لم تمنع كل الإجراءات الاحترازية التي اتخذتها الجهات الحكومية في قطاع غزّة، ذلك الزائر الغامض الذي لا يرحم كبيراً أو صغيراً من التسلل للقطاع، المنهك صحياً واقتصادياً بسبب الحصار الإسرائيلي المفروض منذ 14 عاماً وما يزيد.
سلوان عيسى ابنة الـ26 ربيعاً أصيبت بفيروس "كورونا" مثلما أصيب به ملايين البشر حول العالم، وتألمت كما تألموا ليجعلها حبيسة الفراش تحت آهات الألم.
وقالت سلوان: "إنّ قصتها بدأت بأعراضٍ حادة، ومن ثم أبلغت وزارة الصحة بالأعراض التي شعرت بها، وبعد إجراء الفحص تبين إصابتها بفيروس كورونا"، مُضيفةً: "لا أعلم من أين تسلل هذا الفيروس لينهش جسدي، ويأخذ منى كل ما يُريد وحولني إلى رقماً يُذكر بين أعداد المصابين".
وبيّنت عيسى أنّها لم تُواجه المرض فقط بل واجهت الأزمات التي يمر بها قطاع غزة، والتي ألقت بظلالها على المصابين، مُوضحةً أنّه تم نقلها في بادئ الأمر إلى الحجر في مدرسة إحسان الأغا بغرفة صفية يُوجد بها تسع مصابين دون أدنى مقومات العزل أو حتى طبيب، والعلاج الوحيد هو "أكامول".
وأردفت: "تم فحص عائلتي بعد ثلاثة أيام، وتبين أيضاً أنّ أمي وأخي مصابين بالفيروس، وتم نقلهم لحجر دير البلح، وأصبحت أنا في مكان وأمي في مكانٍ آخر"، لافتةً إلى أنّها قدمت طلباً لنقلها لجوار والدتها، علّها تجد الأمان في وسط الألم، لكنّ طلبها لم يلقى أيّ استجابة، إلا بعد أنّ أعلنت إضرابها عن الطعام، ليتم بعد ذلك الاستجابة لطلبها.
وتابعت: "لرغبتي في مواجهة فراغي القاتل وألمي الدائم، تذكرت موهبتي فأمسكت بقلمي أرسم خطوطاً ما بين الألم والأمل لتُكَّون لي رسمة بسيطة، كذكرى على هذا المكان الذي عشت فيه بعد إصابتي بالفيروس، وآمنت حينها أنّه لا يوجد أعظم من خيانة الصحة".
وختمت عيسى حديثها، بالقول: "لا تستهينوا بهذا المرض والتزموا بالتعليمات والإجراءات الوقائية من التباعد وعدم التجمعات ولبس الكمامة والخروج للحاجة فقط، فلا تجعلوا هذا الفيروس ينتصر ويتسلل إلى أجسادكم ويجعلكم سبباً في نقل العدوى لأحبابكم".