مؤتمر دولي للسلام

المالكي: مبادرة الرئيس محاولة أخيرة لإثبات التزامنا بالسلام والشرعية الدولية

رياض المالكي
حجم الخط

رام الله - وكالة خبر

أكد وزير الخارجية والمغتربين الفلسطيني رياض المالكي، على دعوة الرئيس محمود عباس، للأمين العام للأمم المتحدة لعقد مؤتمر دولي بمشاركة كافة الأطراف المعنية، أوائل العام المقبل، بهدف الانخراط في عملية سلام حقيقية على أساس القانون الدولي، وقرارات الأمم المتحدة والمرجعيات المتفق عليها، وذلك بالتعاون مع الرباعية الدولية وأعضاء مجلس الأمن.

وقال الوزير المالكي في أمام مجلس الأمن اليوم الخميس، إن "هذه الدعوة هي محاولة أخيرة لإثبات التزامنا بالسلام على أساس الاحتواء وليس الإقصاء، والشرعية وليس عدم الشرعية، والمفاوضات وليس الإملاءات، والتعددية وليس الأحادية. أعلم أن العديد من بلدانكم قد أعربت بالفعل عن دعمها لمبادرة الرئيس عباس ونتطلع إلى مواصلة العمل معكم جميعًا حتى تتحقق، خلال اجتماعات هذا المجلس".

وأشار إلى أن "إسرائيل" قررت وتحت ضغوط، تجميد خططها غير القانونية للضم الرسمي لمناطق خارج مدينة القدس الشرقية المحتلة. لكنها لم تتخلى عن سياستها المستمرة منذ عقود والتي تهدف إلى السيطرة على أكبر مساحة من الأراضي الفلسطينية مع الحد الأدنى من الفلسطينيين، وبعبارة أخرى الحد الأقصى من الجغرافيا الفلسطينية مع الحد الأدنى من الديموغرافية الفلسطينية.

ونوه إلى استمرارها في ضم الاراض بحكم الأمر الواقع، حيث أعلنت بالأيام الأخيرة عن بناء 5000 وحدة استيطانية في عمق الضفة الغربية، بما في ذلك داخل القدس الشرقية المحتلة ومحيطها، داعيًا المجتمع الدولي الى العمل لإنقاذ السلام.

وتطرق إلى ضرورة تلبية دعوة الرئيس محمود عباس لعقد مؤتمر دولي للسلام بحيث يولد الزخم اللازم لحشد المجتمع الدولي ككل لمساعدة الأطراف في التفاوض على اتفاقية سلام من شأنها أن تغير منطقتنا إلى الأبد، أي شيء آخر يعتبر عديم الجدوى، وطالما أن "إسرائيل" لا تتحمل تكلفة الاحتلال، وتستمر في جني ثمارها، فإنها لن تتفاوض أبدًا بحسن نية.

وقال المالكي: "إن شعبنا لن يستسلم، ثلثا شعبنا أجبروا على النفي ولم نستسلم. عشرات الآلاف استشهدوا ولم نستسلم. مئات الآلاف شردوا ولم نستسلم. تم اسر ما يعادل نصف سكاننا الذكور 800000 فلسطيني، ولم نستسلم. ما الذي يجعل أي شخص يعتقد أننا سوف نستسلم الآن؟".

وتابع "كثيرا ما تتساءل إسرائيل لماذا نتمتع بهذا التضامن الدولي. لأن القوى الاستعمارية السابقة وحركات التحرير على حد سواء تعرف جيدًا هذه السياسات الاستعمارية: العنف، والقهر، والترهيب، والاعتقال الجماعي التعسفي، والتمييز، والاضطهاد، وتفتيت الأرض، وتوسيع المستوطنات غير الشرعية، والاستغلال. لا يمكنهم دعم مثل هذه الأعمال. لقد علمهم التاريخ ذلك.

وأضاف: "حان الوقت الآن لأخذ زمام المبادرة. إذ لا يمكن حل مشكلة الشرق الأوسط وإنهاء الصراع دون الحرية للشعب الفلسطيني، ولن تتوافق حريتنا أبدًا مع الجنود الإسرائيليين في شوارعنا والطائرات الإسرائيلية بدون طيار في سمائنا والسيطرة الإسرائيلية على حدودنا".

وفي ختام كلمته قال: "اسألوا الأسير ماهر الاخرس المضرب عن الطعام في سجن إسرائيلي منذ 90 يوماً، واسألوا كذلك الشهيد الفتى صنوبر (18 عاماً) الذي قتل بشكل بشع، ووالدة الطفل الذي قُتل وهو في طريقه إلى المدرسة، والرياضي الذي بُترت ساقه بعد أن تصرف القناص كما لو كان يلعب لعبة فيديو، وصاحب منزل بناه سنوات من الكد والتعب وتم تدميره في لحظة. والمزارع الذي أحرق المستوطنون محاصيله، سيقولون لك "لن نتعايش مع الاحتلال". نريد إنهاء الاحتلال، حتى نتمكن من الحياة، حتى نتمكن من نيل العدالة، حتى نتحرر، حتى تعرف منطقتنا السلام والأمن الحقيقيين".