من المقرر أن يزور وفد من "اللجنة الرباعية" الدولية للسلام الأراضي الفلسطينية وإسرائيل هذا الأسبوع، في مسعى بدا واضحا أن الهدف من ورائه وقف التصعيد الحاصل، بسبب سياسات إسرائيل ضد الفلسطينيين.
وتأتي هل الخطوة تنفيذا لقرارات اللجنة التي تخشى من تنفيذ الفلسطينيين تهديداتهم بوقف العمل بالاتفاقيات السياسية والأمنية الموقعة مع إسرائيل، طالما استمرت الأخيرة في عدم تنفيذها.
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية العامة، أن ممثلي الرباعية الدولية سيزورون إسرائيل ومناطق السلطة الفلسطينية، في مسعى لدفع عملية السلام في المنطقة.
ونقلت عن مصدر في الأمم المتحدة أن ممثلي الرباعية الدولية سيبحثون مع المسؤولين الإسرائيليين والفلسطينيين الإجراءات التي يستعد كل من الطرفين لاتخاذها لدفع حل الدولتين.
ولا يعرف حتى اللحظة إن كان وفد الرباعية سيحمل أفكارا جديدة بشأن إعادة التهدئة وإطلاق خطة مفاوضات جديدة أم لا، وسط انعدام فرص وجود أرضية حتى اللحظة تسمح بعودة مسيرة السلام من جديد.
وكانت اللجنة الرباعية قد قررت في اجتماع لها على هامش الدورة السبعين للجمعية العام للأمم المتحدة الأسبوع الماضي اتخاذ قرارات لإيجاد حل عادل للصراع، وذلك بعد يوم واحد على إعلان الرئيس الفلسطيني محمود عباس في خطاب في الجمعية العامة، أن الجانب الفلسطيني سيتوقف عن تنفيذ جميع الاتفاقيات، إذا لم تتقيد إسرائيل بتنفيذها، ومنها الأمنية والاقتصادية والسياسية.
وقالت فيدريكا موغيريني مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي إنه تقرر العمل على خطوات ملموسة على الأرض في غياب عملية السلام في الشرق الأوسط، من خلال إعادة استثمار أنشطة الرباعية.
وطالبت «الرباعية» في بيان لها أن يظهر الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي من خلال السياسات والأفعال «التزاما حقيقيا بحل الدولتين من أجل إعادة بناء الثقة وتفادي حلقة من التصعيد».
وأشار البيان إلى قرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وتعهدت فيدريكا بتقديم الدعم النشط للتوصل إلى حل عادل وشامل ودائم للصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس قرارات المجلس. وأكدت على أن «الإرهاب والتطرف الطائفي في الشرق الأوسط يعزز الحاجة إلى انتهاج حل الدولتين عن طريق التفاوض».
وتأتي زيارة وفد الرباعية في ظل احتداد المواجهات بين الشبان الفلسطينيين وجنود الاحتلال الإسرائيليين في المناطق الفلسطينية، على خلفية الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى، وعمليات قتل المدنيين الفلسطينيين على الحواجز الإسرائيلية في مناطق الضفة الغربية.
وتأتي الزيارة بعد أن طالبت دولة فلسطين، عبر بعثتها في الأمم المتحدة المجتمع الدولي بتوفير الحماية للسكان الفلسطينيين المدنيين في المناطق الفلسطينية المحتلة.
ووجه مندوبها الدائم السفير رياض منصور رسائل شكوى إلى عدد من المسؤولين في المنظمة الدولية، في مقدمتهم الأمين العام بان كي مون، أطلعهم خلالها على «الوضع المقلق» الذي تمر فيه المناطق الفلسطينية المحتلة، بسبب عمليات التصعيد الإسرائيلية.
وأكد السفير الفلسطيني أن ذلك يجري بشكل خطير بسبب استمرار إسرائيل السلطة القائمة بالاحتلال، في انتهاكاتها وتدابيرها القمعية ضد الشعب الفلسطيني، وأعمال العنف والإرهاب من قبل المستوطنين والمتعصبين الدينيين ضد السكان المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، وكذلك بسبب مواصلة الاعتداءات وأعمال التحريض، من قبل المتطرفين والمسؤولين الحكوميين الإسرائيليين ضد الحرم القدسي الشريف في القدس المحتلة وانتهاك حقوق المصلين المسلمين.