أفيقوا أيها النائمون

حجم الخط

بقلم : ابراهيم ادعيبس

 

بعد حرب حزيران عام 1967 انعقدت قمة عربية في الخرطوم، وانتهت بالتوصل الى لاءات ثلاثة، هي: لا صلح، ولا تفاوض ولا اعتراف باسرائيل.

قبل أن يعود الحق الى أصحابه، والقمة هذه انعقدت في 29 آب 1967، أي بعد هزيمة حزيران مباشرة تقريبا، وحضرها كل القادة العرب وغابت سوريا وحدها.

اليوم، هذه الخرطوم تتناسى كل نتائج تلك القمة وتتفاوض مع اسرائيل، وتتفق معها على التطبيع الكامل، بضغط وإغراءات أميركية ودفع مليارات الدولارات وهي ليست الدولة الاولى التي تقوم بذلك، وقد سبقتها الامارات والبحرين، ويقول الرئيس ترامب إن هناك «5» دول عربية أخرى في طريقها الى التطبيع، واحتمال السعودية أيضا، ولم تبادر السعودية الى نفي ذلك مما يعني ان الاحتمال وارد فعلا. وقد رحبت دول عربية بينها مصر، بهذا الاتفاق السوداني الاسرائيلي.

نتنياهو بدا سعيدا للغاية بهذه التطورات، وتحدثوا في اسرائيل كثيرا وقرروا بناء آلاف الوحدات الاستيطانية الجديدة بالقدس والضفة عموما، وكان أهم ما قالوه ايضا احتمالات ضم اجزاء من الضفة، لا الضفة كلها.

هم لا يريدون ضم الضفة كلها، بسبب التواجد السكاني الكبير الذي هو العقبة الوحيدة أمام أطماعهم والشوكة المؤلمة في حكومتهم، ونحن نقف في مرحلة مصيرية حاسمة، ولا بد من تقييم الأوضاع بجدية وموضوعية واتخاذ القرارات اللازمة، وأول هذه القرارات استعادة الوحدة الوطنية، التي كثر الحديث عنها دون تحقيق أي تقدم حقيقي، ولا يعرف المواطن الفلسطيني اي شيء يحول دون ذلك سوى تمسك «القيادات» بمراكزها وعدم الاستعداد للتخلي عنها.

إن العالم العربي بصورة عامة يهرول نحو التطبيع دون اتخاذ اي حساب لنا، او لحقوقنا ومواقفنا، والاحتلال يتمادى ويزداد غطرسة وان كنا في أوضاع سيئة فإن القادم يبدو أسوأ، وما يجري هو صرخة قوية لكي يصحو النائمون والراكضون وراء تصريحات الرفض والادانة والاستنكار التي لا يستمع اليها أحد، ولم تعد تثير أي اهتمام لدى أي مواطن.

لقد سمعنا كثيرا عن اتصالات لتحقيق اجتماعات واستعادة الوحدة بين غزة والضفة، ولكن الزمن يمر ولا نرى شيئا حقيقيا وواقعيا ونظل ندور بالدوامة التي لا مخرج لها.

الشعب يقول: أفيقوا أيها النائمون فوق الكراسي، والشعب يتألم ويعاني كثيرا وان لم يتحرك المعنيون فإن الشعب على الأرجح هو الذي سوف يتحرك... !