يُصادف اليوم ذكرى تأسيس الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين، إذ تمّ تأسيسها في الـ11 من كانون أوّل / ديسمبر من العام 1967، كامتدادٍ للفرع الفلسطيني من حركة القوميين العرب، أسّسها مجموعة ٌمن قياديي القوميين العرب وبعض المنظمات الفلسطينية التي كانت منتشرةً في حينه وعلى رأسهم مؤسسها وأمينها العام السابق د. جورج حبش ومصطفى الزبري المعروف بأبو علي مصطفى ووديع حداد وأحمد اليماني وحسين حمود (أبو أسعد) وغيرهم.
الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين حزبٌ يساريٌ فلسطيني، من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، انضمّت إلى المنظّمة عام 1968، وكان أمينها العام منذ التأسيس وحتى عام 2000 هو جورج حبش، حيث تنحّى واستلم مصطفى الزبري (أبو علي مصطفى) منصب الأمين العام من بعده حتى تاريخ اغتياله، من قبل الطائرات الحربية الصهيونية، وهو في مكتبه برام الله، في 27 أغسطس 2001 ليستلم منصب الأمين العام أحمد سعدات الذي اعتُقل في سجن أريحا الفلسطيني وهو رفاقه: عاهد أبو غلمي، ومجدي الريماوي، وباسل الأسمر، وحمدي قرعان، بالإضافة إلى اللواء فؤاد الشوبكي، ووضعوا تحت حراسة رجال أمن بريطانيين وأمريكان بعد صفقة بين رئيس السلطة الفلسطينية وكل من الولايات المتحدة وبريطانيا والاحتلال "الإسرائيلي" تم بناء عليها محاكمتهم صوريًا ، حيث نقلوا تحت حراسة أمريكية بريطانية إلى سجن أريحا وبالمقابل فكت "إسرائيل" حصارها عن عرفات. وفي مارس من عام 2006، قامت القوات "الإسرائيلية" باقتحام سجن أريحا، ثم اختطفت القائد أحمد سعدات، ورفاقه واللواء الشوبكي ليتم اعتقالهم في سجن "عوفر".
اشتهرت الجبهة في حقبة السبعينيات بعمليات خطف الطائرات ونسف المطارات واقتحام ونسف السفارات واغتيال المسؤولين "الإسرائيليين". وكانت الجبهة الشعبية أول من ابتكر خطف الطائرات وتعتبر ليلى خالد أول امرأة تختطف طائرة في العالم. كما قامت بنسف خطوط التابلاين، بالإضافة إلى مئات العمليات العسكرية في داخل الوطن الفلسطيني المحتل، من أشهرها عمليتي سينما حنين ومطار اللد، التي نفذتها مجموعة من رفاق الجيش الأحمر الياباني.
يضاف لما سبق، أنها دافعت عن كلّ الشعب الفلسطيني وتواجد المقاومة الفلسطينية، في المواقع التي خاضت فيها الثوة الفلسطينية، شرف الدفاع عن شعبها وحقها في المقاومة، ومنها معارك أيلول الأسود والاعتداءات "الإسرائيلية" المتكررة على لبنان.
ومن أهم المحطات التي مرت بها الجبهة الشعبية خلال انتفاضة الأقصى 2000 جريمة اغتيال أمينها العام أبو على مصطفى بتاريخ 27/8/ 2001 الذي ردّت عليه باغتيال وزير السياحة "الإسرائيلي" رحبعام زئيفي، وتعتير هذه العملية من أهم العمليات التي أوجعت العدو الصهيوني وتصنف العملية الأولى من نوعها على صعيد الصراع العربي "الإسرائيلي" لما قامت به من استهدافٍ لواحدٍ من أبرز المسؤولين "الإسرائيليين".
اشتهرت برفضها للاتفاقيات التي تراها تنتقص من حقوق الشعب الفلسطيني منذ نشأتها وقد عارضت بشدة، مشروع النقاط العشر الذي أقر في المجلس الوطني الفلسطيني عام 1974، وشكّلت ما عرف بجبهة الرفض، كما عارضت اتفاقية كامب ديفيد بين مصر والعدو الصهيوني، وكانت جزءا من جبهة الصمود والتصدي، كما عارضت وبشدة الاتفاقيات مفاوضات مدريد، اتلي جرت أواخر عام 1991، واتفاق أوسلو وما تمخض عنه من نتائج.