بقلم الكاتب والباحث الاقتصادي : صلاح حمدان

دغدغة المشاعر الفلسطينية

صلاح حمدان
حجم الخط

غزة - وكالة خبر

يتطلع الفلسطينيين الي بداية مشرقة لانتخابات فلسطينية منذ فترة من الزمن تحقق فيها معجزة أنهاء الانقسام الفلسطيني وكذلك بناء أيقونة سياسية جديدة من خلال الإنتخابات تخرجهم من أعوام عجاف وانقسام أسود , فالوضع الراهن وما يدور في الآونة الأخيرة عن الإنتخابات الفلسطينية زادت حدة وتيرتها علي الساحة الفلسطينية فالإتجاه يقود الي أجراء انتخابات فلسطينية وهذا ما نشير ألية في دغدغة المشاعر الفلسطينية وأخرها ما شهدته الساحة الفلسطينية في الآونة الأخيرة من تطورات هامة تلت اتفاقيات التطبيع بين دولة الاحتلال ودول عربية واسرائيل تسعي للتطبيع مع دول أخري وصفقة القرن، وكانت اجتماعات اسطنبول، التي تلت لقاء الفصائل الفلسطينية، من أهم التوجهات التي تشهدها الحالة السياسية الفلسطينية بعد الانقسام، فيدور الحديث في الوقت الراهن الي إجراء انتخابات فلسطينية خلال الستة أشهر القادمة لمواجهة التغيرات التي طرأت علي الساحة الفلسطينية .

نحن في ظل الظروف الاقتصادية التي يعاني منها المجتمع الفلسطيني وتزايد وتيرتها بسبب جائحة كورونا فعلي ارض الواقع الانتخابات هي المسار والاتجاه الحقيقي الذي يجب أن يمر فيه الوضع الفلسطيني للخروج من حالة الانقسام والتبعية وأؤكد أن الانقسام له دور سلبي للغاية على الاقتصاد الفلسطيني وخصوصاً في قطاع غزة، وأي حالة اندماج للاقتصاد في غزة والضفة الغربية سيكون له آثار إيجابية علي المجتمع الفلسطيني ككل.

وفي حال جدية الطرفين الي الاتفاق بشكل كامل علي الأنتخابات فيجب أن يكون الحديث عن الانتخابات الفلسطينية هذه المرة مختلف عن ما سبقة من ناحية الجدية في التعامل معها وعدم اخضاعها للمناكفات والعراقيل السياسية والتكتيكات للهروب من الواقع الانتخابي وتحقيق الوحدة الفلسطينية.

في المقابل من وجهه نظري أن الانتخابات لا يمكن أن تكون واقعا علي أرض الواقع ، بسبب الكثير من العقبات والعراقيل التي تقف أمام إجرائها ومن ضمنها إسرائيل ، والاتفاق ما بين الفصائل , وحدة الأنفصال وعدم رغبة البعض في الذهاب الي هذا السياق ما هو الا من أجل أبقاء تعزيز مصالحهم . وقد تعمل بعض الجهات علي تعطيل  الانتخابات الفلسطينية ونحن علي علم ويقين أن هناك دول إقليمية تلعب دورا سلبي بهذا الأتجاة وهي غير داعمة لفكرة الذهاب الي انتخابات، ناهيك عن جهات فلسطينية لا تعتزم الخروج من خندق الانقسام الأسود لأن هذا من وجهة نظرها يضر بمصالحها علي أرض الواقع ومصالحها جميعآ تكن في أن يبقي الوضع كما هو عليه حتي في منحدر الانقسام وكذلك سيكون هناك رادع قوي لسياسة الأنتخابات وتمويلها والتغطية والستار السياسي ومحدداتهم ومخرجاته ونحن علي علم ويقين أن الانتخابات الفلسطينية تعتبر منفذ ومخرج لأنهاء حالات الانقسام الذي عانه منه شعبنا خلال 14  عاما عجاف .

وفي أتجاة أخر في حال جدية السلطة والفصائل للذهاب الي الانتخابات وجعلها أمر واقع يبدأ حيز التنفيذ علي الأرض لا بد أن يشمل هذا أشراك كل الوطني الفلسطيني في إطار واحد وهو منظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني وكمظلة حامية لكل أبناء شعبنا أينما تواجد في بقاع الأرض ".

