الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من 13 عاماً أدي إلي انعزال شبه تام للقطاع عن العالم الخارجي ومنح سكان قطاع غزة لأول مرة شيئا إيجابيا بخلوه من فيروس كورونا (كوفيد-19) لتكون غزة المكان الأكثر أماناً في العالم من خطر الإصابة بفيروس كورونا القاتل حيث كانت المعركة متواصلة للحفاظ علي عدم دخول هذا الفيروس الي داخل القطاع مع السيطرة التامة من قبل الوزارات المختلفة علي المحجورين داخل مراكز الحجر الصحي وهم العائدون من خلال معابر القطاع، ولكن سرعان ما أصبحت حدوة الفرس تدور باتجاه غير المراد وهي الحالة الاستثنائية الأولي من نوعها التي تحصل في قطاع غزة حيث أعلنت السلطات الصحية بقطاع غزة، مساء الاثنين 24/8/2020، عن تسجيل أول 4 إصابات بفيروس كورونا المستجد داخل مخيم المغازي للاجئين الفلسطينيين وسط القطاع المكتظ بالسكان وتم عزل المصابين داخل مخيم المغازي ويجري عملية تقصي للمخالطين بهم حسب ما أفادة به وزارة الصحة ، مؤكدًا أنه سيتم متابعة الإصابات وفق البروتوكول المعتمد من قبل وزارة الصحة.
هذا السيناريو أصبح اليوم واقعاً مريراً يتطلب منا الالتزام التام بمجريات المرحلة المقبلة وإتباع التعليمات التي تسرد من قبل الجهات المختصة ،وقامت وزارة الداخلية بفرض حظر التجول التام على جميع محافظات قطاع غزة بما يشمل تعليق العمل وعدم الدوام في كافة المرافق لمدة 48 ساعة اعتبارا من 24/8/2020 قابل للتمديد حسب البروتوكول المعمول به لديهم.
وبالتطرف الي مجريات الوضع العام فالأوضاع في قطاع غزة ستتدهور بشكلٍ متسارع وغير مسبوق، وذلك بسبب تسجيل أول إصابات بفيروس كورونا داخل القطاع، والأزمة تزيد من واقع غزة المنهك اقتصادياً بالأساس بسبب الحصار الإسرائيلي. الصدمة سلبية للاقتصاد الفلسطيني في قطاع غزّة وذلك نتيجة اكتشاف أول حالات الوباء، وسيكون لها آثار وخيمة على الرفاهية العامة، والعمالة، والتماسك الاجتماعي، والاستقرار المالي والمؤسسي في أنحاء القطاع المنهك صحياً واقتصادياً وسياسيا.
وندعو أبناء المجتمع التروي بالصبر والكف عن رمي الاتهامات هنا وهناك فهذا قضاء الله وقدرة وهذا أبتلاء من الله وعلينا بالصبر والوقاية والتطلع للمجريات القادمة , ويجب علي مجتمعنا عدم تعاطي بهذا الأمر بكثير من السخرية مع الفيروس و أن المخاطر والأزمات التي واجهتهم خلال السنوات الماضية يعتقدون انها جعلتهم لا يكترثون بأي شيء حتى بالموت.
القطاع الصحي والاقتصادي في غزة يرثى له، بل إنه متهالك، فهو يعاني من نقص حاد في المستلزمات الطبية منذ أكثر من 13 عاما بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض على قطاع غزة. كما أن المستشفيات في قطاع غزة ليست على مستوى عال واستعداد تام للتعامل مع عدد كبير من الحالات المصابة بفيروس كورونا , أن جائحة فيروس كورونا زادت العبء على القطاع الصحي في غزة بالإضافة إلى التحديات التي كان يواجها من نقص للأجهزة والأدوية والمستهلكات الطبية التي تصل إلى نسبة 50% وأن حوالي 69% يعانون من انعدام الأمن الغذائي في قطاع غزة، منهم 47% يعانون من انعدام الأمن الغذائي الحاد، 22% بشكل معتدل ناهيك عن زيادة نسبة الفقر والبطالة . 80% من السكان يعتمدون على المساعدات الغذائية.
الوضع الصحي في قطاع غزة شبيه بكتلة ضبابية سوداء فلا زال يعاني من النقص في الحاجات، على جميع الأصعدة، في الموارد والأدوية والمستهلكات والأدوات والقوى البشرية أيضاً.
فقطاع غزة حاليا بحاجة إلى دور للمانحين، وبحاجة إلى دعم المنظمات الأممية والدولية والمحلية ودعم منظمة الصحة العالمية نظرا لأن الجهاز الصحي في غزة لا يستطيع التعامل مع مئات وألوف الحالات لا قدر الله .
وبالتطلع الي القطاعات داخل القطاع كان سابقا ما يدور حول حالة الإغلاق الجزئي وبالنظر الي اليوم أصبحت حالات الإغلاق تام نتجه تسجيل حالات أصابه بفايروس كورونا داخل القطاع وهذا الأمر ينعكس بالسلب علي جميع القطاعات , ومن أبرز القطاعات التي ستتأثر بشكل مباشر ،القطاع الصحي والقطاع الإقتصادي بشكل كبير و قطاع السياحة والفنادق وصالات الأفراح، والنقل والمواصلات، والتجارة والصناعة.، وهذا سيؤدي بدورها إلى ارتفاع مؤشري البطالة والفقر، اللذين وصلا ما قبل أزمة كورونا ومع بداية 2020، إلى 51% وبعد تسجيل الإصابات داخل القطاع سوف يتجاوز حاجز 60 % ، فظهور فايروس كورونا داخل القطاع سيعمق الأزمة الاقتصادية الفلسطينية بشكل عام، واقتصاد غزة المتهالك بشكل خاص, ناهيك عن الانقسام له دور سلبي للغاية على الاقتصاد الفلسطيني وخصوصاً في قطاع غزة والحصار الإسرائيلي وسيناريو ما يدعي بصفقة القرن جميعها عوامل سلبية تؤثر بشكل كبير علي الاقتصاد الفلسطيني.
