يتواصل قرار حظر التجول في محافظات قطاع غزة، للحد من انتشار فيروس "كورونا"، وذلك لليوم الثالث عشر على التوالي.
وبدأ العمل بالقرار، يوم الثلاثاء 25 من آب/أغسطس الماضي، عقب اكتشاف إصابات بالفيروس داخل المجتمع بالقطاع، في حين ظل المعدل اليومي للإصابات بالفيروس يرتفع تدريجياً منذ ذلك الحين.
وفي آخر إحصائياتها بشأن الحالة الوبائية، أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة مساء أمس السبت، عن تسجيل 110 إصابة جديدة بفيروس كورونا المستجد "كوفيد 19" بالقطاع، خلال الـ 24 ساعة الماضية.
ومن جانبه، أكّد المتحدث باسم وزارة الصحة بغزة د. أشرف القدرة، على أنّ تزايد الإصابات بفيروس "كورونا" في قطاع غزّة سيؤدي إلى منحنى خطير، خاصةً عقب تسجيل أكثر من 100 إصابة في اليوم الواحد.
وقال القدرة خلال كلمته بمؤتمر مركز الإعلام والمعلومات الحكومي مساء أمس السبت، إنّه "تم تسجيل 110 إصابة بفيروس كورونا في قطاع غزّة خلال الـ24 ساعة الماضية، ما يرفه إجمالي الإصابات منذ مارس الماضي إلى 807 إصابات، تعافى منها 89 إصابة ولازالت 711 إصابة نشطة في مستشفى العزل عوضاً عن تسجيل 7 وفيات كان آخرها اثنتين مساء اليوم".
وأضاف: "منحنى تفشي الوباء لازال في تصاعد مستمر ولم يتم السيطرة عليه بعد وما زلنا في مرحلة احتواء التفشي وكسر حلقاته بكل السبل".
وتابع: "وزارتي الصحة والداخلية تعملان بكل مسؤولية وعلى مدار الساعة من أجل كسر حدة انتشار الوباء بين المناطق، ولا زال العمل مستمراً في تتبع الحالة الوبائية وكشف خارطة المخالطين".
وأكّد على أنّ كسر حلقات التفشي هي مسؤولية أخلاقية ودينية ووطنية من الجميع للخروج من هذه المرحلة قبل الدخول في مرحلة أصعب من ذلك، مُوضحاً أنّ التباين في أعداد الإصابات وانتشار الوباء من منطقة لأخرى يعود إلى درجة التزام المواطنين بالضوابط والإجراءات.
ولفت إلى أنّ وعي المواطن وإدراكه لصعوبة المرحلة الحالية هي ركيزة أساسية في حماية نفسه وأسرته ومجتمعه من خطر الوباء، مُضيفاً: "استهتار وتراخي بعض المواطنين وعدم إدراكهم لخطر الوباء سيكون له انعكاسات خطيرة على صحة وحياة المواطنين".
وبيّن أنّه لم يتم الوصول حتى الآن إلى مرحلة احتواء الوباء والسيطرة عليه، مُستدركاً: "لا زلنا نعمل على كسر حلقاته وعلى الجميع أنّ يتعامل بأنّ كل من حوله مصاب دون تراخي أو استهتار".
وقال القدرة: "إنّ هذه المرحلة لا تعني التعايش مع الوباء ولكننا نعمل على احتوائه وحصره مع التخفيف المدروس لتلبية احتياجات المواطنين، وهذا التخفيف المقيد بالإجراءات والضوابط على بعض المناطق سيتم متابعته وتقييمه أولاً بأول تبعاً للحالة الوبائية ودرجة التزام المواطنين".
ودعا المواطنين إلى التعامل بمسؤولية مع الإجراءات الصادرة عن وزارتي الصحة والداخلية والتقيد التام وتحمل التبعات القانونية حال مخالفتها.
وأوضح أنّ الإجراءات المطلوبة هي: "عدم الخروج من المنازل إلا بإرتداء الكمامة، وتحقيق التباعد الجسدي والاجتماعي، وعدم المصافحة والتقبيل والمعانقة، وإتباع إجراءات السلامة والوقاية من قبل المؤسسات ومزودي الخدمات في القطاع العام والخاص مع مرتديها وموظفيها".
وختم القدرة حديثه، بالقول: "يُمنع التجمعات في الأماكن المغلقة لأكثر من 10 اشخاص و في الأماكن المفتوحة لأكثر من 25 شخص مع التقيد بإجراءات السلامة والوقاية"، مُؤكّداً على منع تحرك كبار السن والمرضى والأشخاص ذوي الإعاقة والأطفال إلا للضرورة القصوى وضمن إجراءات السلامة، بالإضافة إلى منع الحركة بين المحافظات.
فيما أعلنت وزارة الداخلية والأمن الوطني بغزّة، بالأمس، عن إجراءات جديدة لمواجهة فيروس كورونا المستجد والتعايش معه في بعض محافظات قطاع غزّة.
وقال المتحدث باسم الوزارة إياد البزم خلال حديثه بمؤتمر مركز الإعلام والمعلومات الحكومي، إنّه "تقرر تخفيف إجراءات حظر التجوال في محافظة رفح عدا بؤرتين في حي تل السلطان والأخرى في مخيم رفح ستخضعان للإغلاق لوجود إصابات بهما".
وبيّن أنّه سيتم تخفيف الإجراءات أيضاً في خانيونس عدا مناطق التحلية في معن وجورة اللوت وجزء من مخيم خانيونس وحي الأمل، حيث ستبقى مغلقة بشكلٍ كامل.
وأشار إلى أنّه سيجري تخفيف الإجراءات في المحافظة الوسطى ويشمل دير البلح والزوايد والبريج وجحر الديك، وإغلاق مخيمي المغازي والنصيرات.
وأضاف: "المناطق المشار إليها بتخفيف الإجراءات تكون وفق ضوابط، حيث يُسمح التحرك من الساعة 7 صباحاً وحتى 8 مساءً لتلبية الاحتياجات الأساسية فقط، ويُمنع التحرك بعد الساعة 8 مساءً بشكلٍ نهائي والتحرك داخل حدود المحافظة دون مغادرتها".
وأكّد البزم على استمرار سريان قرار فصل المحافظات في كافة محافظات قطاع غزة، مُشيراً إلى استمرار كافة إجراءات الحظر بمحافظة شمال القطاع دون أيّ تغيير.
وتابع: "جميع الإجراءات تبقى في مدينة غزّة كما هي، بالإضافة إلى إغلاق أحياء الصبرة والشيخ رضوان والنصر ومخيم الشاطئ بشكلٍ كامل، لوجود عدد كبير من الإصابات بها".
وأردف: "يُمنع التجمعات في المناطق المخففة، وتبقى المساجد والمدارس والأسواق الشعبية والعامة والأعراس وغيرها ممنوعة، ويُمنع التجمع لأكثر من 10 أشخاص في المناطق المغلقة وأكثر من 20 شخص في المناطق المفتوحة"، مُبيّناً أنّ التزام المواطنين بالإجراءات هو المعيار الأساسي في استمرار الحظر.
وشدّد البزم على ضرورة ارتداء الكمامة والتباعد الجسدي، مُستدركاً: "يُعتمد في توصيل الخدمات على شركات التوصيل، وستراقب المباحث العامة تنفيذ هذه الإجراءات".