بقلم: أ. رمزي نادر

تهرب الاحتلال والمسئولية الوطنية المشتركة 

رمزي نادر
حجم الخط

غزة - وكالة خبر

هناك جهود جبارة ومحاولات حقيقية تبذل من أجل محاولة احتواء الازمة التي نشأت جراء تفشي وباء كورونا وخروجه من دائرة السيطرة والاحتواء التي استمرت طوال الشهور الماضية والتي كانت محط اعجاب وتقدير معظم العالم وهذه الجهود التي تقوم بها الأجهزة المعنية في غزة تقدر وتحترم وتثمن لكل فرد أو كادر او قيادي او جهاز يقوم بها.

علينا ان نتذكر ان هذه الجهود التي تبذل اليوم من أجل احتواء الأزمة والعمل على عدم تحولها كارثة تحل بقطاع غزة تجري وسط حالة يعيشها القطاع منذ ثلاث عشر عاما عاشتها غزة وسط أزمات ضربت كافة القطاعات فيه الخدمية والاقتصادية والتعليمية وعلى رأسها الصحية والتي لا تقوى على مواجهة أي كارثة وبائية من هذا النوع او حتى اقل.

إن محاولة الأجهزة المعنية في قطاع غزة نشر الطمأنينة وعدم بث حالة من الذعر وسط  المجتمع المحلي يحسب لها وهو مطلوب في ظل الحالة المربكة التي يعيشها القطاع ولكن هذا يجب ان لا ينسينا بأن هذه الرسائل يجب ان لا تصل حد جعل المجتمع الدولي يتراخى ويتخلى عن مسؤولياته الأخلاقية تجاه 2 مليون مواطن محاصرين ولا يملكون أي مقومات الحياة جراء صمته على الجريمة التي يمارسها الاحتلال بحق هؤلاء البشر من خلال حرمانهم من أبسط مقومات الحياة رغم أنه يتحمل المسؤولية القانونية جراء احتلاله الأراضي الفلسطينية وفق القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني .

ان السيطرة على الرسائل التي ينقلها الإعلام هو ضرورة وطنية ويجب محاربة الاشاعة بكل حزم وقوة في هذا الظرف الحساس ولكن أيضا يجب ان ندرك ان الاشاعة تنمو في ظل غياب المعلومة التي تشفي صدر المتلقي المتلهف لها من مصدر رسمي يتمتع بالمصداقية لدى الجمهور والحقيقة المزعجة قد تكون نافعة احيانا مهما بلغ سوئها.

من يظن ان المسئولية في هذا الظرف تقع على كاهل الأجهزة الرسمية أو السلطة الحاكمة في القطاع فهو مخطئ و يتهرب من مسؤوليته الأخلاقية تجاه مجتمعه فالجميع شركاء في المسؤولية اتجاه مواجهة الازمة الحاصلة حاليا لاسيما اولئك الذين طالما اعتبروا أنفسهم قيادات لهذا الشعب والقيادة الحقيقية تظهر في الأزمات وليس في الرخاء ووقت المطالبة بالغنائم والحصص.

نحتاج خطاب للعالم الخارجي يظهر بشكل واضح وجلي خطورة الحالة الموجودة في قطاع غزة وحمله على تحمل مسؤولياته الأخلاقية فلا عيب أو خجل في الأمر فهناك دول لها السيادة الكاملة على حدودها ومواردها وعجزت عن مواجهة الأزمة وطلبت المساعدة من المجتمع الدولي ولا ينقص ذلك شيء من قيمة ما تبذله الأجهزة المعنية من جهد لمواجهة الازمة ولا يعتبر قصور في الإدارة فعلينا مواجهة الواقع والحقيقة أننا شعب محاصر فاقد لكافة الموارد والإمكانات لمواجهة هذه الأزمة وأن أي نجاح حقق حتى الآن هو مضروب في عشرة لتظهر قيمته الحقيقية قياسا بما هو متاح من إمكانيات .

الاحتلال يحاول الهروب من مسؤولياته القانونية تجاه الشعب الفلسطيني المحتل بل ويزيد من ضغطه عليه من خلال رفض ادخال الوقود وتقليص الكهرباء وغيرها من المواد اللازمة لمواجهة الأزمة والإصرار على الاستمرار في حصار 2 مليون انسان اعزل مسالم في القطاع فيجب ان يكون هناك خطة وطنية يشارك فيها الجميع من اجل حمله على تحمل مسؤولياته تجاه الشعب الذي يحاصره ويحتله بالقوة الجبرية.

نحتاج الى حملات شعبية تطالب العالم بسرعة التدخل من اجل انقاذ المواطن الغزي من كارثة أصبحت خلف الأبواب في ظل الحصار المفروض عليه.

على الجميع التخلي عن المناكفة ومحاولة استغلال الفرص من اجل احراج الآخر المختلف معه فان ذلك يندرج تحت باب السقوط الأخلاقي وخيانة الشعب وعلينا الوقوف جميعا كتلة واحدة لمواجهة هذا الخطر الذي قد يضرب أي منا وفي أي وقت ومكان فلا محل او مكان لأي نوع من المناكفة أو الضغينة في ظل ما نعيشه وعلى الجميع السعي لحماية هذا الشعب الذي طالما حمى وتحمل جميعكم.

ختاما أيضا المواطن عليه دور وهو شريك في المسؤولية بتحليه بالوعي والالتزام بالحفاظ على نفسه ومحيطه المسؤول عنه.