قال عضو المكتب السياسي بحركة الجهاد الإسلامي، نافذ عزام، إنّ يوم استشهاد مؤسس الحركة د. فتحي الشقاقي، لا يمكن أنّ ينساه شعبنا الفلسطيني والأمة الإسلامية بأكملها، مُضيفاً: "هو الذي عزز الانتماء لفلسطين وساهم بقوةٍ في إحياء قيم الإسلام، ووضع الشعار الخالد الكبير (فلسطين كقضية مركزية للفلسطينيين والعرب والمسلمين)".
وتابع عزام في حديثٍ خاص بوكالة "خبر": "إنّ الشهيد الشقاقي، ترك بصمة كبيرة في حياتنا وحياة أجيال بأكملها"، مُردفاً: "الأخوة والأخوات الذين لم يعاصروه ولم يسمعوا كلماته بشكلٍ مباشر، يحملون له كل التقدير والاحترام، وينظرون له على أنّه مُلهم في هذا الصراع الكبير الممتد، وخير دليل هذه الأجيال التي تحمل اسمه وتتحرك باجتهاده المبارك العظيم".
وبالحديث عن أهمية الوحدة الوطنية في فكر الشهيد الشقاقي، قال عزام: "إنّ الشهيد الشقاقي آمن بضرورة وحدة الحركة الإسلامية، وكان على الدوام يسعى لإزالة التناقض بين التيارات الإسلامية والوطنية، كما كانت مشاركته مميزة في المؤتمرات التي عُقدت من أجل هذه الغايات سواء المؤتمر الإسلامي القومي أو المؤتمر العربي".
وأضاف: "ناضل بقوة من أجل تشكيل هذا الاصطفاف الواسع وأعلن في غير مناسبة أنّ وحدة الشعب الفلسطيني ضرورية لتحقيق الانتصار، وأنّ وحدة الأمة لابد منها لاستعادة مجدها والعودة لدورها الطبيعيي في قيادة العالم، مُردفًا: "سعى بكل قوة من أجل تشكيل اصطفاف واسع لمواجهة المشروع الأمريكي- الصهيوني".
أما عن تعامل الشهيد الشقاقي مع قضية الأسرى، أكّد عزام على أنّه أولى قضية الأسرى اهتماماً بالغاً، لافتاً إلى أنّه لم يتعامل بمنطق حزبي ولم تقف مشاعره عند حدود الذين بايعوه في هذا المشروع المبارك.
واستدرك: "الشقاقي كان يضع الفلسطينيين جميعاً في قلبه وفي دائرة اهتمامه، وينظر باعتزاز لكل مسلم وباحث عن الحقيقية في كل مكان بالعالم".
وعلى صعيد موازٍ، شدّد القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، على أنّ حركته لن تستبق الأمور في قضية الأسير ماهر الأخرس، المضرب عن الطعام مُنذ 92 يومًا؛ وتتمنى له ولكل الأسرى الخير، مُتمنياً له ولكافة رفاقه الفرج القريب.
وختم عزام حديثه بالقول: "إنّ الشهيد الشقاقي، كان يعطي الأولوية لكل فئات شعبنا سواء الأسرى أو غيرهم؛ ويتحرك من أجل هذه القضية المباركة والمقدسة لشعبنا".
والشهيد فتحي الشقاقي، طبيب ومناضل فلسطيني، بدأ ناصرياً وانتهى إسلامياً، حيث أسس حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، وقاد عمليات أودت إحداها بـ22 عسكرياً إسرائيلياً، واغتاله الموساد وعمره أقل من خمسين سنة.
ويعود أصل الشهيد إلى قرية "زرنوقة" قضاء يافا، وتم تهجير عائلته إلى قطاع سنة 1948م، وقد ولد في مخيم رفح للاجئين عام 1951، وفقد أمه وهو في الخامسة عشرة من عمره، وكان أكبر إخوته.
ودرس في جامعة بيرزيت وتخرج من دائرة الرياضيات وعمل لاحقاً في سلك التدريس بالقدس في المدرسة النظامية ثم أكمل دراسته في جامعة الزقازيق بمصر، وتخصص في الطب، وعاد إلى الأراضي المحتلة ليعمل طبيباً في مستشفى المطلع بالقدس، وبعد ذلك عمل طبيباً في قطاع غزّة.
واُغتيل فتحي الشقاقي في 26 أكتوبر/تشرين الأول 1995 على يد جهاز الموساد الإسرائيلي في جزيرة مالطا، عندما كان عائداً من ليبيا، وعمره 44 عاماً.