* لذلك لدينا حاليا عاملان أساسيان هما: أتخاذ الإجراءات والتدابير الحكومية من ناحية ، والتزام المجتمع الغزي من ناحية أخرى بأتباع تعليمات وزارة الصحة والداخلية وإتباع طرق الوقاية لذلك مالم تكن إجراءاتنا صارمة وبحزم، وسلوكنا سليم ستكون خسائرنا كبيرة والنتائج لا قدر الله كبيرة ".
لنتبع ونتخذ من الإجراءات التي تم إتباعها بالصين نموذجا ، التي بدورها نجحت بسلوك شعبها وإجراءات حكومتها في الخروج من ذروة الفيروس والانتصار عليه من خلال إتباع الإجراءات التي أقرتها الحكومة .
إن الحفاظ على الجبهة الداخلية الفلسطينية من أهم الأولويات كذلك، لكن حتى الآن، واضح أن هناك غياب إجراءات عقابية لمن يقوم بنثر وبث الشائعات وتهويل الأمور وعدم أتباع إجراءات الوقاية ، وهو ما يتم الحديث عنه في كل أزمة فلسطينية، لكننا اليوم نتحدث عن وباء عالمي، والضرورة تُحتم خروج المسئولين عن حالة الرقابة لمن يقوم بنشر الشائعات وتخويف المجتمع، إلى حالة المحاسبة والعقاب , علينا أن نكون علي أعلي قدر من المسؤولية وأن نتبعد عن ما يضعف عزيمتنا ونساعد في نشر الوعي والثقافة بين أطياف المجتمع ونشر الإيجابيات وعدم التطرف الي نشر الأمور السلبية نحن جميعا في خندق واحد ويتطلب الأمر تكاتف الجميع يداً بيد من أجل تعزيز المناعة الوطنية والمجتمعية والثقافية والوعي في مواجهة الوباء والابتعاد عن الشائعات ومحاربة مروجيها "،فالوضع الراهن شبيه بالكتلة الضبابية التي تتطلب أن نتعالى جميعا على كل الجراح من أجل مواجهة هذا الفيروس الذي سجل انتشارًا واسعًا عالميا وتحول القطاع الي كتلة ضبابية سوداء أمر مخيف نتيجة الاكتظاظ السكاني ومحدودية الإمكانيات والمستلزمات الصحية ".
نطالب الأمم المتحدة بالعمل على رفع الحصار الظالم عن القطاع وسرعة تلبية الاحتياجات العاجلة والطارئة من أجهزة التنفس والعناية المركزة والأدوية والمستهلكات الطبية والمستلزمات الوقائية لقطاع غزة المتهالك صحيآ وأقتصاديآ. وضرورة وضع خطة طوارئ عاجلة لإنقاذ غزة، وتوفير مستلزمات طبية لإغاثة القطاع الذي يقطنه مليونا نسمة ،
أن الإجماع الوطني هو الاتفاق على قواسم مشتركة وأسس شراكة لأنهاء الانقسام الأسود الذي جعلنا نعاني الويلات و الحروب ,وبدورة ساعد أمريكا علي التغلغل في الشأن الفلسطيني بكامل حريتها وأعطاها الحق علي الخروج بما يمسي صفقة القرن وهذا أيضا خدم الاحتلال بضم مناطق فلسطينية , وكذلك خدم أجندات الاحتلال بتصفية القضية ووضعنا تحت حصار شبيه بخنق أسود , وشعبكم مازال يعاني الويلات من جراء انقسامكم الأسود لذلك يجب عليكم أولا أن تتكاتفوا يدا بيد من أجل تحقيق مصالح الشعب وإنهاء الانقسام , وتأكدوا دائما وكونوا علي يقين سوف تسألون أمام الله علي شعبكم.
إن الخطر يهددنا جميعا لقد أصبح الاحتلالي قريب علي تصفية القضية وطرد الفلسطينيين , فإذا نجحت رؤية ترامب وتنفيذ خطته ستكون المرحلة المقبلة تهجيرنا مرة أخرى كما حصل في عام 48 ، لذلك من المهم أن نتوحد يدا بيد ولا نكتفي بعقد لقاءات ومؤتمرات هنا وهناك ، فهذا ليس بمستوى المطلوب للخروج من الخندق، ولن نتمكن من إنهاء الانقسام حتى إشعار أخر مالم تكن مخافة الله صوب أعينكم ومصالح الشعب فوق مصالحكم , وإذا كانت القيادات والمنظمة لا تقوم بدورها الفعلي علي أرض الواقع، فعلى الشعب والمؤسسات والقوى الضغط لإنهاء الانقسام واستعادة الوحدة على أسس وطنية وشراكة حقيقية وتفعيل مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية.
ختامآ : يجب أن نتضرع الي الله تعاله بالدعاء وان يحفظ غزة واهلها مستندين في قول ربنا سبحانه وتعالى «فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُوا لِي وَلَا تَكْفُرُونِ * يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ»
نحن نؤمن بأن الله عز وجل أمرنا بالأخذ بالأسباب والتوكل على الله والدعاء، وأن الوقاية من هذا الأمر هو اتباع التعليمات الصحية من وزراتي الصحة والداخلية في إطار جهودها المباركة للحفاظ علي سلامه وأمن المواطنين.
ونتمنى السلامة التامة لأمتنا الإسلامية و لشعبنا الفلسطيني من كل شر.