أصدرت اللجنة الدعوية العامة لحركة الجهاد الإسلامي، مساء يوم الخميس، تعميمًا مهمًا لخطباء ودعاة ومؤذني المساجد في قطاع غزة.
وحثّت اللجنة الدعوية في تعميمها، خطباء ودعاة ومؤذني المساجد، بضرورة الالتزام بأداء دورهم العظيم في توجيه الناس من أجل مواجهة فيروس كورونا.
وجاء التعميم على النحو الآتي..
تعميم هام
بسم الله الرحمن الرحيم
﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا لِلَّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُمْ لِمَا يُحْيِيكُمْ ﴾ صدق الله العظيم
الإخوة الكرام/ الخطباء والدعاة ومؤذني المساجد ونشطاء التواصل الاجتماعي:- انسجاماً مع التطورات الجديدة فيما يتعلق بفايروس كورونا نرجو من حضراتكم الالتزام ونشر التوجيهات والتعليمات التالية :
أولاً: تذكير الناس بالدروس والمواعظ الحسنة والمقتضبة التي ترفع معنوياتهم وتعزز من ثباتهم وصمودهم عبر منصات التواصل الاجتماعي المختلفة وعبر مكبرات الصوت الخارجية للمساجد إن أمكن والعودة والإنابة إلى الله عز وجل والخشية منه والتضرع إليه بالدعاء لرفع البلاء والوباء والتذكير بآياته وسننه الكونية وعقابه للعصاة والمتجبرين عبر الأزمنة والعصور، قال تعالى: ""وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكهم موعداً قال أيضاً: "وما نرسل بالآيات إلا تخويفاً"، والتأكيد على حسن الظن بالله والتعلق به وإظهار عظمة ونظافة هذا الدين القويم وطهارته.
ثانياً: دعوة الجهات الرسمية في غزة والضفة والجمعيات الخيرية ومؤسسات المجتمع المدني وأهل الخير والمحسنين من أبناء شعبنا المعطاء وكل من يعمل بهذا المجال لمد يد العون وتقديم المساعدة العاجلة لتعزيز صمود الحاضنة الشعبية للمقاومة لمواجهة التحديات الجسام وتوفير ما يمكن من طرود غذائية للعائلات الفقيرة والأسر المتعففة ومن انقطع عن عمله ومصدر قوته ورزقه بسبب إجراءات الوقاية والسلامة من وباء كورونا، وأن تصل لمستحقيها، علماً بأن تقديم الصدقات من أفضل القربات لله عز وجل وأعظمها في أوقات المحن والشدائد قال صلى الله عليه وسلم: "ما نقص مالٌ من صدقة" وقال أيضاً: "خير الناس أنفعهم للناس".
ثالثاً: طمأنة المواطنين وحثهم على التحلي برباطة الجأش والثبات والصبر والربط على قلوبهم وعدم نشر وترويج الإشاعات المغرضة ولا داعي للتوتر والقلق مع الحذر الشديد وذلك من خلال فقه التوازن بين التوكل والاعتماد على الله عز وجل، وبين الأخذ بالأسباب المتمثلة بوسائل وإجراءات السلامة والوقاية من الأمراض والأوبئة ففي الحديث، قال صلى الله عليه وسلم: "درهم وقاية خير من قنطار علاج بين "لا عدوة ولا طيرة ولا هامة"، وقوله أيضاً: "فر من المجذوم فرارك من الأسد".
رابعاً: تحميل العدو الصهيوني المسؤولية الكاملة المباشرة وغير المباشرة والعواقب الوخيمة والأوضاع الكارثية المترتبة على تفشي هذا الوباء والذي سيزيد من معاناة شعبنا ومآسيه، بسب استمرار حصاره وعدوانه المتكرر والمستمر على شعبنا قال تعالى: ""هم العدوُّ فاحذرهم".
خامساً: على المجتمع الدولي القيام بواجباته ومسؤولياته بالضغط على العدو لرفع الحصار الجائر ووقف العدوان الظالم على شعبنا وتزويد القطاع بما يلزم من احتياجات إنسانية ومعدات طبية بأسرع وقت ممكن لمواجهة هذا الوباء الخطير قبل فوات الأوان.
سادساً: دعوة جماهير شعبنا لضرورة الالتزام بإجراءات الوقاية والسلامة العامة والخاصة والجلوس في المنازل وعدم الخروج إلا للضرورة القصوى والوقوف جميعاً صفاً واحداً أمام هذا الواقع الصعب وأن نتحلى بالمسؤولية العالية والجدية اللازمة، وأن نشكل صمام أمان لشعبنا، لكي نتجاوز هذه المحنة بسلام ان شاء الله، قال ﷺ:
"لَيسَ مِنْ رَجُلٍ يَقَعُ في الطَّاعُونُ، فَيَمْكُث فِي بَيتِهِ صَابِرًا مُحْتَسِبًا يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا يُصِيبُه إلَّا مَا كَتَبَ اللهُ لَهُ؛ إلِّا كَانَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ الشَّهِيدِ".
سابعاً: دعوة أولياء الأمور لاستغلال أوقات الحجر الصحي وتحويل البيوت إلى منارات للعلم والتعليم ودور للعبادة وأداء الصلوات الخمس جماعةً بدعاء قنوت النوازل مع الأبناء والأسرة وتحفيظ القرآن الكريم وتثبيته ومراجعة الدروس والواجبات المدرسية، قال صلى الله عليه وسلم: "اغتنم خمساً قبل خمس منها فراغك قبل شغلك".
ثامناً: دعوة جميع المواطنين لزيادة حالة الوعي الطبي والثقافة الصحية والمداومة على النظافة الشخصية قال تعالى: "يا بني آدم خذوا زينتكم عند كل مسجد الالتزام بتعليمات وإرشادات الجهات المختصة والمعنية وعدم الاستهتار واللامبالاة في مواجهة هذا الوباء الخطير، ألا وإن الإسلام جاء للحفاظ على الضرورات الخمس وحمايتها وهي: النفس والمال والعقل والعرض والدين، وإن من يستهتر بأرواح الناس ويعرض حياتهم للخطر والهلاك يعتبر آثم وقاتل في نظر الشرع الحنيف يستحق العقوبة، للأن سلامة الأبدان مقدمة على سلامة الأديان
تاسعاً: دعوة التجار وأصحاب المحال التجارية إلى عدم استغلال الظروف الراهنة وعدم التلاعب ورفع أسعار السلع الأساسية والتي عليها إقبال من قبل المواطنين والحذر من الغش وتجريم ذلك ففي الحديث قال صلى الله عليه وسلم: "من غشنا فليس منا" والتحذير من احتكار السلع فقد نهى الإسلام عن ذلك ففي الحديث، قال صلى الله عليه وسلم: "لا يحتكر إلا خاطئ"، ولا بد من رقابة حكومية صارمة لذلك.
نسال الله عز وجل أن يرزقنا الأمن والأمان والسلامة التامة لأهلنا وشعبنا في كل مكان، وأن يجعل هذا البلد آمنا مطمئنا معافا من كل بلاء ووباء وسائر بلاد المسلمين.
اللجنة الدعوية العامة الخميس: 27/ 2020/8م