نقلت وكالة "فرانس برس" عن ابو البراء، القيادي الكبير في "سرايا القدس" الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، تصريحاته " لدى سرايا القدس ما يمكن ان يؤلم العدو ويدفعه ثمنا غاليا ويرد على جرائمه بالصواريخ وغيرها" مؤكدا ان تسلح حركة الجهاد هو اليوم "اكثر كفاءة وقدرة مما كان عليه في الحرب الاخيرة".
وأضاف، أن "الجناح العسكري للجهاد الإسلامي، إن السرايا جاهزة وفي أعلى درجات الجهوزية لأي مواجهة مع الاحتلال، الذي تعودنا منه الغدر وعدم احترام أية هدنة أو اتفاقات".
وأكد "أبو البراء" خلال تصريحات لوكالة فرانس برس التي أجرت معه حوارً من داخل نفق تحت الأرض، بعدما عصبت اعين اعضائه وتم اصطحابهم في سيارة مغلقة سارت مسافة اقل من نصف ساعة: "الضربة التي لا تميتنا تزيدنا قوة، نحاول ان نعيد توازننا من جديد والحرب مستمرة"، مشيرا الى ان "الانفاق من اهم ركائز العمل العسكري خاصة في الحروب. نمتلك انفاقا امامية تستخدم لضرب المحتل بقذائف الهاون و(اخرى) للوصول الى مرابض الصواريخ وتصب في مصلحة تعزيز وثبات المقاومة".
ووفقاً لما نشرته الوكالة، فإن في داخل النفق، كان مقاتلون اخرون منشغلين بنقل قذائف من نوع ار بي جي، قال قيادي انها "في اطار الاعداد لمواجهة العدو".
وفي موقع (حطين) في خان يونس جنوب القطاع، قدم نحو مئتي مقاتل انضموا "حديثا" لسرايا القدس، وفقا للقيادي ابو سيف، عروضا عسكرية متنوعة كالقفز على حواجز نيران، وهم يرددون هتافات "الموت لاسرائيل، الموت لأمريكا".
وتترواح اعمار هؤلاء الشبان بين 19 و22 عاما، بحسب ابو سيف، وكانوا ملثمين ويرتدون بزات عسكرية.
ويقول احد مدربيهم ابو احمد انهم يتلقون علوما عسكرية "متطورة جدا"، حيث "كل دورة تدريب تستمر ما بين 36 يوما الى ستة اشهر قبل ان يتم فرز المجاهدين في وحدات متخصصة مثل وحدات المدفعية والصواريخ والرماية واقتحام المدن".
ونفذ عدد من مقاتلي السرايا مناورة عسكرية بالذخيرة الحية لنموذج اقتحام موقع عسكري، وكان ملفتا تحليق طائرات قتالية اسرائيلية في سماء قطاع غزة.
وشرح أبو سيف، وهو المشرف على التدريب، ان هذه المناورة "تهدف لاظهار قدرات عناصر نخبة الاقتحامات في تنفيذ اختراق ومهاجمة مواقع عسكرية حصينة للعدو". وشدد على ان جناحه العسكري "يعد المجاهدين لما يتحتم علينا مواجهته في الايام المقبلة".
ويؤكد ابو البراء ان حركته "تمتلك الكثير من الخيارات ولا تعتمد على الانفاق وحدها"، مضيفا "نستثمر في الانسان بفكره وعقيدته القتالية وهو سيحرر هذه الارض".
واستشهد 123 عنصرا من سرايا القدس خلال الحرب الاخيرة، التي استمرت نحو خمسين يوما، بحسب حصيلة اعلنتها السرايا.
وتقول السرايا انها اطلقت "3249 صاروخا وقذيفة" من بينها صواريخ "فجر 5" ايرانية الصنع، والتي استهدفت مدنا في شمال اسرائيل.
وعادة لا تفصح حركتا حماس والجهاد الاسلامي عن عدد مقاتليهما او حجم ونوع القدرات العسكرية لديهما. لكن بعض التقديرات المحلية تشير الى ان سرايا القدس تضم ما بين عشرة الى خمسة عشر الف مقاتل، وضعفهم ينتمي لكتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس.
وفي هذا الصدد، يؤكد ابو البراء ان منظمته "تعتمد على امكانياتها الذاتية في تصنيع وتطوير اسلحتها والصواريخ"، ويرفض اعطاء المزيد من التفاصيل.
وخلال الحرب الاخيرة على القطاع، استهدفت اسرائيل مئات المنشآت الصناعية والورش التي قالت ان فصائل مسلحة تستخدم بعضها لتصنيع او تخزين الاسلحة. وسقط خلال هذه الحرب حوالى 2200 فلسطيني، ودمرت اسرائيل كليا او جزئيا اكثر من مئة الف منزل.
وتبدو معظم مساحات جدران النفق مكسوة بالواح خرسانية مركبة اما سقفه الاسمنتي فمقوس. وهو بعمق اكثر من عشرة امتار، بحسب مسؤول في سرايا القدس.
ويرفض مسؤولون في السرايا اعطاء التفاصيل عن عدد الانفاق او حتى بوابة النفق وكيفية انشائه والتكلفة المالية. ولكن عناصر قالوا ان السرايا "تمتلك شبكة انفاق باطوال مختلفة، ولكل نفق عدة مداخل تفاديا لتعرضه لقصف اسرائيلي".
وبعدما اكد وجود تنسيق "وثيق وقوي مع الاجنحة العسكرية لفصائل المقاومة وخاصة كتائب القسام"، قال ابو البراء ان "الاحتلال سيجد منا ما لم يره من قبل، جرائم المحتل لن تسقط بالتقادم وسندع الميدان يتكلم عن امكانيات سرايا القدس".
بالصور.. ريال مدريد يؤلم شتوتجارت بلدغات الوقت القاتل
18 سبتمبر 2024