تشهد الأرض الفلسطينية على الدماء العربية الزكية التي خضبت هذا التراب الطاهر خلال دفاعها عن كرامة الأمة، ووثقت هذه التضحيات بأضرحة الشهداء العرب الموجودة في مقبرة خاصة داخل مقبرة إبن مروان الواقعة على مشارف حي الشجاعية شرق مدينة غزة، تلك الشواهد التاريخية التي تبرز الفرق بين عربي الأمس المستعد للتضحية والفداء، وبين عربي اليوم اللاهث نحو شراك الخيانة والتطبيع مع الاحتلال المجرم القائم على أشلاء الشهداء وأطلال المساجد والبيوت، سنذهب إلى مقبرة الشهداء العرب ونقرأ الفاتحة على أرواحهم ونعلق على أضرحتهم أوسمة الشرف، ونشكو إليهم صنيعكم يا حكام العهر والردة، سنخبرهم أنكم بعتم دمائنا ودماءهم برخص التراب وأقل سعراً، سنروي لهم قصص نذالتكم وجبنكم وزيفكم، سنحكي لهم كيف زورتم بلا ضمير ملامح الماضي الذي تشهد عليه قبورهم، وضيعتم مستقبل الأمة بسذاجتكم ووهنكم، سنعلمهم بكل الذنوب التي أقترفتموها بحقنا وحقهم، وسنطلب منهم مخاصمتكم عند الواحد الجبار .. فإعلموا أن يوم الحساب عسير.