أدانت اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، بشدة تصريحات السفير الأمريكي في تل أبيب ديفيد فريدمان، والتي كشف فيها عن نية هذه الإدارة استبدال الرئيس الشرعي المنتخب قائد الشعب الفلسطيني الرئيس محمود عباس بقيادة أخرى.
وأكدت اللجنة المركزية في بيان صحفي مساء يوم الخميس، على أن ما أعلن عنه فريدمان هو تدخل سافر بالشؤون الداخلية الفلسطينية، وهو أمر مرفوض من الشعب الفلسطيني، ويؤكد على خطورة مخططات إدارة ترامب الهادفة إلى تصفية القضية الفلسطينية التي عبرت عنها هذه الإدارة بصفقة القرن، ومدى انزعاج هذه الإدارة من الموقف الصلب للرئيس محمود عباس والقيادة الفلسطينية، التي رفضت هذه المخططات وأفشلتها ومن خلفها الشعب الفلسطيني.
وأشارت إلى أنها والشعب الفلسطيني العظيم بكل قواه السياسية يقفون صفا واحدا خلف الرئيس أبو مازن، مؤكدة على أن الشعب الفلسطيني الذي قال كلمته من صفقة القرن ومن ضم القدس ومن كافة المشاريع المشبوهة، هو من يقرر ويختار وحده قيادته ورئيسه بطريقة ديموقراطية ولن يقبل بالإملاءات أو التدخلات الخارجية، كما لن يقبل بتاتا أن يفرض عليه رئيس يأتي فوق دبابة أمريكية وإسرائيلية.
ودعت فتح جماهير شعبنا إلى الوحدة والوقوف صفا واحدا في وجه الضغوط ومخططات التصفية، مؤكدة على أنها ستبقى وفية لأرواح الشهداء وصمود الأسرى وكل نضالات شعبنا، من أجل الحرية والاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
كما وأدان عضو المجلس الثوري لحركة فتح إياد صافي، محاولات الابتزاز التي تتعرض لها القيادة الفلسطينية وآخرها تسويق قيادة جديدة بديلة لقيادتنا الحالية.
وأشار صافي في تصريح صحفي مساء اليوم، إلى أن المخابرات الأمريكية والإسرائيلية أو الخارجية الأمريكية وسفراؤهما لن يحددوا الزعامة والقيادة الفلسطينية."
وأكد على أن "شعبنا بكافة أطيافه وفصائله ملتفٌ حول قيادته الشرعية ممثلةً بالرئيس محمود عباس"، مشيرا إلى اجتماع الأمناء العامين للفصائل الذي جاء تأكيدا على وحدة الموقف الفلسطيني وتمسكهم بالمشروع الوطني ووقوفهم صفًا واحدًا خلف الرئيس محمود عباس.
ووصف صافي اتفاق التطبيع الذي وقعته الإمارات والبحرين مع "إسرائيل" بالطعنة الغادرة لشعبنا والتفاف على حقوقه الوطنية المشروعة، مؤكدا على أن نتنياهو وترامب بحاجة إلى تسويق إنجازات حتى لو كانت وهمية، في إطار خوضهما الانتخابات في المرحلة القادمة.
وبدوره، قال القيادي في حركة حماس حسن يوسف: إن تصريحات السفير الأمريكي لدى "إسرائيل" ديفيد فريدمان، هو تدخل سافر وساذج ومرفوض، تحت أي ظرف من الظروف.
وشدد على أن الشعب الفلسطيني، هو من يختار قيادته، ولا يمكن للأمريكيين أو الإسرائيليين أو حتى الإقليم، أن يملي عليه أسماء قيادته.
وأضاف، أن السفير الأمريكي لدى الاحتلال، لديه تصريحات ومواقف متقدمة في كثير من الأحيان عن الاحتلال، معتبراً أن تصريحاته بشأن استبدال الرئيس محمود عباس بقيادة جديدة، قد تكون في إطار الترتيبات التي تعد للمستقبل، وضمن محاولات فرض قيادة على الشعب الفلسطيني.
وفي سياق آخر، أكد يوسف، على أن الحوارات ما تزال مستمرة من أجل الانتهاء من تشكيل اللجان الخاصة، التي تحدث عنها اجتماع الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية، من أجل الانتهاء من رفع التوصيات للاجتماع، الذي سيعقد بعد انتهاء مهلة 5 أسابيع.
ولفت القيادي في حماس إلى أن الاحتلال، لم يرق له التقارب الفلسطيني الداخلي، وهدد بعضاً من القياديين الفلسطينين بالاعتقال.
وأضاف: "الاحتلال تواصل مع بعض قيادات وكوادر المجلس التشريعي، المحسوبين على حماس وهددهم بأن أي شخص سيكون له دور في ملف المصالحة، أو الترتيبات الحاصلة حالياً، سيُعرض نفسه للاعتقال"، مشدداً "لكننا نقول: لن نرضخ لمطالب الاحتلال، وماضون في مشروعنا، وفيما نتفق عليه كفلسطينيين".