تكسرت السهام على السهام!

حجم الخط

بقلم : طلال سلمان

 

هل لبنان دولة فاشلة؟

الجواب: نعم، ثم نعم، ثم نعم، مهما كابر المكابرون وأنكر المستفيدون من نظامه الطوائفي الفريد في بابه!

أن دولته عرجاء منذ أن قبلت فرنسا طلب البطريرك الحويك رسم الخريطة الجديدة للبنان المستقل بديلاً من خريطة “المتصرفية” والتي قضت بضم “الجنوب” باعتبار أهله” بياعي بيض” كما وصفهم غبطته، وأهل بيروت “تجار” لا تهمهم الحدود، واهل الشمال “يتمنون ” لحظة الخلاص من “سوريتهم ” …مع أن طرابلس الفيحاء وبلاد عكار كانت جزءا من سوريا الكبرى ومن هنا أن فوزي القاوقجي ذهب إلى فلسطين مقاتلاً لحمايتها، لكن مغامرته هذه ادت إلى سقوط أكثر من مائتي قتيل في “الفيحاء” عند عودته ” بطلا مهزوماً” في معركة حماية عروبة فلسطين!

ثم أن الازمات السياسية قد صنعت صفحات معتمة من تاريخ لبنان: فأول رئيس منتخب للجمهورية اصر على تجديد ولايته فأسقطته انتفاضة شعبية تصدرها كمال جنبلاط وكميل شمعون الذي كان اول رئيس يستدعي قوات الاسطول الاميركي السادس لحماية لبنان من الانهيار..

بعد ذلك عرف لبنان عهداً من الاستقرار في عهد الرئيس الراحل فؤاد شهاب مع دعم من القائد العربي الكبير- رئيس الجمهورية العربية المتحدة التي تشكلت من اندماج سوريا مع مصر: جمال عبد الناصر..

ولان “الجنرال” فؤاد شهاب ادرك أن النظام فاسد مفسد، وهو الذي كان يعمل كقائد جيش، وبالكاد يتناول من الطعام ما يقيم الاول، فانه قد رفض التمديد او تجديد ولايته واطلق حكمه التاريخي على “النظام” في لبنان بأن لا أمل في اصلاحه ولا رجاء من إسقاطه..

وهكذا ترك الرئاسة غير آسف مطلقاً حكمه التاريخي بأن لا أمل ولا فرصة لإصلاح النظام، كما أن الثورة فيه مستحيلة لان النظام الطوائفي سيلتهمها قبل أن تنجح..

اذن فان الحكم على النظام السياسي لا يمكن أن ينتج الا دولة فاشلة، والدولة الفاشلة لا يمكن أن تعطى دولة ناجحة..

ينشر بالتزامن مع جريدة "الشروق المصرية"