معادلة نصر الله وهنية .. لقاء الشيعة بالسنة

حجم الخط

بقلم : حمدي فراج

 

اللقاء العلني بين حسن نصر الله وبين اسماعيل هنية ، إثبات آخر لكل ذي عمى بصر وبصيرة ، ان هنالك ما هو أهم من مكوناتي الايمانية وعلاقاتي الشخصية بالشأن السماوي والديني . و قد يقول ميّسر من هنا او هناك ، ان الاثنين (نصر الله وهنية) يدينان بدين واحد هو الاسلام ، ولكن ايران هبت مؤخرا لنجدة فنزويلا التي لا تربطها بالاسلام الا احترام الاديان والمعتقدات ، و عندما ارتحل شافيز الشيوعي قبل سبع سنوات ، أصر الرئيس الايراني انذاك أحمدي نجاد ، ان يشارك في جنازته ، ويعانق والدته ، في حين تذرع البعض في عدم المشاركة بالزكام ، في حين أخذ عليه منغلقو الاديان ذلك العناق "حرام شرعا" .

لقد فعل مرشد الجمهورية الاسلامية شيئا لا يقل اهمية عما فعله نجّاد ، عندما اعلن ذات مرة انه يدعم كل من يقاوم اسرائيل ، وذكر بالاسم كتائب ابو علي مصطفى التابعة للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، التي ليس لها علاقة لا بالسنة ولا بالشيعة ، وقبل المرشد الحالي كانت رؤيا جورج حبش الرادارية المبكرة في دعم الثورة الايرانية ايام قليلة بعيد انتصارها : " نحن مع آية الله الخميني واسلامه التقدمي المعادي للإمبريالية والصهيونية" .

هل استأنس اسماعيل هنية برأي رجب أردوغان في لقاء حسن نصر الله ، وهل استأنس نصر الله برأي بشار الاسد في لقاء هنية ؟ وهما قطبان متصارعان يحتل الاول اراضي الثاني ، واسهم اسهامات مهولة في الحرب القذرة على سوريا المتواصلة منذ عشر سنوات ، دفعت بحماس ان تغادرها في الوقت التي كانت هي الوحيدة التي احتضنتها وآوتها ، ما جعل الاسد يقول فيهم انهم تعاطوا مع سوريا كفندق ، غادروه بمجرد ان نقصت خدماته . وهل كانت الحرب شبه الكونية على سوريا الا بسبب من نظامها الوطني والتقدمي المعادي للصهيونية ؟ وهل وقوف ايران وحزب الله الى جانبها "بالباع والذراع" دفاعا عن شيعيتها ؟ ولماذا اذن لم تقف الى جانبها دول الخليج ذات المرجعية السنية ؟

عندما اصطدمت الحركتان الكبيرتان في فلسطين فتح وحماس ، ما أدى الى كل هذا الخراب على كل الصعد على مدار اربع عشرة سنة ، هل كان لذلك علاقة بالعقائد الدينية ، او بالطائفية ؟ وهل الصدام اليوم بين حفتر والسراج في ليبيا اي علاقة من ذاك القبيل ، بل هل "السلام" بين الامارات الاسلامية السنية و بين الكيان الصهيوني لأن اسرائيل سنية او حتى اسلامية لتكون أكثر قربا اليها من ايران الاسلامية الشيعية . فما بالكم مع فلسطين السنية .

في كتابه "الرواية المفقودة" ذكر فاروق الشرع وزير خارجية سوريا في ظل حافظ الاسد ، ان أكثر شيء كان محرجا لحزب البعث السوري والعراقي ان الحزبين اعتليا السلطتين في كل من العراق وسوريا في الوقت ذاته ، ولكن ظلت العلاقات بين الحزبين والبلدين والزعيمين منقطعة حتى وافاهما الاجل المحتوم .