مع حلول فصل الشتاء، تزداد صعوبة ممارسة الرياضة بشكل منتظم، سواء بالاستيقاظ مبكرًا للجري أو الذهاب إلى الجيم.
ومع استمرار الإجراءات الاحترازية لفيروس كورونا، باتت عملية التريض أشبه بأمر مستحيل، ولكن ما عواقب التوقف عن ممارسة الرياضة؟
أثبتت الدراسات الحديثة أن الرياضة مفيدة للصحة العقلية والجسدية على حد سواء، إلا أن التوقف فجأة له تداعيات سلبية على الجسد, مجلة "فوج" الأمريكية رصدت آثار التوقف عن ممارسة الرياضة.
وذكرت المدربة الرياضية أدريان هربرت أن التوقف عن ممارسة الرياضة بضعة أيام قد يكون أمرًا مفيدًا، وأحيانًا يحتاج الجسم للراحة لاستعادة قواه ونشاطه العقلي من جديد.
وأضافت: "إذا كنت تعاني من ضغط عاطفي وتشعر أن الرياضة لا تفيدك، ستجد أن التوقف عن ممارسة التمارين الرياضية لمدة أسبوع أمر جيد لكسر روتين يومك".
وحذرت المدربة من أن التوقف عن ممارسة الرياضة فترة قد يكون سلاحا ذا حدين، إذ يميل الناس إلى لوم أنفسهم عند التوقف، لما في الرياضة من فوائد عقلية عديدة، وبالتالي عليهم أن يكونوا حذرين ويطردوا أي أفكار سلبية، ما دام التوقف مؤقتا.
وأوضحت دكتور كيلي ديفيس، المحاضر بجامعة مانشستر متروبوليتان، تأثير التوقف عن ممارسة الرياضة أكثر من أسبوع بقولها: "تظهر دراسات عدة تدهورًا في الصحة العامة بعد التوقف عن ممارسة الرياضة أكثر من أسبوع".
وتابعت: "قد يبدأ الأمر في التأثير على معدلات النوم، إذ أظهرت الدراسات ارتباطًا بين الأرق وعدم ممارسة الرياضة؛ فممارسة الرياضة تساعد في الوقوع في نوم عميق".
وبحسب مجلة "نيو إنجلاند جورنال أوف ميديسن" الطبية الإنجليزية، فإنّ المزاج يميل إلى التدهور عند التوقف عن ممارسة الرياضة، إذ تولد ممارسة الرياضة بروتينات تساعد على حماية العقل من نوبات التوتر والاكتئاب، ولذلك عندما تتوقف عن ممارسة الرياضة، تفقد مضادات الاكتئاب الطبيعية هذه.
وأجرت الدكتور كيلي ديفيس دراسة على 28 شخصًا، متوسط أعمارهم 32 عامًا، حول تأثير التوقف عن ممارسة الرياضة أكثر من أسبوعين، وتوصلت إلى انخفاض معدلات لياقتهم بنسبة 4%.
وأشارت إلى زيادة نسبة الدهون على الكبد في العينة موضع الدراسة بنسبة 0.2% وارتفاع نسبة دهون الجسم بنسبة 0.5%.
ولفتت الدراسة إلى جانب إيجابي، وهو أن عملية الرجوع لممارسة الرياضة تعيد الجسد إلى حالته الطبيعية بسرعة، فبعد التوقف عن ممارسة الرياضة أسبوعين، استغرقت عينة البحث أسبوعين فقط للعودة إلى حالتهم الطبيعية.