"العربية"...وتحريض ضار على الفلسطينيين في لبنان!

حجم الخط

 كتب حسن عصفور

 فتحت زيارة رئيس حركة حماس إسماعيل هنية الى لبنان، والتصريحات التي أطلقها، ردات فعل متباينة، وبلا شك فمظهر الزيارة الى مخيم عين الحلوة كان الأكثر حضورا نظرا للجانب الاستعراضي الذي صاحب الزيارة، ومحاولة حماس استغلاله في غير مكانه، بل وصلت ببعض كتابها فاقدي البصيرة السياسية، اعتبارها تغييرا نوعيا في المعادلة السياسية، تضخيم رغم بعده عن الواقع، لكن هدفه العملي خدمة هنية في معركته الانتخابية المقبلة داخل حماس، سينتهي الأمر بأسرع مما يتوقعون.

وبعيدا عن الموقف اللبناني من زيارة هنية، مرحبا او رافضا أو بين بين، فما كان ملفتا حقا، ما قامت به قناة "العربية" السعودية من بث تقارير تحريضية على الوجود الفلسطيني في لبنان، بطريقة تفتح الباب لكل أعداء الفلسطينيين من قوى ليست مجهولة لشن حملة حول هذا الوجود.

ليس مفهوما أبدا، تقرير "العربية" بأن زيارة هنية الى المخيمات الفلسطينية سيضعها في خدمة "الوجود الإيراني"، استنتاج غاية في الغرابة، ليس لعدم واقعيته بل الحقيقة أن القناة وقت فريسة لدعاية حمساوية، أنها أصبحت القوة المقررة في الشأن الفلسطيني بالساحة اللبنانية.

تقرير "العربية"، ونشرات أخبارها، ليست بعيدة عن الحقيقة فقط بل هي وقعت في سقطة سياسية قبل أن تكون إعلامية، كان بالإمكان لقناة محترفة ان ترسل فريقها الى مخيم عين الحلوة بعد زيارة هنية، وتلتقي بالناس وليس بالسياسيين وتصور من شوارعه واقع الأمر فيه، وكان لها أن تكتشف وبسهولة أن واقع الأمر بعيد جدا عن تقرير حمل شبهة سياسية لا يليق أن تسقط بها قناة محترفة.

أن تستخدم القناة موقف "حماس" وتحالفها مع إيران للتحريض المباشر على الوجود الفلسطيني في مخيمات لبنان، فذلك أمر غريب حقا، وغير مفهوم سوى انه شكل من "الخلط غير المبرر" بين موقف وآخر، وواقع المخيمات بعيد كليا عما وصلت اليه "العربية".

ولا زال الوقت متاحا أن ترسل القناة فريقا لتقصي الحقيقة السياسية من أرض المخيم، وليس من "أفواه" حاقدين على فلسطين القضية، أي كانت مسمياتهم، وعدم القيام بذلك والإصرار على الخطيئة الإعلامية، يكشف أن الأمر له ما له، وهذا يستدعي ضرورة الرد الفلسطيني من داخل المخيمات على التقرير التحريضي السام.
يجب على القوى الفلسطينية أن تعقد اليوم قبل الغد مؤتمرا صحفيا للرد على ما جاء في تقرير لو تم الصمت عليه، سيصبح قاعدة بيانات سياسية ضد الوجود الفلسطيني، وتصبح الدعاية الحمساوية "وثيقة إثبات"، في غير واقع الأمر.

الاستخفاف بما نشرته "العربية" من تقرير تحريضي ضد الفلسطينيين في لبنان، أكثر خطورة من حملة وزير العمل اللبناني السابق العنصرية، وقد نشهد في قادم الأيام مثيلا لها من وراء ذلك التقرير السام، والذي سيكون أساسا لاستخدامه في تصفية حسابات لبنانية لبنانية وبعض اللبنانية والفلسطينيين.

وننتظر من المؤسسة الرسمية الفلسطينية (السياسية والإعلامية)، ان تتقدم برسالة الى مسؤولي "العربية" لوقف تلك الحملة التحريضية، وتصويب الخطيئة بتقرير واقعي من داخل المخيمات ومع قيادتها ولجانها الشعبية، دون ذلك فمن حق الفلسطيني أن يشتم رائحة سياسية كريهة يتم تحضيرها لفلسطيني لبنان ثمنا لتسوية ما يكونون هم ضحيتها!

ملاحظة: وضع نائب رئيس حركة حماس صالح العاروري عقبة كبرى أمام المصالحة...الحديث عن بقاء كتائب القسام قوة مستقلة خارج أي تنظيم أمني رسالة صريحة ..أنتم في واد وهم في واد..وسلاما لـ "اللجنة الوازنة" جدا!

تنويه خاص: بيان مجلس التعاون الخليجي المدين تصريحات قوى فلسطينية مسيئة، يمثل جرس إنذار مبكر...فلا تستهينوا بما ورد فيه...اختلفوا مع حكام الدول دون المساس بشعوبها...التوضيح ضرورة!