ثمة ما هو مهم وللانصاف والوقوف خارج لغة الاصطفاف والتناحر واعتماد تلك اللغة لتوصيف هذا او ذاك ، او حالة الفوضى السياسية والتنظيمية التي تسود ، نحن احوج الان ان نضع النقاط على الحروف والمصطلحات لكي لا يهضم حق تحت طائلة التشهير والتبخيس بالقدر الذي نحتاجه كي نفهم المرحلة بواقعها ومعطياتها ، والسؤال هنا هل محمد دحلان زعيم ام قائد .؟ام بلا لقب ..
ظاهرة الزعيم او القائد لها دلائلها ومستوجباته وصفاتها سواء اكانت ظاهرة لحزب او حركة تحرر او دولة او مجموعة من البشر وهذا المقياس له اسبابة ومسبباته لكلا من المفردات المطروحة والتشكيلات مثلا زعيم قبيلة زعيم حارة زعيم نادي ، زعيم سياسي ، زعيم معارضة .زعيم دولة ، زعيم حزب كلها تأخذ صفة الزعامة .
ولكي نعرف اكثر ، الزعيم هو الضامن والكفيل بغيره والزعيم الوطني هو من يلعب دورا مميزا في حياة شعبة في فترات الحلكة والظلام لاخراجهم الى النور والتعامل مع الازمات بطريقة بناءة وهناك نوعين من الزعامة .
1-الزعامة البناءة: زعامة حق وعدل وإنصاف وأمانة وصدق ورحمة
2- زعامة الطغاة والظالمين نقمة إذا عمل على تفتيت وحدة المنظومة او الشعب .
والزعامة كانت متداولة لمن له القدرة على جذب اهتمام الاخرين إليه حتى يأتى غيره اذا ما فشل الاول واتى باكثر عطاء لقومه فتنتقل إليه الزعامة تلقائيا فه عبء ومسؤولية مستمرة لأن المحيطين بك لو أحسوا بخواء الزعيم أو بأى نقصان فى عطائه سيبحثون عن غيره.
(زعامة فرد من الأفراد لقوم أو جماعة أو بلد وقبولهم بها واطمئنانهم لها لا تشترى بمال وإن كان عظيماً، وليست إرثاً لابن الزعيم السابق لأنها ليست مالاً أو عقاراً، وإن كان ما تقدم يعد من العوامل المساعدة في الاعتراف بالزعيم، ولكن الزعامة الحقيقية تنتج من مجموعة من الصفات تضع من يتحلى بها في موقع الزعامة وإن لم يسع إليها أو يطلبها. والزعامة تعني السيادة وزَعِيمُ القوم: رئيسهم وسيدهم، وقد يركز بعض الناس على صفات معينة للزعامة بينما يهمل صفات أخرى أقوى وأدخل في زعامة الشخص ليس لأنها غير مهمة أو يترفع عنها بل لأنه لا يمتلكها ولا يقدر على الإحاطة بها الا ذوي القدرات الخاصة . والصفات المؤهلة للزعامة كثيرة ومتعددة وبعضها أشد بروزاً ولصوقاً بالزعامة من البعض الآخر، حتى إن بعضها لو غاب لضاعت الزعامة وتلاشت بينما فقد البعض الآخر لا ينفي الزعامة من أصلها ولا يقدح في وجودها وإنما يقدح في كمالها وحسنها. فمن صفات الزعامة المهمة: الصبر على المكاره والعفو عن زلات المقصرين واحتمال الأذى وتحمل المشاق في سبيل راحة من يتزعمهم والحلم والأناة والشجاعة والإرادة والعزم، والاتزان في التصرفات بحيث لا تستفزه الأحداث وإن كانت جسيمة حتى يأخذ القرار الخاطئ في الإحداثيات الزمانية والمكانية الخاطئة، والقدرة على مخاطبة الجماهير واستثارة مشاعرهم، والعدل والكرم والسخاء، مع الابتعاد عن الغفلة وتجنب الحسد للمنافسين، وهكذا لو ذهبنا نعدد صفات ومؤهلات الزعامة لوجدنا منها الشيء الكثير من كل صفة حسنة وخلق نبيل، لكن بعضها قد يتوفر لكثير من الناس دون أن ينظر إليهم على أنهم زعماء قادة يقودون الناس ويتبعهم الجم الغفير.).
اما القائد.
