الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي: تفكيك «برميل البارود»

حجم الخط

بقلم: يوسي بيلين

 



في مقاله «الفلسطينيون: مئة سنة من التسيب» (27/10/2020)، يكرر دان شيفتن الادعاء بشأن التفويتات الفلسطينية لفرص الوصول الى سلام مع إسرائيل. وعلى حد قوله، فإن القيادات السائبة جعلت الفلسطينيين يخسرون ليس فقط الإسرائيليين والأميركيين، بل يخسرون أوروبا وحتى الدول العربية.
لو كان شيفتن يجري تحليلاً موضوعياً لوجد أيضاً بضعة زعماء إسرائيليين سائبين ألقوا الى سلة قمامة التاريخ «اتفاق لندن»، والمبادرة السعودية، التي وافقت عليها القيادة الفلسطينية ورفضها أرئيل شارون.
غير أن المسألة لا تتلخص بالتحليل التاريخي. وحتى على افتراض ان التاريخ الفلسطيني هو جملة من التفويتات، بينما قصتنا هي سلسلة من مساعي السلام التي رفضت، فإن المسألة الحقيقية هي ماذا سيحصل لنا؟ ما هو مستقبل إسرائيل في وضع تكون فيه «الاعمال كالمعتاد» أي واقع الدولة الواحدة، مع حكم ذاتي جزئي جدا للفلسطينيين، على قسم صغير من الضفة الغربية، ومع وضع قانوني اشكالي جدا، تكون فيه اقلية تحكم الأغلبية، من خلال قوانين تسمح لها بغلاف شرعي، زعماً؟ هذا هو برميل البارود المتفجر، الذي من شأنه أن يتفجر في وجوهنا او وجوه التالين بعدنا، وهو الذي يتعين علينا أن نفككه.
ان التفكير بإن برميل البارود هذا سيتفجر من خلال سأم العالم من الشكاوى الفلسطينية وتفضيل الدول العربية لمصالحها حيث ستقيم علاقات سياسية واقتصادية مع إسرائيل، وتقترح هذه الإدارة او تلك خطط سلام عديمة الاحتمال – هو تفكير مضلل، فالسبيل العملي الوحيد لتفكيك البرميل هو تثبيت حدود بيننا وبين الفلسطينيين.
كان الحل الأكثر عملية هو الوصول الى اتفاق مع الاردن فور حرب «الايام الستة» على أساس حدود الهدنة بيننا وبينه، مع تعديلات معقولة تتضمن جزءا من البلدة القديمة في القدس. طلبت حكومة التكتل الوطني من الملك حسين ان تضم 30 في المئة من الضفة، فشرح بأن الأمر غير ممكن من ناحيته. وإذا لم يكن ممكناً الحديث مجدداً مع الفلسطينيين، وإذا كان الأردن مستعداً للتسوية معنا (رغم تنازله عن الضفة الغربية قبل 32 سنة) تتضمن الضفة، فستعمل إسرائيل بشكل صحيح إذا ما وافقت على ذلك. إذا تبين ان هذا ايضاً ليس ممكناً عملياً، فسيتعين علينا أن نتوجه الى الخيار أحادي الجانب. هذه إمكانية وحده حل الدولة الواحدة أسوأ منها. فلها سلبيات عديدة، ولكن لها ميزة واحدة: لن توجد إسرائيل في وضع تحكم فيه أقلية يهودية أغلبية عربية.
ان الدول العربية معنية منذ سنوات بالتقرب من إسرائيل؛ لأنه يفتح باباً إلى أميركا وبسبب تطورها العلمي، الاقتصادي والأمني. حتى لو اقتنع كل العالم بأن القيادة الفلسطينية سائبة وحتى لو أصبحنا أحبة العالم العربي والإسلامي، فإننا لن نحل بذلك المشكلة الأصعب التي تقف على أعتابنا: ضمان إسرائيل دولة يهودية وديمقراطية قابلة للعيش.

عن «إسرائيل اليوم»