أحد لم يعد ينتظر الفلسطينيين

حجم الخط

اسرائيل اليوم– بقلم يوسي بيلين

نشر الشيخ محمد حسين مفتي السلطة الفلسطينية في القدس قبل بضعة أيام فتوى تقضي بفرض الحظر الشرعي على المسلمين، من سكان اتحاد الامارات، زيارة المسجد الاقصى.

من بالضبط سيطيع هذه الفتوى؟ من سيفرضها؟ من الذي تردعه؟ هل الدول العربية التي ترغب في السير في اعقاب اتحاد الامارات ستمتنع عن تطبيع علاقاتها مع اسرائيل خوفا من أن محمد حسين سيصدر فتوى مشابهة عن مواطنيها أيضا؟ ان العلاقات بين الفلسطينيين والدول الاخرى ليست قصة حب  طويلة. فلم يكن الفلسطينيون مستعدين لاي حل يمنح أي ارض سيادية كانت لليهود في اسرائيل الغربية، وجروا معهم دولا عربية للاعتراض على مشروع التقسيم في الجمعية العمومية للامم المتحدة، في تشرين الثاني 1947. 

في حرب التحرير أرسلت الدول بوحدات من جيوشها، التي باستثناء القوة الاردنية (التي كان هدفها الحقيقي هو أن تحتل من أجل الاردن الارض المخصصة للدولة الفلسطينية) كان لها فقط بعض من القوة الحقيقية التي كانت في حينه للجيوش العربية. 

لقد كان التوقع الفلسطيني في أن تقاتلنا الدول العربية فتخلي الارض، بعد انتصارها، كي تعيد اليها لاجئين 1948، مثيرا للشفقة. والانتقال الهدام للقيادة الفلسطينية لاستخدام الارهاب، في اواخر الستينيات، نبع من رغبة مثيرة للشفقة بقدر لا يقل لاخذ مصير الفلسطينيين في ايديهم والوصول الى النتيجة التي ارادوها، بقواهم الذاتية. 

لقد تلقى التوقع بان تقدم الدول العربية، على الاقل، اسنادا سياسيا متواصلا للفلسطينيين، ضربة في اتفاقات كامب ديفيد وعمليا مع صعود السادات في مصر الى الحكم. فحاجة الدولة العربية للسلام مع اسرائيل (كي تستعيد شبه جزيرة سيناء، ولرغبتها في العلاقات الاقتصادية والامنية مع الولايات المتحدة) دفعت السادات للامتناع عن الاشتراط الذي يقضي بانه لن يكون سلام دون أن تقوم دولة فلسطينية.  ونجح الفلسطينيون في التسبب بمقاطعة عربية لمصر واخراجها من الجامعة العربية، ولكن ليس لزمن طويل. 

خلق مؤتمر مدريد لدى الفلسطينيين أملا في أن معنى المفاوضات المتوازية مع  الاردنيين، السوريين، اللبنانيين ومعهم أنفسهم، هو انه لن يوقع اي طرف على سلام منفرد مع اسرائيل، ولكنهم هم انفسهم خرقوا هذا في اتفاق اوسلو الذي لم يربط السلام الاسرائيلي – الفلسطيني بالسلام مع اي دولة عربية. 

وكان اتفاق المباديء بين اسرائيل والاردن، والذي وقع بعد يوم من اتفاق اوسلو، وهو ايضا في البيت  الابيض كان قولا  واضحا من الاردن بانه لا ينتظر السلام الاسرائيلي – الفلسطيني. وكانت المفاوضات المنفردة مع سوريا بعد اتفاق اوسلو تعبيرا عن قرار سوري مشابه. اتفاق التطبيع مع موريتانيا في 1999، مثل اتفاق التطبيع المرتقب مع اتحاد الامارات هما قول واضح بان العالم العربي يواصل كونه معنيا بالاتفاقات مع اسرائيل، وانه لا ينتظر اقرارا فلسطينيا كي يوقع عليها. 

ترفض القيادة الفلسطينية ان تفهم بانه كلما زاد عدد الدول  العربية التي تفتح سفارات في اسرائيل، هكذا تتعزز المطالبة لنا بالتوصل الى اتفاق مع الفلسطينيين، ويمكن لهذه الدول ان تساعد في تحقيقه. فتوى محمد حسين ستساهم في الخطوة المعاكسة: جعل الشعب الفلسطيني شعبا وحده يسكن.