بوادر ايجابية تجاه غزة لكن المطلوب أوسع كثيراً

حجم الخط

بقلم : ابراهيم دعيبس

 

أبدت السلطة الوطنية نوايا ايجابية تجاه قطاع غزة لمواجهة كارثة الكورونا والاوضاع المعيشية المعقدة والصعبة للغاية. وقالت الحكومة انها تدرس الأمر وستتخذ الاجراءات اللازمة لمواجهة التعقيدات بكل ما يمكنها ان تقوم به. وما يواجهه القطاع معروف من النواحي الصحية والكهرباء والماء والغذاء وحرية الحركة ورفع الحصار الخانق الذي يفرضه الاحتلال. واذا كان تقديم المساعدة امراً ايجابياً فإن الاكثر ايجابية هو انهاء هذا الانقسام الذي نتحدث عنه منذ سنوات ولا أحد يستجيب رغم كل ما نسمعه من بيانات وخطب وتصريحات اعلامية.

ان يزور وفد رسمي قطاع غزة تحرك ايجابي ولكن المطلوب في هذه المرحلة بصورة خاصة عقد اجتماع قيادي بمشاركة كل القوى من فتح وحماس وبقية التنظيمات والفصائل الاخرى.

واذا كان الوضع صعباً للغاية في غزة فإن وضع الضفة ليس أحسن حالاً بسبب ما يمارسه الاحتلال من استيطان ومصادرة للأرض والتضييق على المواطنين وتهويد القدس بشكل متسارع وعلى مختلف الجبهات الداخلية بالبلدة القديمة ومحيط عاصمتنا الموعودة.

وهذه الاوضاع المتردية يرافقها نوع مؤسف من التطبيع العربي مما يزيد الامور سوءاً ويستدعي ان تقوم القيادة بتحركات ميدانية وعملية لمواجهة ما يجري وعدم الاكتفاء بالرفض أو الادانة، ولا سيما ان دائرة الانتقاد الشعبي تتزايد وتتسع ويرى الناس ان هذا لا يقوم بما هو مطلوب وانما يسعى كثيرون لتحقيق مصالحهم ومنافعهم الشخصية دون اهتمام بالمصلحة العامة.

هذا نداء الى القيادة .. ونأمل الاستماع له والتجاوب.

الكوارث الاجتماعية

كان الله في عون اهل واقارب واصحاب الشقيقين اللذين انتقلا الى رحمته تعالى غرقاً في مياه البحر. ولقد أثارت هذه الكارثة الانسانية مشاعر الذين سمعوا عنها وامتلأت القلوب بالحزن الانساني.

وهذه المأساة تشير الى الكوارث الاجتماعية المختلفة التي نعاني منها سواء بجرائم القتل التي تكاد تكون اسبوعية والشجارات التي لا تتوقف و «العطوات» التي تلي ذلك وتغلق الملف مؤقتاً بانتشار «طوشة» أخرى ومأساة جديدة.

اننا كمجتمع يعاني من الاحتلال ومصائبه نواجه ايضاً هذه الاوضاع المؤلمة جداً، وليس المطلوب مجرد «رأب الصدع» وانما العمل على اقتلاع جذور هذا التفكير الجنوني واللا اخلاقي ولا يكون ذلك الا من خلال ثورة فكرية واجتماعية تبدأ بالمدرسة والبيت قبل كل شيء، لأن استمرار هذه الحالة من الفلتان الاجتماعي تشكل خطراً متزايداً .

الامارات ترد علينا بتعميق التطبيع ...!!

اكدت مصادر مختلفة ان دولة الامارات العربية قررت توسعة التعامل التجاري مع اسرائيل والسماح بالبيع والتبادل الاقتصادي على كل المستويات كما ان شركة الطيران الاسرائيلية بدأت تعلن عن رحلات مباشرة من تل أبيب الى الامارات.

وهذا الموقف يجيء بعد ان أعلنا رفضنا لإقامة علاقات دبلوماسية بين البلدين وانتقدنا هذه الخطوة.

ان هذا التطور يعني ان علينا عدم الاكتفاء بالرفض والادانة، وانما علينا التعامل مع المعطيات بايجابية وموضوعية وتفكير بالنتائج المحتملة، لا في ما يتعلق بالامارات ولكن في كل المواقف والتطورات.