تحريك المياه الراكدة ربما يدفع سفينة المصالحة

غانم
حجم الخط

غزة - وكالة خبر- بقلم عبد الرحمن حسن غانم

14/6/2007 يوم من الأيام التي حفرها التاريخ في ذاكرة الشعب الفلسطيني فهو تاريخ لم يستطيع أحد أن يحذفه من كتب التاريخ, لم يكن يوما عابرا في ذكريات الشعب الفلسطيني, فقد كنا في معركة لا تضاهي أي معركة، معركة أبناء الوطن والدم الواحد، لقد راح ضحيت هذه المعركة أعداد تفوق احد الاعتداءات الإسرائيلية على قطاع غزة، لم يكن شيء محرم أو مقدس ليحفر هذا اليوم في ذاكرة وعقول الجميع.

منذ اللحظة الأولى لهذه الأحداث قدم أغلب الفصائل الفلسطينية مبادرات ولحل الخلاف وإنهاء الانقسام وكان على راسهم أول من قدم مبادرة بعد أقل من أسبوع على وقوع الأحداث الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين داعية الأطراف المنقسمة إلى إعادة الوحدة الوطني ورص الصفوف وتوجيه البوصلة لدحر الاحتلال وبناء الدولة الفلسطينية على أسس وطنية تخدم الوطن والمواطن أساسها الشراكة الوطنية تحت عنوان شركاء في الدم شركاء في النضال.

لقد كان هناك عدة مبادرات وجولات للمصالحة لم تكن فلسطينية كلها بل كانت عربية ودولية فعلى مدار 13 عام زار أطراف الانقسام أغلب الدول العربية وكانت جميعا تخرج بنتيجة واحدة هي إجراء الانتخابات والاحتكام إلى الشعب وصندوق الاقتراع، وكان هناك تجارب للدعوة للانتخابات إذ دعي للانتخابات خمس مرات، في مناطق السلطة الفلسطينية، آخرها وردت في خطاب الرئيس أبو مازن أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة بتاريخ 26/9/2019، إلا أن جميع هذه المحاولات انتهت بالفشل لأسباب كثيرة الأهم فيها أسباب خارجية لا تريد إنهاء الانقسام الفلسطيني.

لكن رغم جولات المصالحة الفلسطينية الكثيرة والتي جميعها باءت بالفشل إلا أنهم توصلوا لمجموعة من الأسس التي من الممكن أن يبنا عليها مثل اجتماع الإطار القيادي لمنظمة التحرير الفلسطينية المتمثل بالأمناء العامين للفصائل الفلسطينية وإجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية وفق التمثيل النسبي الكامل وتشكيل لجان خاصة بتمهيد الطريق لإنجاح المصالحة.

شكلت الدعوة لاجتماع الأمناء العامين برئاسة الرئيس محمود عبار بتاريخ 3/9/2020 حدثا سياسيا مهما، فقد جاءت الدعوة في ظل ظروف وتطورات وسياقات سياسية ودولة وإقليمية عربية وأيضا فلسطينية أخلت بالعديد من المعادلات والرهانات الهشة والهابطة وأكدت على صحة الموقف الذي تقدمت به الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين من أجل إنهاء الانقسام منذ لحظته الأولى، ولكن جميعنا يقول أن تأتي متأخر خيرا من إلا تأتي. 

إلا أن بعد انعقاد اجتماع الأمناء العامين لم يكون هناك تفاؤل بسبب التجارب السابقة والتي لم يكن مصيرها إلا الفشل والمراوحة في المكان وفي انتظار من يحركها، فكان اجتماع الأمناء العامين يمثل هبوب الريح الخفيفة لتحريك المياه الراكدة التي ربما تدفع بالسفينة إلى الأمام وتوصلها إلى بر الأمان.

مثل اجتماع الأمناء العامين والقرارات التي انبثقت عنه سلاح جديد بيد القوى الوطنية الفلسطينية، تعزز هذه القرارات موقفها وترفع من معنوياتها ومعنويات الشعب الذي لم يعد يؤمن بأن هناك مصالحة، حيث أن هذه القرارات والمراكمة عليها يفتح آفاق وخطوات لربما أن استمرت ترسي بالسفينة على بر الأمان.