قرر وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، مقاطعة حفل توقيع اتفاق التطبيع بين الإمارات والبحرين و"إسرائيل"، المقرر يوم غدٍ الثلاثاء، في العاصمة الأمريكية واشنطن.
وكشفت مصادر مطلعة، أن الوزير الأوروبي الوحيد المشارك هو وزير خارجيّة هنغاريا، بيتر سيارتو، وهنغاريا هي البلد الأوروبي الوحيد الذي يحكمه اليمين الشعبوي حاليًا، ويتخّذ إجراءات ينظر إليها الاتحاد على أنها تقوّض الديمقراطيّة.
وقال وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "يأمل الاتحاد الأوروبي أن تستمر المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية حول حل الدولتين على أساس المعايير المتفق عليها دوليا".
وبرز النأي الأوروبي عن حماسة الولايات المتحدة في تحذير صربيا وكوسوفو من نقل سفارتيهما إلى القدس، بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن ذلك، مهدّدا بأن هذه الخطوة قد تقلص من فرص انضمام البلدين إلى الاتحاد الأوروبي.
وأعرب الاتحاد الأوروبي عن "قلقه الشديد" و"أسفه" بشأن تعهد صربيا نقل سفارتها في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس، ما يلقي بظلاله على استئناف المحادثات بين صربيا وكوسوفو في بروكسل.
ويتمسك الاتحاد الأوروبي بحل الدولتين مع القدس عاصمة لهما، وتتخذ بعثته الدبلوماسية من تل أبيب مقرا لها، مشترطًا على المرشحين للانضمام إليه اعتماد النهج نفسه على صعيد السياسة الخارجية.
وقال الناطق باسم الخارجيّة الأوروبيّة، بيتر ستانو، الأسبوع الماضي، "في هذا الإطار كل مسعى دبلوماسي يعيد النظر أو يشكك في موقف الاتحاد الأوروبي المشترك من القدس هو مصدر قلق شديد وأسف".
وأوضح ستانو أن الاتحاد الأوروبي لم يكن على علم بنقل السفارة قبل الإعلان الصربي الرسمي يوم الجمعة الماضي. وأضاف "بصفتها دولة مرشحة للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، من المتوقع أن تعدل صربيا تدريجيا موقف سياستها الخارجية مع موقف الاتحاد الأوروبي".
وأعلنت صربيا وكوسوفو أنهما ستطبعان العلاقات الاقتصادية مع إسرائيل كجزء من مناقشات بوساطة أميركية تتضمن أيضا نقل سفارة بلغراد لدى إسرائيل إلى القدس، واعتراف بريشتينا بإسرائيل في خطوة جاءت بعد يومين من الاجتماعات مع مسؤولي إدارة ترامب، بحسب ما أفادت وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية.
ومن جانبه، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إن "الأجواء الجديدة التي تشهد عليها هذه القرارات يفترض أن تسمح الآن باستئناف المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين في سبيل إقامة دولتين في إطار القانون الدولي والمعايير المتّفق عليها، وهي الخيار الوحيد لتحقيق سلام عادل ودائم في المنطقة".
بينما اعتبرت وزارة الخارجية البريطانية أنه "لا بديل عن المفاوضات المباشرة بين الفلسطينيين وإسرائيل، الحل الوحيد لتحقيق حل الدولتين والسلام الدائم".
وهو الموقف ذاته الذي عبّر عنه وزير الخارجيّة الألماني، هايكو ماس، الذي تترأس بلاده الاتحاد الأوروبي، "نأمل بأن يكون هذا الاتفاق نقطة انطلاق لمزيد من التطورات الإيجابية في المنطقة وأن يعطي زخما جديدا لعملية السلام في الشرق الأوسط".