الذكرى العشرين لاستشهاد الطفل فارس عودة

فارس عودة
حجم الخط

غزة - وكالة خبر

تمر على الشعب الفلسطيني اليوم الأحد، الذكرى العشرين لاستشهاد أحد رموز النضال، الطفل فارس عودة (15 عامًا)، خلال انتفاضة الأقصى الواقعة بعام الـ2000.

وفي ذكرى استشهاده أكّدت أنعام عودة، والدة فارس، على أنّ نجلها كان محبًّا للتراث الشعبي والوطني بقولها: "كان يحب الدبكة، وحين يعود من المدرسة يفتح التلفاز على الأغاني الوطنية والشعبية ويشعل البيت بدبكته".

وكان فارس من أول المشاركين في المواجهات مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في انتفاضة الأقصى، وأضافت والدته: أحضرته 50 مرة من مواقع المواجهات، وفي بعض الأحيان يبقى في المواجهات حتى العاشرة مساء، في أجواء ماطرة وباردة، ويعود منها الأخير".

وتابعت عودة: "كان فارس يحب الاحتفال في عيد ميلاده، الذي يصادف الثالث من كانون الأولى/ ديسمبر، لكنه رحل قبله بأسابيع، حتى قبل أن يتم عامه الخامس عشر، أخذته قبل استشهاده بأربعة أيام، لالتقاط صورة شخصية لإدخاله في تأميني الصحي، وكان يقوم بحركات بهلوانية لتخريب الصورة، وبعد جهد التقطت له الصورة".

وذكرت أنّ ابن خالته "شادي" استشهد قبله بأيام على معبر المنطار في المواجهات، أخذ فارس إكليلا عن قبر شادي وخبأه تحت بيت الدرج، وطلب من المصورين الذين التقطوا له صورًا في أيامه الأخيرة من المواجهات أن يطبعوا له صورة، فأوصل أحد المصورين صورة لفارس وهو يرشق الحجارة على الدبابات إلى منزلنا، أخذتها بقلق وخبأتها خشية أن يراها والده، وحين سألته عن قصة الإكليل والصورة، قال: "حضرتهم ليوم استشهادي".

وأشارت إلى أنّ نجلها كان من الملتزمين بالصلاة خاصة صلاة الفجر في المسجد، وفي يوم استشهاده، نزل عن الدرج وعاد ثلاث مرات، ورأيت في عينيه تلويحة الوداع، خاصة بعد أن اكتشفت إكليل الورد وصورة المواجهات التي وصلتنا، وفي صبيحة يوم 8/11 عند التاسعة والنصف اتصل بي مدير مدرسته وأخبرني أن فارس لم يحضر للمدرسة، وفي تلك الساعة كان فارس أُصيب برصاصة من العيار الثقيل اخترقت رقبته، واستمر ينزف ساعة كاملة، وأخبرني أحد أصدقائه الثلاثة الذين حملوه أنّ آخر كلماته كانت: أمي، وين أمي".

يعتبر فارس الابن السادس في أسرة مكونة من تسعة أبناء (7 أولاد، اثنان منهم من ذوي الاحتياجات الخاصة، وبنتين)، قُصف منزلهم في العدوان الإسرائيلي على القطاع في عام 2014، وأٌصيب شقيقه برصاص الاحتلال بعد ثلاثة أشهر من استشهاده، وكتبت في فارس عشرات القصائد وكان اسمه يلمع بين سطور عددٍ من الروايات المقاومة، كما غنت له الفنانة الملتزمة ميس شلش والفنانة ريم تلحمي.

ويظهر فارس في صورة، التقطها له أحد المصورين، وهو يقف حاملًا معه قطعًا من الحجارة الصغيرة، التي يسددها باتجاه مركبة ميركفا عسكرية إسرائيلية جاثمة أمامه، غير آبهٍ بالأطفال أو المواطنين المتظاهرين أمامها، لتخلّد كرسمة في أذهان الناس وصفحات التاريخ كدليلٍ حي على أنّ الكف الفلسطيني تناطح المخرز الإسرائيلي.