"مسألة طائرة الشبح" ورسالة إسرائيلية مبكرة!

حجم الخط

كتب حسن عصفور

 أثارت وسائل الإعلام العبرية، زوبعة سياسية حول الطائرة الأمريكية إف 35 المعروفة باسم "الشبح"، ذات المواصفات الخاصة، وأصبح الحديث حول بيع تلك الطائرة قضية الساعة السياسية في المشهد الإسرائيلي، وكل من قادة نظام الكيان يدلي بدلوه في سياق رفض عملية البيع للإمارات.

المثير في الحملة الإعلامية العبرية، أن تصنع من بيع الطائرة "حدث كبير"، بعد التفاهم على "تطبيع" في العلاقات بين الكيان والإمارات وبرعاية أمريكية، وعشية وصول أول وفد رسمي لبحث العلاقات القادمة، خلال أيام، ما يضع المسألة للتفكير العميق في كيفية تناول دولة الكيان مفهوم "العلاقات"، وضمن أي مصلحة يراد لها أن تكون

"مسألة الطائرة"، قد تكون أول جس اختبار عملي لدولة الإمارات في كيفية التعامل مع مسار العلاقات مع دولة الكيان الإسرائيلي، خاصة وأنها دولة لا يوجد عليها أي ضغط إجباري يمكن أن تستغله تل أبيب، بل ربما العكس تماما فما للدولة الخليجية من أوراق قوة في هذا المسار يفوق كثيرا ما لإسرائيل، خاصة البعد الاقتصادي، وقوة الاستثمار والخبرة التي تكونت لديها عبر سنوات وضعتها في مصاف خاص.

"مسألة الطائرة" يجب أن تصبح أحد أدوات الضغط التي يمكن أن تتحول ضد تل أبيب، وأن أي "فيتو" لها سيكون مقابله "فيتو" على العلاقة ذاتها، وليتحمل نتنياهو وحكومته ما بعد ذلك، وقيمة الموقف أنها تضع الأمر في نصاب التساوي في العلاقة والتعامل، وللإمارات قوة مضافة في الموقف الروسي، والتعاون المفتوح في قضية السلاح، خاصة منظومة الصواريخ الأكثر تطورا في العالم وطائرة الميغ 29، وقبل السلاح هناك قوة خفية ربما يكون لها أثر هام في التأثير على الموقف الإيراني نحو الإمارات.

دون تفاصل هناك الكثير من "أوراق الضغط" الإماراتية، التي يمكنها أن تستخدم لكسر "الغطرسة الإسرائيلية" بل ولكسر فرحة نتنياهو بـ "الفتح الديبلوماسي" الجديد"، وقد تصبح من أحد وسائل وضع نهاية لمصير الفاشي الصغير بيبي.

ولكن، ما يجب التوقف أمامه من "مسألة الطائرة"، ليس أن تشتري الإمارات أم لا فتلك قرارها النهائي بيد أمريكا، التي تقيس حساباتها وفقا لبعد إستراتيجي ليس بالضرورة موافقة إسرائيل عليه، لكن في الطريقة التي تتعامل معها تل ابيب، أنها من يقرر ومن يحدد المسار الإستراتيجي في المشهد الإقليمي، وهي، وليس غيرها، من يضع اللمسات النهائية، بل وهي دون غيرها مفتاح الباب الأمريكي.

ربما كانت تلك من المفاهيم السائدة طويلا في بلادنا، وأن بعض الإدارات الأمريكية عملت على ترسيخ ذلك، وكأن رضا تل أبيب هو رضا واشنطن، رغم انكشاف عدم صواب تلك المسألة في محطات عدة، ولذا ما يجب التفكير به مع قضية "الطائرة" كيف يمكن كسر تلك المقولة السائدة، وألا تأخذ تل أبيب مقابل الموافقة الأمريكية لو أريد الشراء ثمنا لتلك "الموافقة"، فهي مناورة قد تكون مكشوفة جدا لكل من تفاوض مع ممثلي إسرائيل.

أمريكا بحاجة لبيع الطائرة، لأسباب عدة، خاصة مع تطور العلاقات الروسية الإماراتية في مختلف المجالات، الى جانب أنها رسالة الى إيران، وتعزيز دورها في المنطقة، فالطائرة ستخلق منظومة عمل واسعة بعدها، تعزز العلاقات العسكرية – الأمنية.

هل تتحول "مسألة الطائرة الشبح" الى سلاح عكسي ضد نتنياهو وحكومته، ذلك ما سيكون معلوما ما بعد الزيارة المرتقبة، الفرصة كبيرة وكبيرة جدا لو أحسن إدارة الأمر في ظل غياب الضغط أو الضرورة الملحة!

ملاحظة: مع أول اختراق كوروني الى داخل قطاع غزة أصيبت حكومة حماس بارتعاش غريب، فقدت القدرة على تنظيم "حركة الكلام"...بدون لف ولا دوران الصدق أقصر الطرق لمواجهة الفايروس..وبلاش كذب!

تنويه خاص: مفارقة أمريكية، بأن يخرج الرئيس الحالي ويقول أنه لو خسر الانتخابات فسيكون ذلك نتيجة "تزوير"..طيب تخيلوا فقط لو مسؤول عربي قالها...أووووف يا ردح الزمان، بس مع ترامب بتصير خفة دم!