منذ زمن يترامى على مسامعنا وابصارنا مخططات ومشاريع مثل التسامح وحوار الأديان واحترام الإنسان وادميته كل هذه المصطلحات كان يخطط لها من قبل أصحاب القرار بالعالم أو حسب ما يطلقون على انفسهم ، حيث أن هذه الأفكار والمصطلحات تلقى قبول لدى جميع المعتقدات وخاصة الدينية منها وان تم طرح هذه الأفكار على أي شخص بسيط فلا تجد منه سوى التأييد والقبول فما بالنا لو كان هذا الشخص رجل دين أن كان يهودي أو مسيحي أو مسلم فلن يكون هناك معارضة حيث أن هذه الأفكار والمصطلحات وردت في الكتب المقدسة والدينية وخصوصا في التوراة والانجيل والقران فلا يستطيع مؤمن بأي من هذه الكتب السماوية أن يرفض هذه الأفكار وعلى العكس غالبا لو طلب منه أن يشارك في أي عمل ينجح هذه الأفكار فلم يفكر ولو للحظة في الرفض .
لقد عمل أصحاب المشاريع الاستعمارية التي هي احتلالية بالأساس لنهب خيرات بلاد غير بلادهم على طرح هذه المشاريع وذلك من خلال كثير من الطرق فهناك من ذهب لإقناع رجال دين واخر ذهب لتنفيذ مشاريع خيرية تحت شعارات إنسانية اغاثية أو حماية وقت الازمات وآخرين ذهبوا إلى مشاريع تشغيل وتوفير احتياجات وآخرين ذهبوا إلى حقوق المرأة وقانون حماية الأسرة وهناك من خطط إلى حوار الاديان وتقبل الفرد على انه إنسان لا ينظر إلى دينه أو عرقه أو لونه أو حتى اتجاهاته الفكرية أو ميوله الجنسية لذا نرى اليوم وعلى وجه الخصوص داخل دول عربية اسلامية مطالبات حول وضع قانون للمثليين وحمايتهم .
لقد أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الشهر الماضي أن اتفاق السلام بين إسرائيل والامارات سيتم تسميته " الاتفاق الابراهيمي "، وهذا يجعلنا نتسأل عن سبب التسمية وهدفها حيث لا شيء يوضع أو يأتي دون هدف ، وقد اشار السفير الأمريكي لدى إسرائيل ديفيد فريدمان إلى أن الاتفاق الابراهيمي تيمنا بسيدنا ابراهيم ابو " الديانات الكبيرة كلها "
أن الإدارات الأمريكية المتعاقبة جميعها يعلم أن الصراع بين إسرائيل وجميع من تعاونه هو صراع ديني وليس سياسي فهي تعمل دائما على اتهام جميع من يعارضها وينتقدها بانهم معادين للسامية وتسعى لترسيخ فكرة أن اليهود هم شعب الله المختار ودون ذلك يكون إنسان من درجة أخرى لا ترتقي لتكون بجانب اليهودية لقد جاء في الديانات السماوية جميعها التسامح والمحبة وزرع الخير وعدم الاكراه على الدين ومن يقيم داخل مجتمع يدين بدين معين وهو من ديانة أخرى وجب حمايته واحترام معتقداته دون أن يمس بدينهم .
يستند الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لهذه التسمية حيث أن الابراهيمية نسبة إلى سيدنا ابراهيم عليه السلام هو جد اليهود والعرب ويستشهدوا بذلك إلى تحاليل وفحوصات جينية اجروها على يهود وعرب ووجدوا أن الحمض النووي وجد به ما يسمى(J1)موجود في التحاليل لدى اليهود والعرب وبهذا وجد الوسيلة التي سوف توصله للغاية المرجوة حيث أن المجتمعات لا تصدق بسهولة وبطرح نتائج علمية سوف يكون من السهل تمرير هذه الفكرة التي لا تحتاج اصلا لإثبات .
أن طرح هذه التسمية هو لتمرير اتفاق التطبيع والسعي لإقناع دول أخرى للهرولة نحو التطبيع مع إسرائيل التي لطالما كانت تسعى لذلك وعملت بكل الطرق والوسائل لأكثر من سبع عقود وقد جاءت الامارات وتطبيعها بهذا الحلم الذي قال عنه نتنياهو لطالما سعينا وراء ذلك ولكن كان لدينا قناعة باننا سوف يأتي يوم ونحقق ذلك.
أن التسمية لم تكن وليدة اللحظة بل هي مخطط لها منذ أكثر من عقدين حيث أن الهدف الرئيسي لها هو دمج وضرب الديانات الثلاثة اليهودية والمسيحية والإسلامية بخلاط واحد حتى يصبح مزيج واحد لا يمكن تفريقه عن بعض أو ينتج عن ذلك ديانة واحدة وهذا يتطلب سعي وعمل كما أسلفنا ببث هذا المشروع واستقطاب مؤيدين لهذا الدين الجديد من جميع فئات المجتمعات وخصوصا رجال دين وسياسة وفئة الشباب على وجه الخصوص ، واخذ المشترك من هذه الديانات الثلاث حتى يكون مقنع لمن يطرح عليه.