هيمنت القضايا الداخلية الأميركية على المناظرة النهائية التي جمعت بين الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ومرشح الحزب الديمقراطي للانتخابات الرئاسية الأميركية 2020 جون بادين.
وجاءت المناظرة قبل 12 يومًا من انطلاق الانتخابات الرئاسية، وجرت في جامعة بلمونت في ناشفيل، بولاية تينيسي، واستمرت ساعة ونصف الساعة.
وكان ملف مكافحة فيروس كورونا المستجد(كوفيد-19) أول مواضيع المناظرة، حيث أكد ترامب أن بلاده أغلقت "أعظم اقتصاد في العالم لمواجهة الفيروس الصيني".
كما شدد على أن لقاح كورونا سيكون جاهزاً خلال أسابيع، مضيفاً أنه "سيتم الاعتماد على الجيش لتوزيع اللقاح لملايين الأشخاص.
وشدد ترامب على عدم إغلاق البلاد مجدداً لمواجهة كورونا، مضيفاً: "لا يمكن البقاء في القبو كما يفعل بايدن".
وذكر أن الحكام الديمقراطيين للولايات قاموا بإغلاقها وتسببوا في معاناة كبيرة للسكان، مشيرا إلى أنه يصغى للعلماء كافة و"فوتشي" العضو في خلية الأزمة المتعلقة بالوباء، قال في البداية إن عدم ارتداء الكمامة ليس مشكلة وأن فيروس كورونا سينتهي فجأة.
كما أكد ترامب أن كل الحلول المطروحة من بايدن والديمقراطيين هي الإغلاق ولكننا لن نسير في هذا الطريق.
بدوره شنّ بايدن هجوماً عنيفاً على ترامب بسبب طريقة إدارته لأزمة فيروس كورونا، معتبراً أنه "المسؤول عن العدد الكبير بالوفيات (بكورونا في أمريكا) يجب أن لا يكون رئيساً".
وأوضح أن ترامب "ليست لديه أي خطة لمواجهة كورونا، وهو الذي سبق وأن قلل من خطورة الفيروس".
وأضاف قائلا "علينا تطبيق الإجراءات لمواجهة كورونا وليس إغلاق البلاد.. نحن على وشك خسارة 200 ألف شخص إضافي بسبب كورونا"، مشددًا على أن "توفير الموارد أمر ضروري لمواجهة كورونا".
وبخصوص التدخلات الخارجية في الشؤون الأمريكية قال بايدن: إن "أي دولة تتدخل في الانتخابات ستدفع الثمن"،
وأوضح أن ترامب "لم يقل أي شيء لبوتين بشأن تدخل روسيا في الانتخابات"، متعهدًا بأن تدفع كل من موسكو والصين وإيران ثمن تدخلها في الانتخابات الرئاسية إذا ما فاز بها.
بدوره اتهم ترامب بايدن بالحصول، هو وعائلته، على 3,5 مليون دولار من روسيا، بالإضافة لمبالغ أخرى من الصين وأوكرانيا، الأمر الذي نفاه المرشح الديمقراطي.
وأكد بايدن أن ترامب هو من يملك حساب مصرفي في الصين وتلقى مبالغ من بكين، ليرد ترامب مؤكدًا أنه أغلق ذلك الحساب عام 2015.
في سياق متصل أكد ترامب أنه دفع "ملايين الدولارات من الضرائب"، بينما قال بايدن إن "الرئيس يقول منذ 4 أعوام إنه سيكشف عن سجله الضريبي، ويتهرّب.
من جهته، اعتبر ترامب أن "على بايدن توضيح موقفه بشأن قضايا الفساد المالي".
وأشار بايدن إلى أنه على مدار أكثر من عقدين كشف إقراراته الضريبية وليس هناك دليل يدعم ادعاء ترامب. وأضاف بايدن: "اكشف إقراراتك الضريبية، أو توقف عن الحديث عن الفساد".
وتطرق الحديث فيما بعد لملف كوريا الشمالية، حيث قال ترامب: إن الرئيس السابق باراك أوباما قال له إن "كوريا الشمالية تشكل تحدياً كبيراً. إلا أن بايدن اعتبر أن "ترامب أعطى شرعية لزعيم كوريا الشمالية" كيم جونغ أون بينما "أوباما رفض لقاءه".
وبخصوص برنامج الرعاية الصحية "أوباما كير"، قال ترامب: إن ذلك البرنامج ليس مناسبا لصحة الأمريكيين.
غير أن بايدن اعتبر أن "ترامب لم يقدم أي خطة لحماية أصحاب الأمراض المزمنة"، مشدداً على أن "الرعاية الصحية ليس رفاهية بل حق للمواطنين.. المواطنون بحاجة لرعاية صحية بأقل تكلفة".
في المقابل رد عليه ترامب قائلاً إنه، و"على مدى 47 عاما لم يفعل بايدن أي شيء"، معتبرًا أن "بايدن يريد تغيير القطاع الصحي لقطاع اشتراكي"، بينما قال المرشح الديمقراطي إن "ترمب سيعمل على تدمير نظام الرعاية الصحية".
في سياق متصل، أكد ترامب أن الحدود الأمريكية المكسيكية أصبحت آمنة بفضل الخطوات التي اتخذها، مضيفاً أن "عصابات تهريب المهاجرين تستخدم الأطفال كذريعة".
في المقابل قال بايدن إنه سيعمل على حل قضية الأطفال "الحالمين" إذا تم انتخابه، الأمر الذي ردّ عليه ترامب قائلاً: "بايدن ليس لديه أي فكرة عن قانون الهجرة".
من ناحية أخرى، قال ترامب إن "الديمقراطيين يديرون عدة مدن مليئة بالعنف"، بينما أكد بايدن من جهته أنه سيكون، بحال فوزه، "رئيساً لكل الأمريكيين" وسيعمل على "دعم الشركات الصغيرة".
في شأن آخر، قال ترامب إن إدارة الرئيس السابق باراك أوباما وجو بايدن "عملت على صعود إيران".
كما اتهم ترامب بايدن بأنه "سياسي فاسد.. بايدن ظل بمنصبه 8 سنوات ولم يفعل ما يقوله"، إلا أن المرشح الديمقراطي اعتبر أن "لا أحد يصدق ما يقوله ترامب بشأن اتهامات الفساد".
وتطرق النقاش لاحقاً إلى تغيير المناخ والسياسيات البيئية، حيث قال ترامب: "تخلصنا من اتفاقية باريس للمناخ لأنها غير منصفة"، بينما اعتبر بايدن أن "الاحتباس الحراري تهديد وجودي للإنسانية.. يجب أن نصل لمستويات صفر في مستويات انبعاث الكربون".
كما قال ترامب إن في عهده أصبحت الولايات المتحدة "دولة مستقلة في مجال الطاقة" وحققت "أرقاماً قياسية في عدد الوظائف قبل جائحة كورونا"، محذّراً من أن "فوز بايدن سيؤدي إلى كساد غير مسبوق".
واختلف هذه المناظرة عن سابقتها بإعلان لجنة المناظرات الرئاسية عن تعديل قواعدها، وخصوصاً فيما يتعلق بقطع الميكروفون عن المرشّح حين لا يكون دوره في الكلام، وذلك لمنع المقاطعة من المرشح الثاني والحول دون تكرار التشويش الذي ساد المناظرة الأولى.
ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية الأميركية في الثالث من نوفمبر المقبل.