عن وقف إطلاق النار في كافة المناطق، قائلةً في تغريدة على موقع تويتر:" إنّها تحث كافة أطراف الصراع الليبي على تنفيذ وقف إطلاق النار واستئناف العملية السياسية.
وأعربت إيطاليا عن أملها في تطبيق التصريحات المتعلقة بإعادة إنتاج النفط، مُشيرةً إلى أنّ ذلك سيكون خطوة شجاعة لإعادة الاستقرار إلى البلاد.
أما الموقف الروسي، فنقلت وكالة "سبوتنك" عن مصادر في وزارة الخارجية الروسية أنّ موسكو تُرحب بالإعلان عن وقف إطلاق النار في ليبيا.