عرضت أسرة روشفوكو (Rochefoucauld)، العائلة الأرستقراطية المعروفة في فرنسا منذ قرون، قصرها التحفة العتيق الشهير بـ "قصر فيرتويْ" للبيع قبل أسابيع، بعد أن أصبحت عاجزة عن الاحتفاظ به.
وبهذا القرار، ينتهي تاريخ ملكية ورابطة عميقة تدوم منذ نحو 1000 عام بين هذه التحفة الفنية التاريخية، الواقعة قرب مدينة أنقوليم في إقليم شارونت بوسط غرب فرنسا، وآل روشفوكو، أعيان البلد ورجال ملوك فرنسا على مدى مئات السنين.
كان لهذا الخبر وقعا صادما في الأوساط الأرستقراطية والمتخصصة في التراث العمراني الفرنسي، لكونه يؤكد نزعة تخلي الأسر العريقة الثرية في البلاد عن تراثها بشكل متزايد منذ سنوات. ويعود السبب إلى شبه استحالة الاستمرار في الاحتفاظ بهذا التراث العمراني، للعدد المتزايد من الورثة وذوي الحقوق في هذه القصور، ولتعقد الأوضاع المالية لهذه العائلات، مما يجعل من الصعب بقاء القصر بين يدي أسرة واحدة لعجزها عن تعويض ذوي الحقوق عن أسهمهم في الميراث، بالإضافة إلى الكلفة الكبيرة لخدمة مثل هذه القصور.
في الماضي كانت القصور محاطة بمساحات شاسعة من الأراضي التابعة لها، استخدمت في عمليات تعويض الورثة عقاريا. غير أن تعاقب الأجيال وتشتت الملكية بينها أدى إلى نفاد هذا المخزون العقاري الذي يسمح بحل مشكلة استمرارية القصور بين أيدي القادرين على الاحتفاظ والعناية بها.
قصر بونشارتران
قبل عرض قصر فيرتوي للبيع، سبقه بيع كل من قصر دامبيير في ليزيفلين قرب العاصمة باريس، الذي أقام فيه لفترة كل من ملك فرنسا لويس الـ14 والملك لويس الـ15، وقصر بونشارتران في المنطقة ذاتها الذي كان مِلكا لكبار قادة ومسؤولي مملكة فرنسا قبل قرون. وعَرف المصير ذاته "قصر مينار"، وكذلك "قصر روبيان" في منطقة لي كوت دارمور، الذي يعود تاريخ تشييده إلى القرن الـ18 حينما كان آل روبيان يشغلون الوظائف السامية في الدولة الفرنسية، بما فيها رئاسة البرلمان والوزارة. والأسوأ في قصة قصر روبيان أنه عُرض للبيع بـ 4,2 مليون يورو، إلا أنه لم يجد أحد يرغب في شرائه بهذا السعر، فتم تخفيضه بـ50 بالمائة، ليصبح السعر في حدود الـ 2,1 مليون يورو، ومع ذلك لم يستقطب أيّ مُشتر حتى الآن.
قصر روبيان
خبراء التراث العمراني التاريخي الفرنسي يدقون ناقوس الخطر على مصير هذه التحف الفنية بعد انتقالها إلى الغير.