وكان أمين سر اللجنة المركزية لحركة "فتح" اللواء جبريل الرجوب، قد قال: "إنّنا مُقبلون على إجراء الانتخابات العامة، بعد أنّ أصبح قرارها بعيداً عن نفوذ ورعاية أي طرف إقليمي".واعتبر الرجوب خلال حديثه عبر تلفزيون فلسطين أنّ اجتماع قادة الفصائل الفلسطينية في 3 سبتمبر/أيلول الجاري، "شكّلَ منعطفاً حاداً وجدياً لصياغة مستقبل الشعب الفلسطيني".

وقال: "الاجتماع تم بدعوة وإرادة وإجماع جميع القوى الفلسطينية، وهذا لم يحصل في تاريخنا.. لم نكن مضطرين لأن نشكر هنا أو هناك".

وقال قيادي بارز بحركة التحرير الوطني "فتح" إن تنظيم الانتخابات الفلسطينية مرتبط بموافقة حركة المقاومة الإسلامية على "تفاهمات إسطنبول" واعتبر أن "الكرة الآن في ملعب حماس لإتمام المصالحة وإجراء الانتخابات الفلسطينية ".

وفي حديث لتلفزيون فلسطين الحكومي، قال روحي فتوح عضو اللجنة المركزية لفتح "نحن ننتظر الجواب الرسمي من حركة حماس بالموافقة على تفاهمات إسطنبول، وأن تطلب من الرئيس (محمود عباس) إصدار المراسيم لإجراء الانتخابات".

وأوضح أن اللجنة المركزية لفتح أقرت تلك التفاهمات بالإجماع في الأول من أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وباركتها جميع الفصائل لاحقا.

وكانت فتح وحماس قالتا، في بيان مشترك من إسطنبول يوم 24 سبتمبر/أيلول الماضي، إنهما اتفقتا على رؤية "ستقدم لحوار وطني فلسطيني شامل، بمشاركة القوى والفصائل" الفلسطينية.

وكان صالح العاروري نائب رئيس المكتب السياسي لحماس أكد التزام  حركته بتفاهمات إسطنبول، وقال "التفاهمات التي تمت في إسطنبول ملتزمون بها، ولا نتراجع عنها، ونبني عليها".

 هذا الحراك لإنهاء الانقسام يأتي في وقتٍ يُواجه فيه الشعب الفلسطيني تحديات متعددة، تمثلت في "صفقة القرن"، وهي خطة سياسية أمريكية مجحفة بحق الفلسطينيين، ثم مخطط إسرائيلي لضم نحو ثلث أراضي الضفة الغربية المحتلة، وبعده اتفاق التطبيع بين الدول العربية و"إسرائيل.

وفي تعليقي علي ذلك لم نكن يوما ننتظر أن تطفو صفقة القرن علي السطح من أجل الذهاب الي أنهاء الانقسام كان لابد أن نراعي أبناء شعبنا في أنهاء 14 عام عجاف سوداء من حياتهم ومستقبل أبناء هذا الشعب لنأتي بعدها ونقول أننا ذاهبون الي أنهاء الانقسام وبناء الوحدة  والشراكة ! أين كنتم خلال هذه الأعواد السوداء انقسام أسود واقتصاد متهالك وحروب وانعدام  للأمن الغذائي وفقر وبطالة وضياع مستوي الصحة والتعليم ...الخ هل كنتم تنتظرون صفقة القرن لأن تحالفكم الصحوة , لنتوقع أن ذلك فعلا حصل من أجل أنهاء الأنقسام لماذا الي الأن ما زلتم تراوحوا مكانكم باجتماعات ومؤتمرات وانعقادات ورعايات دولية هل يحتاج الوطن لكل ذلك مرة أخري للذهاب الي انتخابات وبعدها يحصل الشعب علي دغدغة مشاعر مؤقتة فحذاري التلاعب بمشاعر الشعب هذه المرة لتجعله يغيب مرة أخري عن الوعي لفترة من الزمن قد تكون سنين اخري عجاف يدفع ثمنها جيل بعد جيل !؟

في الختام :  في الوقت الراهن لا خيار لكم غير أنجاز الأنتخابات الفلسطينية ودفعها نحوه التحقيق وبقوة ويبدأ تطبيقها حيز التنفيذ علي أرض الواقع غير ذلك كما اسردت في مقال الوهم الفلسطيني وأرجوحة الانتخابات يعتبر وهم وأرجوحة يضاف اليهم دغدغة المشاعر الفلسطينية والتلاعب بها خطير جدا ومختلف هذه المرة عن سابقها .

