لا يفارق تفكيري سؤال بسيط وهو لماذا اسرائيل واليهود في العالم يسيطرون على مواقع كثيرة وكبيرة في المنطقة والدنيا كلها، وعددهم لا يتجاوز عدد سكان القاهرة وحدها.
ونحن في فلسطين نموذج صارخ لهذا التمدد اليهودي، فقد كانوا أقلية صغيرة ولا يملكون إلا المساحات الصغيرة من الارض حتى وصلنا الى ما نحن عليه اليوم من غطرسة وتوسع وسيطرة وهيمنة ونرى قادتهم يتحدثون بلهجة كبرياء وثقة مبالغ فيها ولا يكادون يحسبون حساباً لأي طرف آخر.
ورئيس وزرائهم الثعلب والخبيث نتانياهو يناور ويحالف ويتحدث وأنه امبراطور الشرق الاوسط، رغم قضايا الفساد التي تلاحقه وقد يدخل السجن بسببها. والعالم العربي الذي كان قادته يتحدثون عن فلسطين والقدس والمسجد الاقصى وبلد الاسراء والمعراج بدأ بالتطبيع والتهافت باتجاه هذا البلد المحتل، وحتى التي تدعى «الجامعة العربية» رفضت التجاوب معنا وادانة التطبيع وكأنها هي الأخرى تدخل مرحلة التطبيع غير المباشر أو توافق عليه وتؤيده.
وقد صادقت الحكومة الاسرائيلية على اقامة آلاف الوحدات الاستيطانية في مختلف انحاء الضفة والقدس والذين يعيشون بالمدينة يعرفون تماماً واكثر من غيرهم، ما يجري فيها من أعمال تهويد.
وآسوأ الأسوأ اننا، وكما هي عادتنا دائماً عبر التاريخ، نعاني من انقسام مدمر ومخجل، ولا نتوقف عن احاديث المصالحة واستعادة الوحدة ولكن بدون نتائج عملية، واليوم يتحدث القادة عن اجتماعات لاستعادة الوحدة واجراء انتخابات، وأنا شخصياً أشك في هذا كثيراً ولا اعتقد ان الانتخابات، اذا جرت، ستجيء بقيادات جديدة، لأن الجالسين فوق الكراسي متمسكون بها ولن يتركوها.
السؤال الكبير الى أين نسير؟ وهل من مخرج، وما هو؟
الكل يعرف ان مشكلة الاحتلال الرئيسية هي السكان ونحن والداخل نحو خمسة ملايين انسان ونتكاثر بشكل اكبر كثيراً منهم، وهذه المشكلة سيجدون حلاً لها إما بالعودة الى الكونفدرالية الاردنية الفلسطينية، أو إقامة «حكم ذاتي» تحت السيطرة بالضفة وغزة. ونحن نقول ان لدينا الحل الآخر وهو الدولة الواحدة ثنائية القومية بين البحر والنهر.
وأقوى أنواع المقاومة والصمود في هذه الاوضاع هو المحافظة على وجودنا وبقائنا فوق ارضنا ومحاربة كل أشكال الفلتان الامني والفوضى الاجتماعية وأعمال القتل والثأر والعقلية العشائرية التي تسيطر على تفكير الغالبية في المجتمع، والبداية تكون بالتربية البيتية أولاً والمدرسة ثانياً، وسن القوانين الرادعة ثالثاً وأخيراً.
بين الذكرى والواقع
في مثل هذه الايام انطلقت انتفاضة الاقصى بعد ان اقتحم الوزير المتطرف شارون المسجد الاقصى. وقد ثارت الجماهير وقدمت التضحيات البشرية الكثيرة، ولكننا في الواقع لم نستثمر هذه الانتفاضة ولا تغير شيء بالواقع ...
وقبل هذه الانتفاضة كانت الانتفاضة الاولى الجبارة التي أشعلت المنطقة وغيرت المعادلات السياسية وجاءت بالسلطة الوطنية بعدها ... ولكن من الناحية العملية ظل الاحتلال مسيطراً ويلتهم الارض ولا يهتم بأي شيء.
وتبدو أوضاعنا الحالية والابواب المغلقة وكأننا نسير باتجاه انتفاضة ثالثة بسبب الضغط الشديد الذي يعاني منه شعبنا والتغول الاسرائيلي ضد الارض وبناء المستوطنات ...!!
أمر مؤسف وعذر أقبح من ذنب
تلفظ أحد وزرائنا بألفاظ نابية ومخجلة، وجاء اعتذاره أقبح من ذنبه، فقد قال معتذراً انه لم يكن يعرف انه على الهواء حين قال ما قاله، وكأن المشكلة هي انه كان على الهواء بينما الحقيقة ان هذه الأقوال أمر مخجل ومؤسف سواء أكانت على الهواء أو في البيت أو حتى بين صديقين.
أنا أعتقد ان اعتذار السيد الوزير على ما قاله يكون باستقالته والتفرغ لشؤونه الشخصية