(يُمكن معرفة القائد الناجح من خلال الصفات التي يتّصف بها، وهي: الدقّة والتنظيم: فكلّ أعمال القائد مُنظّمة، كما أنّ وقته وأوراقه وأهدافه مُنظّمة. صناعة الحدث والقدرة على اتّخاذ القرار المُهم: فالقائد الناجح لا ينتظر الأحداث بل يصنعها. التأثير في الآخرين: فالقائد الناجح يؤثّر في الآخرين، ويتواصل معهم بمهارة، ويوجّههم لتحقيق الأهداف المطلوبة. الرّؤية الثاقبة: فالقائد الناجح يستطيع أن يرى ما لا يراه الآخرون، ولكنّه يتقبّل النقد الذي يُوجّه إليه وإلى أفكارهِ المقترحة. التحفيز: فالقائد الناجح يعتمد التحفيز عُنصراً أساسيّاً في عمله؛ لبثّ روح الحماسة لدى العاملين معه. الثّقة الكبيرة بما لديه من قدرات وإمكانيّات ومبادئ: فالقائد الناجح يعرف ما لديه من نقاط القوّة، وتكون حافزاً وداعماً له في قيادته. التّخطيط: فالقائد الناجح هو الذي يضع الخطط الصّحيحة والمدروسة للعمل، ولا يترك مجالاً للصدفة في عمله وطريق نجاحه. الذكاء الاجتماعي: فالقائد الناجح لديه المهارة الاجتماعيّة التي تُعطيه القدرة على التواصل مع الآخرين وإيصال ما لديه من أفكار، فهو مستمعٌ جيد، ومحاورٌ ماهر. التّفويض: يستخدم آلية التّفويض في عمله، فيعرف متى يُفوض الأشخاص، ومن يُفوض، ويُحدّد المهام التي يُمكن تفويضها. الثّقافة: القائد إنسانٌ مثقف، على درجةٍ عاليةٍ من الوعي والثّقافة، يُطور من نفسه، ومن قُدراته، وإمكانيّاته، ومهاراته، بالقراءة والدورات التدريبيّة. الالتزام بالخطط: يضع القائد الخطط ويعرف أنّ نجاحها يحتاج منه أن يُطبقها، ويلتزم بما جاءت به، ويعرف أنّها تحتاج إلى الوقت والجهد حتّى يُكتب لها النجاح. الالتزام الخُلقي: يُراعي القائد الناجح المبادئ والقيم أثناء عمله ومسيرته نحو النجاح، فلا يُقدّم سرعة النجاح الدنيويّ على قيمهِ وأخلاقه. الذّكاء العقلي: وهذا لا يعني أنّ القائد يجب أن يكون عبقريّاً، بل أن يتمتع بذكاءٍ متوسط، يُعطيه القدرة على حلّ المشكلات التي تعترضه، واتخاذ القرار المُناسب في الوقت المُناسب)
علني مما تقدم قد اوضحت المعايير التي تنسجم مع شخصية الزعيم او القائد ، معايير ادبية وعلمية ولغوية و من هنا نبدأ في تعريف محمد دحلان كزعيم او قائد او بلا تعريف ، فإذا ذهبنا للمكونات الشخصية لمحمد دحلان و التي اطلقتها عليه سابقا الذكاء والحنكة والشخصية القوية و البحث عن الافضل في اتجاه التغيير على واقع الفساد بمصطلح الاصلاح و هنا اي تجربة لها معدلات النجاح والفشل ولكن لا تنفي صفة الزعامة او القيادة سواءا كانت بالحجم الكبير والمسؤوليات الكبيرة او بحجم المسؤوليات المعتدلة او الصغيرة و هنا اشير لاخر ما كتبه الاخ منذر و ليس لما قدمه في مقاله حول دحلان " رأيي بدحلان كشخص ..
أرى فيه الذكاء و الخلق والأدب والاحترام اكثر من كل هؤلاء من يعادونه.
لأنهم يغارون منه ويحسدونه فقط
إنهم ليسوا أفضل من دحلان أبدا ..
إنهم أسوأ وأخطر .. وأكثر بلاء على قضيتنا
فدحلان سواءا اختلف معه البعض او اتفق او هاجمه البعض او ناصره الاخر فهي تنطبق صفات الزعامة والقيادة معا من خصائص سلوكية و قيادية تجاه شعبه في احلك الظروف من بطالة و فقر و انهيار للبرنامج الوطني و لست مجازفا ان قلت انهيار حركة فتح عل ايدي زعامة من مؤخرات التاريخية فتت الاطار واحدثت مناخات انهيار شاملة في المجتمع الفلسطيني و هنا ليس بالمتسع ان نتحدث عن محمد دحلان و ظاهرة الاصلاح التي استقطبت الكثيرين سواءا من الشباب او الاكاديميين او مناضلين قدماء ، والمال السياسي الذي يتحدثون عنه هذا كلام مردود عليه فان لم يكن هناك مال سياسي لما انطلقت حركة فتح واستمرت بل هناك رؤساء دول ذات سيادة ان لم يكن لديهم مال سياسي لن يستمروا وينطبق هذا على باقي الاحزاب في كل العالم ، فليس عيبا ان يمتلك دحلان مال سياسي لتنفيذ برنامجه الاصلاحي و الالتصاق بمشاكل الشعب من فقراء و بطاله و مرض و تحفيز الطلاب على العلم والتعليم و تبنيهم ، انه عمل راقي في فترة ضياع وطني كامل نحتاج فيها اولا لبناء الانسان والمجتمع الفلسطيني بعد فترة ضياع وتشويه ثقافي وعقوبات على هذا الشعب لكي يستسلم لبرنامج المنظومة السياسية الحاكمة الان للسلطة و لكي نحبط البعض في هجومهم على هذا القائد و الزعيم لابد ان نضع القضايا في نصابها الحقيقي والازمة الوطنية في نصابها الحقيقي وكيف لمحمد دحلان ان يظهر في هذه الفترة العصيبة على الشعب الفلسطيني مع مطالبات شعبية ووطنية بضرورة التغيير والقضاء على الفساد .
وليكن دحلان زعيم معارضة ولا اقول انه رئيس كما يقول البعض ولا اقول ايضا انه انسان يمكن ان يخطئ ويصيب ولكن ما هي معدل ايجابياته وسلبياته امام انداده السياسيين و من هنا نضع التقدير لمحمد دحلان ولمن يهاجمون محمد دحلان و يقللون من اهميته .