ولابد التنويه أن الانتخابات مطلب وطني وشعبي وحق دستوري عام ويجب الالتفاف عليها بشكل قوي وردع كل من تسول له نفسة الي انحراف البوصلة عن مسارها الحقيقي حيث تسعي جهات داخلية وخارجية الي انخراطها بأمور لتشتيتها وخلط الأوراق بأمور اقتصادية تمس البنية الاقتصادية والواقع الفلسطيني وإشعال فتيل المناكفات سواء علي ارض الواقع أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والهدف منها التحريض لغض النظر عن مجري ومسار بوصلة المصالحة والانتخابات وتحقيق الوحدة الوطنية لتنحرف عن مسارها الحقيقي لخدمة مصالحهم الشخصية .

وإذا تم تنفيذ ما تم الاتفاق عليه بين السلطة والفصائل وتوحيد الحالة الوطنية وإنهاء الانقسام الأسود ، يُمكن إجراء الانتخابات والوصول لهدف يحقق أمال ومتطلبات الشعب الفلسطيني نحو حياة كريمة وأغلاق 14 عاما سوداء من تاريخ شعبنا الفلسطيني لنواجه بوحدتنا الاحتلال وصفقة القرن والتطبيع وبناء منظومة فلسطينية تحمل أسم فلسطين وليس أحزاب تحت شعار منظمة التحرير الفلسطينية ".

لذلك نري ما يحدث علي أرض الواقع بمثابة حلم لن يتحقق مالم يخرج الفلسطينيين من خندق الأنقسام ويجب أن يوضع علي الطاولة مخرجات الخروج من الأزمة الحالية وتحقيق  الأنتخابات التي قد تطال حلقاتها وقد تصل الي سيناريوهات عديدة منها السلبي ومنها الإيجابي الذي يصعب تحقيقه في ظل مثل هذه الظروف العقيمة , والخروج من حلقات الأنتخابات في حال فشلها سوف يكون دوافعه غير مسبوقة وسوف تعزز من الأنقسام الفلسطيني في أسوء الحالات انعدام الثقة بشكل لا رجعة فيه ليطفو علي السطح مبدأ الانفصال التام وعدم المصداقية والتحويل الي انعدام شبة كامل يدفع فاتورته المواطن الفلسطيني لتضاف الي سجل فواتيره السابقة  .

 يلزم في الوقت الراهن أنجاز ملف الانتخابات والاتفاق علي توافق وطني فوري والاتفاق علي بنودة ومسارة بشكل كامل بين الفصائل فالشعب الفلسطيني يتطلع الي أمال مستقبل جديد بقيادة جديدة وبداية جديدة بدلا من الانجرار وراء دفع مزيدا من أثمان  أعمارهم ومستقبل أبنائهم تحت بند فاتورة الأنقسام والوهم الفلسطيني وأرجوحة الأنتخابات وصولا الي دغدغة المشاعر الفلسطينية, ولذلك المدخل الوحيد والأساسي لأجراء الانتخابات الفلسطينية الخروج الفوري من الأنقسام ووضع بنود الانتخابات علي الطاولة تحت بند التنفيذ وغير ذلك وكأنه ابرة في كوم قش وكأنه لم يكن لتضاف الي رزمة فشل الاتفاقيات السابقة محطة فشل جديد ولكن في هذه المرة لن يدفع الشعب ثمنها وحدة ولكن سيشاركه بها طرفي الانقسام ضمن انفصال تام .

تشهد الساحة الفلسطينية حالة من الانقسام منذ يونيو/حزيران 2007وأجريت آخر انتخابات رئاسية في فلسطين عام 2005، وفاز فيها الرئيس الحالي محمود عباس، في حين أجريت آخر انتخابات تشريعية سنة 2006، وفازت فيها حركة "حماس".